اعترافات ثروت أباظة: لم أدخل «كباريه» فى حياتى فأنا ابن وزير
هاجم السادات ثم أيّده.. وامتدح ثورة 52 قبل انتقادها فى أعماله الروائية
كانت للكاتب والأديب ثروت أباظة آراء واعترافات مغايرة تتعلق بالسياسة والمرأة والحياة الشخصية والخاصة.
ومدح «أباظة» ثورة يوليو ١٩٥٢، وكتب مقالًا فى جريدة «الزمان» يمتدحها، وأعجبت مقالاته رجالها وكانت تُذاع فى الإذاعة ليلًا ونهارًا، ورغم ذلك عاد وهاجمها مستخدمًا الرموز فى أعماله الروائية.
عندما تولى الرئيس أنور السادات رئاسة الجمهورية، لم يكن الأديب ثروت أباظة مؤيدًا له، وكان حزينًا لتوليه حكم البلاد، لكن إبراهيم عبدالهادى باشا أخبره بأن «السادات» سياسى مخضرم محنك وأفضل أعضاء مجلس الثورة والأكثر وعيًا.
وشارك «أباظة» مع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهما فى كتابة بيان ضد «السادات» يناشدونه الحرية إذا لم يكن فى نيته أن يحارب، وهو ما دفع الرئيس الراحل إلى عزلهم ومنع الصحف أن تتعامل معهم أو تكتب عنهم.
لكن بعد أن اتخذ قراره التاريخى وعبرت القوات المصرية قناة السويس واخترقت خط بارليف، فى السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، قال ثروت أباظة فى حواره مع مجلة «صباح الخير» ١٩٩٢: «فالتففنا جميعًا من حوله، وكنت أنا أكثرهم تأييدًا له، تأييدًا مطلقًا لا رجعة فيه».
ودافع ثروت أباظة عن «السادات» ضد السيناريست أسامة أنور عكاشة، واعتبر الأخير عامل الرئيس الراحل «معاملة غير كريمة وغير صادقة بدون ضمير إنسانى».
وقال «أباظة» إن «الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة من أعظم كتّاب السيناريو، ذو حوار أدبى ممتاز، لكنه بلا ضمير سياسى، وهو ما لا أقبله، ليكن رأيه ما يكون، ولكن لا يعتدى على التاريخ الذى عايشناه وعاصرناه فلا يقلب حقائقه رأسًا على عقب».
وفى حواره لـ«صباح الخير»، حكى ثروت أباظة عن حياته الخاصة، واعترف بأنه لم تكن له نزوات، وأن الأدب كان يشغله عن كل شىء، قائلًا: «لم أذكر أننى مثلًا دخلت كباريه فى حياتى، لم أعرف اللهو فى حياتى، فقد كنت ابن وزير، وكانت الناس تنظر إلىّ نظرة تخيفنى، وتجعلنى حريصًا فى معاملاتى وسلوكى، حتى زميلاتى فى الجامعة لم أكن أتحدث معهن، إلى هذا الحد».
وكشف عن دخوله فى قصة حب قبل زواجه، وقتما كان يدرس فى مدرسة فاروق الأولى الثانوية بالعباسية، موضحًا أنه عندما كان يخرج من بيتهم فى شارع «الجنزورى» متجهًا إلى المدرسة، كان تلقاة فتاة فى غاية الجمال تذهب إلى مدرسة فرنسية فى الناحية المقابلة لمدرسته، وقال: «كانت نظرة، ثم لا شىء، لا كلمة ولا إشارة»، وفجأة لمح على شفتيها ابتسامة، ولم يزد الأمر على ذلك.
وفى فترة الجامعة أحب ثروت أباظة زوجته، وكان يعرفها منذ فترة الطفولة، وهى ابنة الشاعر عزيز أباظة باشا. ورفض عمل المرأة وفضّل وجودها فى المنزل، باعتبار أن خروجها للعمل يؤثر على دورها العظيم فى تربية الأطفال تربية سليمة.