مرشدون وقتلة.. مرشد التمكين
من عاش في محافظة أسيوط يُدرك حجم وقوة انتشار تيار الإسلام السياسي، وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية، ويُدرك من عاش في أسيوط أسباب انفجار الإرهاب من هذه المحافظة تحديدًا، رغم أنها المحافظة الأكثر تحضرًا من بين محافظات الصعيد، ذلك كونها العاصمة المركزية التي تخدم 8 محافظات هى بني سويف والفيوم والمنيا والوادى الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، فبها أول جامعة إقليمية والوحيدة حتى بداية التسعينيات، وبها منطقة التجنيد المركزية لمحافظات الصعيد، إلى جانب الفرع الأكبر لجامعة الأزهر ويضم الفرع مستشفي الأزهر التعليمى، وبأسيوط مستشفى للحميات وآخر للسرطان ومستشفى تعليميًا جامعيًا باسم قصر العيني على غرار قصر العينى القاهرة، فيطلق عليها عاصمة الطب والتجارة و والصناعة، أما صاحب الفضل في وجود جماعة الإخوان وانتشار جماعات الإسلام السياسي فهو السيد "حامد أبوالنصر" مرشد جماعة الإخوان الرابع 1986– 1996.
حامد أبوالنصر ابن مدينة منفلوط، التي تقع شمال مدينة أسيوط، كان أول من انضم لجماعة الإخوان عام 1933، وبيعته كانت لحسن البنا نفسه، ومن بعده انضمت عائلات بأكملها في الريف والمدن مستغلًا عضويته في جمعية الشبان المسلمين واتخاذه من العمل الاجتماعي طريقًا للانتشار بين جميع الطبقات الاجتماعية. وكان أحد كبار ملاك الأراضي الزراعية، وتفرغ لمدة كبيرة لإدارة أملاك أسرته، ومنها أيضًا تواجد بين طبقات المجتمع المختلفة.
تولى حامد أبوالنصر إدارة جماعة الإخوان في مرحلة استقرار وانسجام بين الدولة والإخوان، بدأها بدخول انتخابات البرلمان عام 1987 وفوز الجماعة بـ36 مقعدًا لأول مرة فى تاريخها بتحالفها مع حزبي العمل والأحرار، ثم دخلت الجماعة فى عهده انتخابات المجالس المحلية للمرة الأولى، واخترقت النقابات وتوسعت في عضوية هيئات التدريس، وكانت البداية من جامعة أسيوط أيضًا، لكن أخطر ما يمكن نسبه للمرشد الرابع هو ما عُرف بـ"خطة التمكين" أي خطة تمكين الجماعة من حكم مصر، وهى الخطة التي تم ضبطها في مكتب المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة، والذي كان العقل المدبر للجماعة بعد عودته من رحلة عمل بالخارج، ثم تمكنه من تأسيس عدة شركات كانت من ضمنها شركة سلسبيل التي ضبطت بداخلها عدة أوراق اتضح فيما بعد أنها خطط تفصيلية لانتشارالجماعة في مؤسسات الدولة وفي المجتمع وبين العائلات ورجال الأعمال بهدف تمكين الجماعة من الوصول للحكم.
قضي حامد أبوالنصر 20 عامًا من عمره محبوسًا بعد الحكم عليه فى قضية محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر عام1954 وحكم عليه بالسجن المؤبد وخرج عام 1974 بقرار من الرئيس أنور السادات، وهى القضية التي ألّف فيها كتابًا خاصًا بعنوان "الإخوان المسلمون وعبدالناصر"، وتم الرد عليه بكتاب "عبدالناصر والإخوان" للكاتب عبدالله إمام وكشف فيه أن كل حرف كتبه أبوالنصر ما هو إلا أكاذيب اعتادت الجماعة على ترديدها، ليس فقط لنفي تهمة الإرهاب ولكن للمتاجرة وإثبات المظلومية الكاذبة.