مركز بحوث الفلزات
هذا المركز، «مركز بحوث وتطوير الفلزات»، قام بتنفيذ ٦٠٠ مشروع بحثى، تعاقدى، خلال الثمانى سنوات الماضية، لإنتاج بدائل محلية لمستلزمات الصناعة، وتعظيم الاستفادة من المواد الخام. وأسهم فى تطوير منتجات أو عمليات إنتاجية، حلّت العديد من المشاكل الصناعية والبيئية، للكثير من المصانع المصرية، العربية والإفريقية، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ووزارة الصناعة.
أنشطة وجهود المركز، الذى يتبع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ويرأسه الآن الدكتور عماد عويس، تتضمن، أيضًا، تقديم الاستشارات للجهات الصناعية، فى القطاعين العام والخاص، وتدريب ورفع كفاءة المهندسين والفنيين العاملين بها، والقيام بأعمال الصيانة الوقائية، وإصلاح المعدات، والتفتيش الهندسى عليها، وإجراء الاختبارات الميكانيكية والكيميائية والفيزيائية لها. وبالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، والجهات المعنية، يجرى تسويق الحزم التكنولوجية التى تتوصل إليها مشروعات المركز البحثية.
تأسس المركز سنة ١٩٧٣، كإحدى الشعب البحثية التابعة للمركز القومى للبحوث، ثم صدر القرار الجمهورى رقم ٣٧٩ لسنة ١٩٨٣، بإنشاء «مركز يسمى مركز بحوث وتطوير الفلزات مقره بلدة التبين بحلوان محافظة القاهرة، ويكون من معاهد البحوث التابعة لرئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا». وقالت المادة الثانية من القانون إن المركز يهدف إلى تطوير أساليب الإنتاج فى شتى مجالات الصناعات المعدنية و... و... وله فى سبيل ذلك تنظيم وتنسيق وتبادل البحوث والدراسات مع الجهات ذات الاختصاص، سواء داخل البلاد أو خارجها، والعمل على تدريب مختلف العناصر الفنية العاملة فى نشاط الصناعات المعدنية.
قيود ومعوقات كثيرة، حالت دون تحقيق تلك الأهداف، إلى أن صدر قانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار، القانون رقم ٢٣ لسنة ٢٠١٨، الذى أتاح للمركز، ولكل هيئات التعليم العالى والبحث العلمى، ترجمة «رؤية مـصر ٢٠٣٠» للتنمية المستدامة إلى آليات تنفيذية، من خلال إنشاء أودية العلوم والتكنولوجيا أو تأسيس شركات، أو التعاقد مع الأشخاص والشركات والبنوك والهيئات المحلية والأجنبية، لتدبير الاحتياجات اللازمة للمشروعات البحثية دون التقيد بالقوانين أو اللوائح الحكومية. وبموجب هذا القانون أيضًا جرى إعفاء المركز، وكل هيئات التعليم العالى والبحث العلمى أيضًا، من الرسوم الجمركية والضرائب على الأدوات والأجهزة المستوردة اللازمة للمشروعات البحثية، و... و... وبالتالى تعززت قدرات المركز وإمكاناته.
تأسيسًا على ذلك، قام المركز بإنشاء مركز متميز لإنتاج التروس، وقطع غيار محطات الكهرباء والسكك الحديدية، كما شارك فى تحالف صناعة النسيج بالتعاون مع المركز القومى للبحوث، وقام بتنفيذ عدة مشروعات أحدها لتحسين اقتصاديات إنتاج الطاقة الكهربية «مصر- إيطاليا»، والآخر لدعم مولد جديد لتطبيقات الخلايا الشمسية «مصر- جنوب إفريقيا»، وشارك فى التحالف القومى فى مجال صناعة الطاقة المتجددة بالتعاون مع الجامعة البريطانية، وتحالف الطاقة بجامعة حلوان «صنع فى مصر»، و... و... وإعداد حزم تكنولوجية متكاملة للتصميمات الهندسية لإنتاج الألومنيوم فائق النقاوة بالتعاون مع شركة النصر للكيماويات الوسيطة.
عدد كبير من البروتوكولات وقعها المركز مع الشركات الصناعية المحلية، أو الوطنية، المختلفة؛ لتطوير أفكار بحثية لحل المشكلات التى تواجهها. وفى يونيو الماضى، تم الاتفاق على توقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من الدول الإفريقية المهتمة بتصنيع قطع الغيار المستخدمة فى صناعة السيارات والقطارات والمركبات الحربية، بهدف نقل تكنولوجيا التصنيع التى يمتلكها المركز إلى المسابك والشركات الإفريقية. كما تم الاتفاق أيضًا على عقد دورات تدريبية للمهندسين والفنيين الأفارقة بالمعامل والوحدات نصف الصناعية الموجودة بالمركز، بهدف توسيع نطاق التعاون مع الدول الإفريقية فى مجال تكنولوجيا استخلاص الخامات.
.. وتبقى الإشارة إلى أن المركز حصل، هذا العام، على الترتيب الـ١٧، من بين ٣٩١ مركزًا بحثيًا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فى تصنيف سيماجو، Scimago، الإسبانى، الذى يعتمد على ثلاثة معايير رئيسية: الأداء البحثى، الابتكار، والتأثير المجتمعى، ويتضمن ١٦ مؤشرًا فرعيًا، أبرزها عدد أبحاث التميز، عدد الأبحاث المنشورة فى المجلات العلمية الأكثر تأثيرًا، عدد الأبحاث الموجودة على قاعدة بيانات «Scopus»، عدد أبحاث التعاون مع الصناعة، عدد الأبحاث المشاركة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، و... و... وعدد الأبحاث فى مجال ابتكار المعرفة.