حكاية «أصفهان».. اسم كودى أطلقه «التابعى» على أسمهان
أسمهان أو آمال الأطرش، والتي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1944، إثر حادث غرق سيارتها وهي في طريقها إلى رأس البر. جاءت إلى مصر بصحبة شقيقها فريد الأطرش من جبل الدروز بسوريا، حيث مسقط رأسها في بلدة “القريا”.
ومازالت وفاة أسمهان لغزا غامضا حتى اليوم، حيث تعددت الروايات عن حادث وفاتها، بين أنها حادثة مدبرة، أو أنها وفاة طبيعية قدرية، إلا أنه يبقى رصيدها الفني الذي خلفته وراءها رغم عمرها القصير.
انطلقت شهرة أسمهان من القاهرة قبلة الفن وهوليوود الشرق، خاصة مع ظهور أول أفلامها “انتصار الشباب” والذي قدمته مع شقيقها فريد الأطرش في العام 1941. قبلها بعشر سنوات كانت أسمهان قد بدأت رحلتها الفنية من خلال الغناء على مسرح صالح “ماري منصور” بشارع عماد الدين، تحديدا في العام 1931.
تزوجت أسمهان في العام 1933 من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، ومن المخرج أحمد بدرخان، والذي أخرج لها فيلم “انتصار الشباب”، كما تزوجت من المخرج أحمد سالم، وربطتها بالكاتب الصحفي محمد التابعي علاقة عاطفية مازالت تثير الجدل حتى اليوم.
وبحسب رواية الكاتب الصحفي محمود صلاح، والتي سجلها في كتابه “الليلة الأخيرة”، أن محمد عبدالوهاب اتصل بـ محمد التابعي ليعرفه على أسمهان في مكتبه بعمارة الإيموبيليا، وعندما سأله التابعي عمن تكون هذه المرأة، أجابه عبد الوهاب: “هي دي اللي هاتجيب داغك”.
ــ أسمهان صاحبة الصوت الفريد والوجه الحسن
وتعد أسمهان أيقونة فنية فريدة في عالم الغناء، تنتمي إلى عائلة ذات تاريخ عريق، فوالدها الأمير فهد الأطرش والذي كان أبرز زعماء جبل الدروز في سوريا. ورغم مضي عشرات السنوات على غيابها، إلا أن صوتها الذهبي الطروب لم يغب عن آذان محبيها.
ــ قصة فيلم “أسمهان” بقلم محمد التابعي
ويشير الكاتب الصحفي محمود صلاح خلال أحد لقاءاته التليفزيونية، إلى أن زوجة الكاتب الصحفي محمد التابعي كانت قد أهدته جميع متعلقات “التابعي” سواء ملابسه وكتبه، حتى أقلامه وجميع ما كتبه من أوراق. وكان من ضمن هذه الأوراق، قصة فيلم عن حياة أسمهان، ويقع في 15 ورقة، لكن التابعي كان قد غير اسم أسمهان في قصة هذا الفيلم وجعله “أصفهان”، وغير اسمه هو من محمد التابعي إلى “وهبة”، ويبدو أن هذا الاسم كان شفرة بين أسمهان والتابعي.
ويضيف صلاح: قصة فيلم أسمهان قصة مذهلة، فقد ذكر فيها التابعي حقائق حياة أسمهان الأساسية في قصة هذا الفيلم. مشيرا إلى أنه كان كغيره ــ محمود صلاح ــ من الناس يسمع الكثير من القصص والحكايات عن مقتل أسمهان، وأن حادث غرقها كان مدبرا، فمن يقول بأنه تدبير المخابرات الإنجليزية، ومن يقول بأنه من تدبير المخابرات الألمانية، وآخرون يقولون إنه من تدبير أم كلثوم. ومن هنا بدأت رحلة البحث عن القصة الحقيقية لحياة أسمهان حتى مصرعها.
رحلة البحث والتنقيب تطلبت من محمود صلاح السفر إلى لبنان ومقابلة أفراد عائلة أسمهان، ومقابلة “محمد الدسوقي” ابن شقيقة أم كلثوم، وشريفة التابعي ابنة محمد التابعي، لينتهي إلى أن موت أسمهان كان قضاء وقدرا ولم يكن مدبرا من أحد.