لماذا الأجراس في الكنائس؟.. دراسة في كنيسة الروم الأرثوذكس
أطلق الباحث يانيس قنسطنطينيدس، دراسة نشرتها صفحة إيماننا الأرثوذكسي القويم، المُتخصصة في نشر دراسات كنيسة الروم الأرثوذكس، بمصر والوطن العربي، أجاب خلالها عن تساؤل: «لماذا الأجراس في الكنائس؟».
وقالت الدراسة: «لقرون عدة الآن، أدرجت الكنيسة في عبادتها وفي كل ما تفعله، كل الوسائل المتاحة، لتلقي الرسائل من المؤمنين أو نقل رسائلها إليهم. واحدة من هذه الوسائل هي الأجراس، وتعود أصول أجراس الكنيسة إلى منطقة كامبانيا في إيطاليا، حيث كانت هناك معادن مناسبة لصناعة الأجراس».
وأضافت: «ظهرت الأجراس في الغرب في القرن السادس ميلادي وظهرت بعدها بقليل في الشرق، اليوم لا توجد كنيسة أرثوذكسية بدون أجراس؛ لأنها تعتبر جزءًا لا غنى عنه ولا يتجزأ من العبادة في الكنيسة الأرثوذكسية، وفي كل مناسبة وفي كل الطقوس العبادية الأرثوذكسية، يتم استخدام الأجراس لدعوة المسيحيين وكإشارة لبداية الصلوات المقدسة مثل صلاة الغروب، صلاة السحر، القداس الإلهي، أو أحداث غير عادية مثل الإعلان عن رقاد أحد الإخوة المؤمنين أو كارثة طبيعية، أو بدء الدروس المسيحية للصغار، أو الترحيب بوصول أسقف إلى الكنيسة».
وعن سؤال هل تدق الأجراس دائمًا بنفس المعدل؟ ولنفس الهدف؟، قالت: «الجواب هو (لا) طبعًا، تتغلغل الطقوس الأرثوذكسية وتؤثر على كيفية دق الأجراس على أساس كل حالة على حدة، مثلًا تدق الأجراس بفرح عشية عيد قديس كبير، أو احتفال قديس الكنيسة، أو عيد سيدي، وعندما نرتل المجدلية الكبرى في القداسات، وعندما يتم الاحتفال بالأعياد الوطنية».
وأضافت: «على العكس من ذلك، عندما تحدث الأحداث الحزينة، مثل يوم الجمعة العظيمة، أو الأسبوع العظيم، أو في جناز معين، فإن صوت الأجراس تتكيف مع الطبيعة الحزينة للحدث وتدق ببطء، وتدعوا المؤمنون إلى المشاركة والدعم، ويمكننا أن نقول أيضًا أن هناك بعض الاختلافات الطفيفة في صوت الأجراس من منطقة إلى أخرى ومن رعية إلى رعية أخرى، وعلى سبيل المثال، عندما تنتهي صلاة الغروب وفي اليوم التالي لن يتم أداء القداس الإلهي يدق الجرس بما يسمى «الجرس الواحد» أو«الدقة الواحدة» وبهذه الطريقة سوف يفهم المؤمنين، أحداث اليوم التالي بما يخص الكنيسة».
وتابعت: «يحدث الشيء نفسه في صباح القداس الإلهي، عندما تنتهي صلاة الغروب في اليوم السابق للقداس، وفي اليوم التالي سوف يقام القداس الإلهي، يتم ضرب ما يسمى «الجرس المزدوج»، أي على الأقل اثنين من أجراس المعبد الثلاثة، بوتيرة أكثر كثافة وسعادة، وهي «تنبيه»، والتأكيد على المؤمنين أن المعبد سوف يعمل غدًا، وسيقام قداسًا إلهيًا».
واختتمت: «من المؤكد أن الكنيسة لا تستخدم الأجراس فقط لإخبار الأحداث الكنسية للمؤمنين، ولكن الكنيسة يمكنها القيام بذلك خاصة في عصرنا الحاضر بوسائل أخرى، ولكن الكنيسة سوف تستمر بدق الأجراس؛ لأن صوت الأجراس يرمز الى فم الله والكنيسة، والتي بدورها تتحدث إلى أبنائها وتدعوهم للحضور إلى الكنيسة، في بيت أبيهم للصلاة، للراحة الروحية، للشفاء، لتقوية، للتشجيع، للارتياح، للشكر، للبكاء، للفرح، للأمل ولربح خلاصهم الأبدي».