رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بـ«النواب»: نجاح الحوار الوطنى مرهون بتجنب «المكايدات السياسية» (حوار)
قال اللواء أحمد العوضى، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب النائب الأول لرئيس حزب «حماة الوطن»، إن الدعوة للحوار الوطنى جاءت من منطلق وطنى خالص، بهدف التوصل لحلول واقعية لجميع المشكلات، وتحديد رؤية واضحة للجمهورية الجديدة، تقوم على أساس التوافق الوطنى، وتغليب المصلحة العليا للبلاد على أى مصالح ضيقة أو حزبية.
وأضاف، فى حواره مع «الدستور»، أن القوى السياسية أمام فرصة تاريخية، وأن نجاح الحوار مرهون بتجنب المكايدات السياسية، أو اللعب على مشاعر الشارع، وتغليب المصلحة العامة، مثمنًا الدور الكبير والتضحيات التى يبذلها رجال القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب، من أجل حماية مقدرات الأمن القومى لمصر.
■ كيف ترى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟
- دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإجراء حوار وطنى شامل جاءت من زعيم يعرف قدر شعبه واحتياجاته، ومن منطلق وطنى بحت وليس استجابة لأى دعوات، شرقية كانت أم غربية، ولكن استجابة فقط لضمير وطنى لقائد وزعيم شجاع لا يهاب ولا يخاف إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يضع فى اعتباره إلا المصلحة العليا للبلاد، ومصلحة الشعب المصرى الكريم الذى هو بالأساس الداعم الرئيسى والسند والظهير للرئيس عبدالفتاح السيسى.
والحوار فرصة حقيقية أمام كل القوى والأيديولوجيات والشخصيات للتعبير عن نفسها وعرض رؤاها ومقترحاتها لوضع روشتة واقعية لعلاج المشكلات والمعوقات التى تواجه الدولة المصرية.
كما أن توجيه الدعوة للمعارضة والأغلبية وكل التوجهات للمشاركة يثرى النقاشات، ويعد بأن النتائج النهائية ستحظى بقبول شعبى واسع، فالعمل السياسى والحياة السياسية ليسا حكرًا على فصيل أو حزب أو كتلة معينة، وإنما مشاركة ورأى ورأى آخر، طالما أن الجميع يبتغى تحقيق الصالح العام للوطن والمواطنين.
وأرى أن مشاركة كل الأحزاب السياسية والفصائل ومختلف القوى فى الحوار واجب وطنى، ولكن على جميع الأحزاب والقوى والفصائل أن يعلى المصلحة العليا للبلاد، وأن يتجنب التركيز على المصالح الحزبية والسياسية الضيقة، وأن يتحلى الجميع ببعد النظر فى جميع القضايا والمستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية.
وأنصح الجميع بتجنب المكايدات السياسية أو محاولة كسب شعبية وجماهيرية على حساب المصالح الوطنية، أو اللعب على دغدغة مشاعر الشارع، واللعب على وتر الشارع.
لذلك أقول للجميع علينا الارتقاء بالحدث والتوافق لمجابهة التحديات، والخروج بمنتج من الحوار يليق باسم مصر ومكانتها، يكون عاملًا مساعدًا على حل المشكلات والمعوقات.
وإذا كنا نطالب بالاستماع إلى المعارضة فإننا فى الوقت نفسه نطالبها بأن تكون بناءة ولها أهداف ورؤية واضحة لجميع القضايا المطروحة على مائدة النقاش.
■ هل من الممكن أن نجد تعاونًا وتنسيقًا بين الأحزاب بهدف إنجاح الحوار الوطنى؟
- أعتقد أن التجربة الفريدة التى يعيشها البرلمان المصرى ممثلًا بغرفتيه النواب والشيوخ، وما يشهده من تنسيق وتعاون وتوافق بين جميع ممثلى الأحزاب والكتل السياسية حتى والمستقلين، يؤكدان أننا نعيش تجربة جديدة، الهدف الرئيسى منها هو الصالح العام، وإعلاء قيمة الوطن والمواطن، وهو ما يتم بالفعل بالتعاون والتنسيق سواء فى العملية التشريعية أو العملية الرقابية داخل البرلمان.
وأشهد كرئيس لجنة من أهم لجان البرلمان على هذا التعاون والتنسيق بين جميع الأحزاب فى جميع القضايا الوطنية، وهذه التجربة ستلقى بالفعل بظلالها على الحوار الوطنى، وستنعكس حالة التعاون والتنسيق بين الأحزاب والكتل السياسية على النتائج النهائية للحوار الوطنى، لأن الجميع يعمل من خلال أجندة وطنية خالصة، وقد يكون هناك اختلاف فى بعض الأمور، ولكنه لم ولن يتحول إلى خلاف جذرى أو معركة.
■ من وجهة نظرك ما الهدف من الحوار الوطنى؟
- الهدف الرئيسى هو الوصول لرؤية واضحة المعالم لكل القضايا ولجميع المستجدات على الساحة المصرية والدولية، تكون بمثابة خارطة طريق للمستقبل، واستراتيجية تشمل مختلف المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية والثقافية، وتكون نتاج توافق القوى والأحزاب السياسية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
■ كيف استعد حزب «حماة الوطن» للحوار؟
- شكلنا لجنة عليا للإعداد للحوار الوطنى، تولت وضع خطة عمل تم بمقتضاها فتح حوار داخل الحزب فى جميع الأمانات الفرعية بالمحافظات والمراكز والأقسام، والوحدات القاعدية فى القرى، وطلبنا من كل أمانة تقديم ورقة ورؤية للحوار، وهو ما تم بالفعل، وجمعنا كل تلك الرؤى ودرسناها بعناية شديدة ودمجناها فى ورقة ورؤية واحدة باسم الحزب.
كما احتوت الرؤية على آراء ومقترحات الهيئة البرلمانية للحزب فى مجلسى النواب والشيوخ، وهى بذلك معبرة عن جميع أعضاء الحزب، وعما يموج به الشارع المصرى، كونها خرجت من رحم الشارع عبر كوادر الحزب المنتشرة فى ربوع أرض مصر المحروسة.
■ هل قدمتم هذه الرؤية للأكاديمية الوطنية للتدريب؟
- بالفعل تشرفت برئاسة وفد رفيع المستوى من حزب حماة الوطن لتقديم ورقة ورؤية الحزب للأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل، تحديدًا إلى الدكتورة رشا راغب، الرئيس التنفيذى للأكاديمية، التى قابلتنا بحفاوة وكرم.
■ ما رأيك فى اختيار الأكاديمية الوطنية لتنظيم الحوار؟
- كما يقول المثل الشعبى «الجواب بيبان من عنوانه»، وبالفعل ما وجدناه من حفاوة الاستقبال فى الأكاديمية الوطنية، والنقاش الذى دار مع القيادات، يؤكدان بما لا يدع مجالًا للشك العديد من الأمور والرسائل، أولاها الكفاءة الكبيرة والقدرات العالية للأكاديمية والقائمين عليها وجميع كوادرها التى تؤهلها لتأدية المهمة بكفاءة وتميز، خاصة أنها تملك كوادر بشرية وكفاءات مؤهلة ومتخصصة، كما تمثل الاستقلالية والنزاهة والحيادية، فلا ميول لديها لفصيل أو لحزب على حساب آخر، والجميع لديها سواء.
■ وكيف رأيت اختيار الكاتب الصحفى ضياء رشوان للأمانة العامة والمستشار محمود فوزى للأمانة الفنية للحوار؟
- الكاتب الصحفى الدكتور ضياء رشوان رجل وطنى مؤهل تأهيلًا جيدًا، ولديه من الخبرات والكفاءة ما يجعله يقوم بمهمة أن يكون أمينًا عامًا للحوار على أكمل وجه، خاصة أن لديه قبولًا من جميع القوى والفصائل والأحزاب السياسية المشاركة بالحوار وهذا أمر مهم جدًا، وأيضًا يتمتع بحس وطنى كبير ويعمل من خلال أجندة وطنية، وهو حريص على المصلحة العليا للبلاد.
أما المستشار محمود فوزى فهو رجل قانون تخرج فى مدرسة القضاء المصرى الشامخ، وهى مدرسة لها ثوابت وعقيدة راسخة، ونحن نعرفه وتعاملنا معه عن قرب ونعلم مدى تفانيه فى العمل واستقلاليته فى القرار، خاصة أنه عمل لفترة طويلة كأمين عام لمجلس النواب ونجح فى تلك الفترة فى قيادة دفة الأمانة العامة للمجلس، وقد تقابلت معه أثناء تقديم رؤية الحزب فى الأكاديمية الوطنية، وفى رأيى هو جدير بتولى مهمة الأمانة الفنية للحوار.
■ تتولى رئاسة لجنة من أهم لجان مجلس النواب رغم أنك لا تمثل حزب الأغلبية، ما دلالة ذلك؟
- أعتقد أن دلالة ذلك واضحة جلية، وهى أننا نعيش فى عصر جديد يمثل الجمهورية الجديدة، عصر انفتاح للحياة السياسية المصرية نحتكم فيه إلى مبدأ المشاركة لا المغالبة واختيار الكفاءات، بغض النظر عن الانتماءات الحزبية، والخبرة معيار الاختيار، والتنسيق والتعاون والدعم تمثل عنصر قوة للنجاح، وأعتقد أن الحقبة الحالية هى حقبة جديدة بكل ما تمثله الكلمة من معنى.
الرئيس السيسى يتبع منهجية الحكم الرشيد، الذى يعنى الانفتاح على الجميع والاستماع لكل الآراء، لذلك ليس من المستغرب أن يتم التوافق على شخصى المتواضع لأكون رئيسًا للجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، وهذا يؤكد أننا فى عصر لا احتكار فيه للعمل السياسى والمناصب داخل البرلمان.
■ كيف تقيّم الفترة الماضية وما شهدته مصر من إنجازات؟
- شهدت مصر خلال الثمانى سنوات الماضية ما لم تشهده خلال عقود طويلة، فخلال السنوات الماضية من حكم الرئيس السيسى تغير وجه الحياة فى كل ربوع مصر، وشهد كل شبر فى مصر عملًا جادًا ومجهودًا ضخمًا وإنجازات من مشروعات قومية ومشروعات عامة شملت كل مناحى الحياة.
نجد حاليًا شبكة طرق عملاقة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، ونجد حاليًا وسائل مواصلات على أعلى مستوى، كان أحدثها القطار الكهربائى الذى افتتحه الرئيس السيسى لربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وهناك مبادرات تاريخية لحماية صحة المواطن المصرى، منها ١٠٠ مليون صحة و«قوائم الانتظار» وحملات التطعيمات المختلفة ومكافحة فيروس سى والقضاء عليه ومنظومة التأمين الصحى الشامل.
كما نجد حاليًا مشروعات تبطين الترع للاستغلال الأمثل للموارد المائية ومشروعات الأمن الغذائى ومشروعات الإنتاج الحيوانى والألبان ومشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان.
أيضًا لدينا مشروعات ضخمة لتوليد الكهرباء من مصادر مختلفة ومتعددة، وغيرها من المشروعات العملاقة التى تمت على أرض مصر، وبعدالة فى التوزيع على جميع المحافظات، مع الحرص على دعم المحافظات الأكثر احتياجًا، من خلال مبادرة «حياة كريمة» التى غيرت وجه الحياة فى قرى الريف.
■ بصفتك خبيرًا عسكريًا.. ما تقييمك لتطور القوات المسلحة خلال حكم الرئيس السيسى؟
- شهدت القوات المسلحة فى عهد الرئيس السيسى طفرة كبيرة جدًا على جميع المستويات، حيث يولى الرئيس أهمية كبيرة بالقوات المسلحة وشئونها، لأنه يعلم جيدًا حجم المخاطر التى تتربص بمصر، لذلك كان الاهتمام بالتدريب والتأهيل لجميع عناصر منظومة القوات المسلحة وتنويع مصادر السلاح، وإدخال أسلحة متعددة ذات طراز حديث ومتقدم للغاية فى جميع أفرع القوات المسلحة.
كيف تستشرف مستقبل مصر؟
- فى ظل الجمهورية الجديدة بفضل الله سيكون المستقبل مشرقًا وجميلًا، ورغم كل التحديات التى تواجه العالم أجمع حاليًا، ورغم آثار أزمتى كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فإن مصر بفضل الله تسير للأمام بفضل الجهود التى يبذلها الرئيس السيسى.
نحن نسير إلى مستقبل أفضل بكل تأكيد، وأصبحنا نجنى ثمار عمل وجهد ٨ سنوات فى كل المجالات، وكل يوم نجد أن هناك افتتاحات لمشروعات عملاقة لخدمة المواطن المصرى ولتوفير حياة كريمة له.