كمال رمزى: عبدالمنعم مدبولى حاضر فى كل المجتمعات
النجم الراحل عبدالمنعم مدبولي يعتبر من أهم رواد الكوميديا في مصر والعالم العربي، حيث قدم للمسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة باقة من أهم الأعمال التي ما زالت تسعدنا حتى الآن.
في الذكرى الـ16 لرحيل الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي، يتحدث الناقد الفني كمال رمزي لـ«الدستور» عن القيمة الفنية للراحل الفنان عبدالمنعم مدبولي.
«يعد عبدالمنعم مدبولي من قمم الأداء التمثيلي في مصر، رغم أنه اشتهر بالكوميديا وكانت السمة الغالبة والفكرة العامة على أعماله، لكن أؤكد أنه استطاع أن يتجاوز التصنيف بين الكوميديا والتراجيديا، عبدالمنعم مدبولي ممثل على درجة كبيرة من الحساسية سواء في الوجه أو الصوت أو الحركة، وكذلك في صدق الانفعال الداخلي والقدرة على التعبير عن أدق الانفعالات المركبة، له العديد من الأدوار الناجحة في التليفزيون والمسرح والسينما والإذاعة، استطاع أن يصل للقمة من خلال المسلسلات الإذاعية التي قدمها وهي مكانة لم يصل لها إلا فنانون قلائل لا يتجاوز عددهم أصابع اليد».
وتابع: «عندما نتأمل دوره في مسلسل بابا عبده نجد أنه قدم كل الجوانب الموجودة في الأب المصري وما يمثل الأب المصري سواء تجاه أولاده الحقيقيين أو الأصغر منه سنًا، عبدالمنعم مدبولي حاضر في كل المجتمعات خاصة مجتمع الأسرة لما لديه من موهبة بالغة الضخامة».
وأضاف: «لا يوجد ممثل عمل مع الفنان عبدالمنعم مدبولي إلا ويكن له قدرًا غير قليل من التقدير الرفيع، لم يستأثر مدبولي على المسرح أو يستأثر بالحضور المستقل والمبالغ فيه في السينما والتليفزيون أو الإذاعة، فكما يقولون في المجتمع التمثيلي كان يفرش للممثل الذي يقف أمامه ويتيح حرية الحركة والحضور القوي وهذه سمة الفنانين الكبار وليست سمة الفنانين الموهوبين فقط».
وأكد: «مدبولي إنسان مسالم وأقرب ما يكون للنسيم، وربما بعض المشاكل التي واجهته تواجه أي شخص مساهم في صناعة نهضة مسرحية، أتذكر أنه كانت لديه أزمة حدثت مع «مسرح العمال» عندما قام باستئجاره وبعد أن أنهى بعض الإصلاحات به، تم التراجع عن العقد واستعادته مرة أخرى، وكانت فترة عصيبة استطاع أن يتجاوزها، كل المشاكل التي تعرض لها كانت بسبب الفن ودوره كرائد من رواد المسرح والكوميديا، ولم تحدث على الإطلاق مشكلة بينه وبين أحد كما كان يكن لزملائه وتلامذته محبة شديدة وهم يبادلونه المحبة والاحترام والتقدير، ونال القدر الذي يستحقه من التكريمات من قبل الدولة كما ينال أيضًا تكريمات إنسانية بدليل أننا نذكره اليوم في ذكرى رحيله السادسة عشرة ونتحدث عنه كما أنه ما زال بيننا».
واختتم: «لم يكن بينه وبين الفنان الراحل فؤاد المهندس ما يسمي بالمنافسة كما يزعم البعض وكان كل منهما يحترم الآخر بشكل شديد، كما أنهم على قدر كبير من النزاهة فعند سماع اسم نجيب الريحاني يرددون لا يمكن أن نقارن بنجيب الريحاني لما له من مكانة وأسلوب خاص فهو يجلس على القمة بينما نحن في درجة أقل منه بكثير، هم على درجة من التحضر والاحترام المتبادل وهم نماذج يحتذى بها».