في ذكرى رحيله.. رحلة علي الوردي من التحليل إلى النقد
علي الوردي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1995، عالم اجتماع ومؤرخ عراقي، عُرِف بتبنيه النظريات الاجتماعية الحديثة، ومن أهم مقولاته في هذا الصدد: "يكون الوعظ ذا ضرر بليغ في تكوين الشخصية البشرية إذا كان ينشد أهدافًا معاكسة لقيم العرف الاجتماعي. فإذا ذهب الإنسان إلى المدرسة وأخذ يسمع وعظًا أفلاطونيًا يحضه على ترك الدنيا مثلًا، أدى ذلك إلى تكوين أزمة نفسية فيه.
وعُرِف علي الوردي بشجاعته الفائقة، فقد عارض الجميع ولم يبالِ، كما عُرف باستقلاليته التي لم يتخل عنها يومًا، إضافة إلى اجتهاداته، فلم يكرر علي الوردي، مقولات ولا أفكار من سبقوه، وإنما جاء بأفكار وأطروحات جديدة.
ويعد كتاب "وعاظ السلاطين" من كتب علي الوردي التأسيسية في مشروعه المعرفي الفكري، ومن بينها مؤلفات: منطق ابن خلدون، مهزلة العقل البشري، أسطورة الأدب الرفيع، نظرية المعرفة عند ابن خلدون، هكذا قتلوا قرة عيني، دراسة في سوسيولوجيا الإسلام، خوارق اللاشعور، الأحلام بين العلم والعقيدة وغيرها.
ونشر علي الوردي، كتابه "وعاظ السلاطين" لأول مرة في العام 1954، وثار ضده رجال الدين بكل أطيافهم سواء كانوا سنة أو شيعة، بل وثار ضده الشيوعيون واليساريون والقوميون واليمينيون.
نشأة علي الوردي
ولد الدكتور علي الوردي في العاصمة العراقية بغداد عام 1913، وبعد أن أتم دراسته الثانوية بتفوق حصل على منحة تعليمية من الجامعة الأمريكية في بيروت والتي تخرج منها لاحقًا، ومن ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لينال منها درجتي الماجستير والدكتوراه، ليعود إلي العراق ويبدأ رحلة علمية فكرية والتي أثمرت العديد من الكتب الرائدة، وكان صرحًا فكريًا بحد ذاته، فقد كان علي الوردي، مفكر وناقد وعالم اجتماع ومؤرخ، ومصلح تناول في كتاباته التحليل النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى نقد الموروث الثقافي والديني.