كُتاب يسخرون من أغلفة «ديوان» لروايات نجيب محفوظ.. و«شعير»: لا علاقة لنا بها
أثار إعلان دار نشر «ديوان» للطباعة والنشر والتوزيع، اليوم، صدور الطبعات الجديدة لأعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ، ضجّة واسعة.
الدار نشرت أغلفة 3 من أعمال محفوظ الروائية وهي: (اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، وأفراح القبة)، إلا أنها قوبلت بانتقادات شديدة وسخرية، وطالب كتاب بإعادة النظر في إعادة نشر أعمال نجيب محفوظ بتلك الأغلفة التي وصفوها بـ«القبيحة».
أول القصيدة قبح
«أول القصيدة قبح»، هكذا وصف الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور، معلنًا استياءه.
وكتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أول القصيدة قبح»، وأضاف ناصحًا دار نشر ديوان: «لا زال أمام ديوان فرصة لإعادة النظر فى أغلفة طبعتها من أعمال نجيب محفوظ».
ومن جهتها كتبت الكاتبة الروائية نورا ناجي عبر صفحتها بموقع «فيس بوك»: «أتمنى أن ينظر أي مشروع ثقافي جديد إلى العمق أكثر من السطح.. أتفهم فكرة التركيز على شكل الغلاف في كتب نجيب محفوظ المعاد إصدارها ربما جذبًا لجمهور جديد من جيل أصغر لم يقرأه بعد وهذا شيء تسويقي صحيح.. لكن كنت أتمنى من القائمين على المشروع وكلهم مثقفين كبار وأصحاب رؤية وأكثر مني خبرة، أن ينظروا إلى المشروع كونه شيء أكبر».
ولفتت إلى أن مشروع نشر أعمال نجيب محفوظ «مسئولية ضخمة وليس مجرد إعادة إصدار كتب»، مضيفة: « كنت أتمنى أن يكون إيصال أدب الرجل هو الرسالة الأساسية.. في الظروف الحالية أعتقد أن الفن هو أفضل علاج ووقاية لأجيال تكبر وبحاجة إلى إنقاذ، وأدب نجيب محفوظ يمكن أن يغير الكثير.. يمكن أن يمنح هذا الجيل رؤية أكثر اتساعًا للعالم وأفق غير محدود وروح أنقى».
مسابقة مفتوحة لاختيار الأغلفة
وأكملت: «كنت أتمنى لو كانت الأغلفة اختيرت بناء على مسابقة كبيرة يشارك فيها الجميع.. الطلاب في كليات الفنون والموهوبون في القاهرة وأقاليم وصعيد مصر.. مسابقة مفتوحة لجميع الأعمار.. يتم من خلالها اختيار الأغلفة الفائزة بغض النظر عن شهرة الفنان أو اسمه أو طبقته الاجتماعية.. وكان يمكن استغلال بقية التصاميم المشاركة في عمل معرض كبير وجميل.. يمكن استغلالها أيضًا في عمل بوك مارك تباع في المكتبات.. وحقائب وكروت وأقلام وألبومات ونوت بوكس.. كان هذا سيجلب الفرح على الجميع وسيجعل نجيب محفوظ محفوظًا فعلًا بشكل امتداده الجغرافي أكبر.. وسيعود بالربح في نفس الوقت.. تخيل فرحة فنان غير معروف أختيرت رسمته غلافًا لنجيب محفوظ ولو حتى بإصدار محدود».
وتابعت: «من بين الاقتراحات الأخرى التي ربما يتم النظر إليها وربما فكر القائمون على المشروع فيها بالفعل.. هو توزيع نسخ من بعض الكتب في مكتبات المدارس الحكومية والخاصة.. وعمل ماراثون قراءة للتلاميذ في أدب محفوظ والتعاون مع برنامج العباقرة مثلًا لاستضافة المشاركين في حلقات تخصص الأدب الرجل.. أيضًا يمكن عمل ندوات لمناقشة أعماله يشارك فيها الكتاب والقراء وورش كتابة يتم فيها شرح منهجيته ودراسة كتبه دراسة نقدية صحيحة».
واختتمت: «أعتقد أن العمل على إيصال أدب محفوظ إلى الجميع هو الفكرة الأهم وليس الدخول في جدل أي غلاف هو الأجمل لأي دار نشر.. أو النسخ منقحة أو غير منقحة.. هذه مجرد اقتراحات قد تكون تافهة وقد تكون غير مناسبة لكنها على الأقل إيجابية بدلًا من السخرية أو العراك».
وكتب الكاتب القاص عمرو المنشاوي، عبر حسابه على «فيس بوك»: «نشأنا على واقعية الفنان جمال قطب، وأغلفته المميزة في مكتبة مصر، كانك تقرأ الرواية من مفردات الغلاف، واقعية تناسب زمانها الواضح الصريح».
ثم انتقلنا إلى رمزية الفنان حلمي التوني، في إصدارات دار الشروق، وهي رمزية جميلة موحية كثيرًا، وغامضة بعض الأحيان، معبرة أحيانًا، ملغزة بعض الأحيان، لكنها تتحرك تحت مظلة معاني الروايات، على حد تعبيره.
أغلفة تعبر عن عصرنا الراهن وحياتنا العبثية
وتابع: «ثم أصدرت مؤسسة هنداوي، طبعتها الإلكترونية لأعمال نجيب محفوظ، في غلاف ثابت لا يتغير، صورة الاستاذ وهو يطل علينا، شاهدًا على عصره، مؤرخًا بأدبه، حيوات اجتماعية تتحرك بفعل الحراك السياسي والاقتصادي، وأخيرًا أغلفة مكتبة ديوان (غلاف اللص والكلاب نموذجاً) يعبر عن عصرنا الراهن، وحياتنا العبثية».
ومن جهته سخر الكاتب الصحفي مصطفى الكيلاني، من إصدار الأغلفة بهذه الطريقة قائلًا: «أغلفة طبعة مكتبة ديوان لأعمال نجيب محفوظ تذكرني بأغلفة كتب خليل حنا تادرس».
ومن جانبه أجاب الكاتب الصحفي محمد شعير عضو اللجنة القائمة على تدقيق أعمال نجيب محفوظ لـ«الدستور»، ردًا على سؤال هل للجنة دور في اختيار الأغلفة؟: «ليس للجنة أي دور من قريب أو من بعيد في اختيار الأغلفة التي تصدرت بها أعمال نجيب محفوظ».
ولفت شعير إلى أن اللجنة انتهت في عملها من 6 أعمال من بينها (أفراح القبة، وثرثرة فوق النيل، واللص والكلاب).