عفت السادات: الحوار الوطنى دعوة كريمة من قائد عظيم وحكيم يعرف ما يحتاجه الشعب
وصف النائب عفت السادات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، رئيس حزب «السادات الديمقراطى»، الدعوة إلى الحوار الوطنى بأنها دعوة كريمة من قائد حكيم يعرف ما يحتاجه الشعب، واصفًا توقيتها بأنها «ممتاز»، لأنه جاء بعد تحقيق الاستقرار والأمن والأمان والتنمية. ورفض «السادات»، فى حواره مع «الدستور»، القول بأن الحوار الوطنى جاء لأننا فى أزمة أو حالة حرجة، مشددًا على أن مصر فى العهد الحالى قوية آمنة مستقرة، والدليل على ذلك ما تؤكده أرقام ومعدلات التنمية.
وكشف عن أولويات حزب «السادات الديمقراطى» على طاولة الحوار الوطنى، التى تتضمن الملف السياسى، ثم الملف الاقتصادى، وصولًا إلى الحماية الاجتماعية، مع تركيز خاص على كل من ترشيد الإنفاق وزيادة الوعى.
■ بصفتك رئيس حزب سياسى وواحدة من أهم لجان مجلس الشيوخ، كيف ترى الدعوة إلى الحوار الوطنى؟
- دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى هى استمرار لتصحيح الأوضاع، ودعوة كريمة من قائد عظيم وحكيم يعرف ما يحتاجه الشعب، فكلنا كُنا فى حاجة إلى هذا الحوار، فى ظل بناء الجمهورية الجديدة التى أرسى قواعدها الرئيس السيسى، وتقوم على إقامة دولة مدنية حديثة تحترم الإنسان وتصون كرامته وتوفر له الحياة الكريمة، يُحترَم فيها الدستور والقانون والرأى والرأى الآخر، ويُستمَع فيها إلى الجميع دون تكميم لأفواه أو قصف لأقلام.
وأقولها هنا للتاريخ وللحق، وكشاهد عيان بصفتى سياسى ورئيس حزب، إننا لم نتعرض إلى أى مضايقات فى عهد الرئيس السيسى، ولم يُضيَق علينا فى أحزابنا أو نُهمَش، بل نقول آراءنا ومقترحنا ونعرض أفكارنا فى حرية تامة، ويتم الاستماع إلينا بإنصات واهتمام.
وتُوج ذلك كله بدعوة كل الأطياف والفئات والأيديولوجيات إلى الحوار الوطنى، للتعبير عن آرائها ومقترحاتها وأفكارها لبناء الجمهورية الجديدة، والمساهمة فى العمل على تحديد التحديات والمعوقات، وعرض حلول عملية تلائم مستجدات العصر وتتوائم مع إمكانات وأعراف وتقاليد وأوضاع الدولة المصرية.
وعلى الجميع أن يعى مسئولية الحوار والدعوة إليه، وأننا أمام حدث جلل فى تاريخ الحياة السياسية المصرية المعاصرة، بعدما باتت الدولة المصرية آمنة مستقرة، ولها تواجد فعّال وفعلى فى جميع المحافل الدولية والإقليمية ودور رئيسى فى كل القضايا على مستوى العالم، لذا أتمنى أن يبدأ الحوار من ثوابت ثلاثة، هى: الاستقرار والأمن والتنمية، وأن يعى الجميع الظروف الراهنة التى تحيط بالدولة.
■ إذن.. هل جاء الحوار الوطنى فى توقيت مناسب؟
- الدعوة إلى الحوار الوطنى جاءت فى توقيت ممتاز، ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل، أهمها أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو رجل إصلاحى فى المقام الأول، وله رؤية قابلة للتطبيق وليست من وحى الخيال، لأنها متدرجة ترتكز على الثوابت الثلاثة التى ذكرتها سابقًا، وهى الاستقرار، ثم إعادة الأمن والأمان، ثم التنمية وتنفيذ المشروعات القومية والمشروعات العامة والمبادرات التى تقف وتنحاز إلى المواطن.
والتزم الرئيس السيسى بهذه الثوابت، لذا دعا إلى الحوار الوطنى بعد استقرار البلاد وفرض الأمن والأمان بالتخلص مما واجهته الدولة من إرهاب أسود ومخاطر على حدودها، وهو ما تلاه مباشرة انطلاق قطار التنمية والمشروعات القومية والعامة، التى تتحدث عن نفسها فى شتى المجالات، سواء شبكة طرق وكبارى أو غاز وكهرباء، إلى جانب مشروعات الأمن الغذائى مثل استصلاح الأراضى الصحراوية، ومشروع المليون ونصف المليون فدان، ومشروعات الإنتاج الحيوانى، التى ثبتت أهميتها الكبيرة فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
وتزامن ذلك مع تنفيذ مشروعات فى كل شبر من أرض الوطن عن طريق مبادرة «حياة كريمة»، التى غيرت وجه الريف، مع تنفيذ مبادرات فى غاية الأهمية، مثل «١٠٠ مليون صحة» و«القضاء على فيروس سى»، و«القضاء على قوائم الانتظار»، علاوة على برامج الحماية الاجتماعية للفئات الأقل دخلًا، وعلى رأسها «تكافل وكرامة».
وبعد الانتهاء من ملفى الاستقرار والأمن والأمان، ثم الملف الثالث المتمثل فى التنمية، كان لا بد من الدعوة للحوار الوطنى، الذى يسمح للجميع- دون تهميش أو إقصاء- بطرح أفكارهم ورؤاهم، وعليهم استغلال ذلك، وأن تكون هناك إيجابية فى التعاطى مع هذا الحدث المهم، واعتقد أن كل الكتل والأحزاب تحب الظهور أمام الرأى العام كقوى وطنية فعّالة تمتلك أفكارًا ورؤى جديرة بالاهتمام.
■ ماذا عن دعوة المعارضة للمشاركة فى الحوار الوطنى؟
- دعوة المعارضة للمشاركة فى الحوار الوطنى أمر جيد جدًا، وتؤكد أن الرئيس السيسى رئيس ديمقراطى يستمع جيدًا إلى شعبه، لكن هنا أحذر من «الدعوات العشوائية»، فنحن لا نريد أن توجه الدعوة إلّا إلى أهلها ومن سيشاركون بجدية، بعيدًا عن «المكايدات السياسية» والمصالح الحزبية الضيقة.
نريد ممن يشارك فى الحوار أن يكون على قدر الحدث، وتكون له قيمة مضافة فى بناء الجمهورية الجديدة، وأن يقدم الحلول العملية القابلة للتطبيق قبل عرض المشاكل، وأن يعى جيدًا طبيعة المرحلة والتحديات الحالية.
لا نريد أن يتحدث البعض من الإعلاميين والنخبة وأهل السياسة والأحزاب والشخصيات العامة عن أن الحوار جاء لأننا فى أزمة أو حالة حرجة ونحتاج إلى من ينقذنا، فهذا الكلام عار تمامًا من الصحة، لأن الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى قوية آمنة مستقرة، والدليل على ذلك أرقام ومعدلات التنمية.
فرغم كل التحديات التى نواجهها فى الفترة الأخيرة، مثل تداعيات جائحة «كورنا»، والأزمة الاقتصادية العالمية، معدلات النمو فى مصر جيدة جدًا، وهناك خطط تنموية مستمرة ورؤية معلنة وواضحة أمام الجميع، والحكومة والقيادة السياسية تعملان لتحقيق هذه الخطط على أرض الواقع، وهى خطط بطموحات كبيرة جدًا من أجل تعزيز وإعلاء مكانة مصر، وحفظ وصون كرامة مواطنيها، وتوفير حياة كريمة لهم.
■ ما النصيحة التى توجهها إلى المشاركين فى الحوار؟
- نحتاج فى المرحلة المقبلة إلى تكاتف الصفوف، وتكوين جبهة داخلية قوية داعمة للدولة وتقف خلف القيادة السياسية لاستكمال مسيرة الإنجازات والتنمية والمشروعات القومية، إلى جانب مواجهة التحديات والمشاكل والصعاب والأزمات والشائعات.
وينبغى أن نعمل وبقوة للمضى قدمًا إلى الجمهورية الجديدة، ومساندة القيادة السياسية فى تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠، وهى رؤية متميزة للغاية، وبأهداف قابلة للتطبيق، وتم البدء فى تنفيذها بالفعل.
وعلى المشاركين فى الحوار الوطنى أن يكون كلامهم وأفكارهم وأعمالهم لاستكمال تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠، التى يمكن البناء عليها والإضافة إليها، إن وُجد لدى المشاركين ما يمكن إضافته إليها، وهنا سنقول له: «أهلا وسهلاً»، وسنقدم له الشكر، ونبدأ فى اختبار تنفيذ فكرته من عدمه. أما من ينادى بالبناء من جديد، سنرد عليه وبقوة: أليس لك عينان تنظر بهما إلى ما تحقق من نجاحات كثيرة جدًا فى كل القطاعات؟ ألا ترى النظرة المختلفة إلى مصر من الجميع.
مصر الآن فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبحت فى مكانة عالية، وينظر إليها المجتمع الدولى نظرة خاصة، خاصة ما يتعلق بإنجازاتها فى ملف بناء الإنسان وصون واحترام كرامته، وهو ما تنص عليه «الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، التى يتم تطبيقها بكل ما فيها فى الوقت الحالى، عبر إتاحة المزيد من حرية الرأى، وتجاوب الدولة مع كل ما يُطرح من آراء.
هناك تغير كبير إيجابى فى هذا الملف، وهو تطور طبيعى فى ظل استقرار الدولة، وأتمنى من الجميع أن يسهم فيما هو مطروح وتنفذه الدولة، والإضافة عليه من خلال أفكار تسهم فى تحقيق طموحات الشعب فى التنمية والبناء.
■ وهل هناك نصيحة محددة للمعارضة المشاركة فى الحوار؟
- أقول للجميع: «مش عاوزين حد يعمل بطل على حساب المصلحة العامة للدولة المصرية»، لا نريد قوى وكتل وأحزاب سياسية تتكلم فى التاريخ أو تعيش على آثار الماضى، أو قوى تلعب على دغدغة مشاعر البعض.
نريد من الجميع الحديث عن المستقبل فى الجمهورية الجديدة، فى كيفية مشاركة الشباب والمرأة، وكيف يمكن تقديم حلول للمشاكل دون الاكتفاء بعرضها وتصديرها للمسئولين فقط، على أن تكون حلولًا قابلة للتطبيق العملى، وليس مجرد حبر على ورق أو توصيات من زمن ماض.
■ كيف تستعدون فى حزب «السادات الديمقراطى» للمشاركة فى الحوار الوطنى؟
- منذ اليوم الأول للدعوة إلى الحوار الوطنى شكل حزب «السادات القومى» لجنة للاستعداد والتجهيز لهذا الحدث المهم، وعقد فى إطارها العديد من الاجتماعات، سواء بين قواعده وكوادره فى المحافظات أو فى المنطقة المركزية، إلى جانب اجتماعات لأعضاء الهيئتين العليا والبرلمانية.
وتلقت الأمانة العامة للحزب أفكار ورؤى الأمانات الفرعية والكوادر فى المحافظات، وتم استعراض تلك الأفكار والرؤى والمقترحات، ثم دمجها جميعًا فى ورقة واحدة تعبر عن الحزب، وتتضمن العديد من الملفات، التى يمكن إجمالها فى ٣ ملفات مهمة للغاية.
الملف الأول يختص بالقضايا السياسية على المستوى المحلى أو الخارجى، يتضمن رؤية الحزب لكل هذه القضايا، ثم ملف اقتصادى يتضمن رؤية الحزب فى هذا المجال، وأخيرًا ملف الحماية الاجتماعية، إلى جانب عدة ملفات أخرى مثل زيادة الوعى وترشيد الإنفاق.
■ لماذا تهتمون بشكل خاص بملفى زيادة الوعى وترشيد الإنفاق؟
- ملف الوعى فى غاية الأهمية، لأن الدولة المصرية تتعرض إلى حرب قوية من حروب الجيل الرابع، تستهدف زعزعة الجبهة الداخلية عن طريق نشر الشائعات المغرضة، والجميع يعلم علم اليقين الهدف ممن يمولونها والأجندة التى يستهدفونها من وراء ذلك.
لذلك يجب على جميع القوى السياسية جعل زيادة الوعى قضية أمن قومى، عبر النزول إلى الشارع، ومن خلال وسائل الإعلام والمساجد والكنائس والأزهر، وغيرها من مؤسسات الدولة المختلفة كل فى مجاله، إلى جانب الأحزاب والكتل السياسية.
وكل هؤلاء مطالبون بنشر قضية الوعى، والترويج لما يحدث على أرض الواقع من إنجازات والتعريف به، ومواجهة ومكافحة الشائعات فى المهد، وأعتقد أن ذلك هو الحصن الذى يحمى المواطن من أعداء الوطن، وخط الدفاع الأول عن الدولة.
أما الملف الثانى ترشيد الإنفاق فأطالب بأن يكون فى كل شىء، مراعاةً للظروف الاقتصادية للدولة المصرية، وللحفاظ على المال العام وصرف كل جنيه منه فى مكانة ومحله، وهو أمر يجعل الدولة أقوى من الناحية الاقتصادية.
■ هل توقعت يومًا أن تتولى- وأنت من حزب معارض- لجنة برلمانية مهمة مثل «العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ»؟
- بكل صراحة ووضوح، هذا لم يكن يحدث أبدًا فى «مصر الماضية»، فى ظل احتكار حزب واحد السلطة، وهذا يؤكد أننا فى عهد جديد بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يفتح آفاقًا واسعة لجميع القوى السياسية والأحزاب للمشاركة فى صنع القرار، ويثبت أن العمل السياسى مشاركة لا مغالبة.
■ أخيرًا.. ما تقييمك لسياسة مصر الخارجية فى عهد السيسى؟
- ما تحقق من نجاحات فى السياسة الخارجية لمصر فى عهد الرئيس السيسى أمر يحسب للرئيس. ولولا صبره وعزيمته وأدبه الجم وذكاؤه وحكمتة الكبيرة جدًا، ما تحققت تلك النجاحات، التى نجنى ثمارها الآن فى كل القضايا الخارجية، وعلى رأسها عودة كل البلدان العربية إلى حضن مصر الكبيرة أم العرب.
كيف ترى تفعيل لجنة العفو الرئاسى؟
- الرئيس السيسى كان سباقًا فى التوجيه بتشكيل لجنة للعفو عن سجناء الرأى والفكر، وليس من تلطخت أيديهم بدماء المصريين، وأصحاب الأفكار الإرهابية والظلامية. والرئيس نفسه أصدر من قبل عدة قرارات للعفو عن بعض المسجونين فى قضايا الرأى. وعلى العموم أتمنى للجنة التوفيق والسداد فى عملها الجاد والفعّال والمؤثر.