«أن تحب فى العشرين.. للنابهين من الذكور».. جديد أشرف عبدالشافى
صدر حديثا عن دار “بتانة” للنشر والتوزيع كتاب "أن تحب في العشرين.. للنابهين من الذكور" للكاتب الصحفي والروائي أشرف عبدالشافي.
يأتي الكتاب في صورة مقالات حول علاقة الرجل بالمرأة في العالم، العلاقات المحتشدة بالتفاصيل عن الحب، يناقش فيه أشرف عبدالشافي تلك الحالة المعقدة في الاختيار وأسبابها، وما وراء تلك الاختيارات، التي تشير إلى أن ليس الجمال الظاهري وحده هو السبب في اختيار من نحب.
ومن أجواء الكتاب نقرأ "فيما لو كانت قبيحة في أعين الناس".
لن يكتمل إلا وجه الله، وليس هناك كامل سواه، نور السموات والأرض، وفالق الحب والنوى، الرحمن على العرش استوى، تجلت أنواره وكانت لنا إشارة تفتح مغاليق الأبواب وتُنير عتمة الروح.
سيقول لك البعض تخينة يا راجل وزي البرميل، وسيقولون نحيفة وبعرقوب ـ أي عظمة الكعب بارزة ـ وهذا نذير شؤم وبؤس وفقر. وسيقولون دلوعة ومايصة ومش بتاعة بيوت، وهي قد تكون كذلك وأكثر. وسيكون لديهم الحق في أوصافهم، لكنهم لن يعرفوا سر حبك لها وتعلق روحك بها لدرجة أنك تتعرض لكل هذه السخريات وتبقى هي أنثاك!.
يقول لك الكبار إن الجمال يعود إلى الإحساس وليس الحواس، وهو ـ أي الجمال ـ ليس مرهونا بمزاج الفرد الواحد، الشاهد الواحد. لذا يختلف الناس في تقدير القبيح والجميل فكأنما من يرى الجمال يرى حلقة تربطه بالله.
وأنت لو دخلت على محركات البحث لتتعرف على السيدة التي تنازل ملك إنجلترا "إدوارد الثامن" عن عرشه من أجلها لضربت كفا بكف على تلك المرأة التي تخلو من أي ملامح جمال! ولو كررت البحث عن الفتاة التى كاد "نيتشه" يقتل "فاجنر" بعد صراعهما معًا على قلبها لضربتهما بالكف! فقد كان فاجنر رجل ألمانيا الأول في عالم الموسيقى، وتأثر "نيتشه" به واعتبره أستاذه. لكن فتاة اسمها "سالوميه" بدأت تظهر في الحفلات والصالونات الثقافية جعلت نيتشه المعروف بسوداويته وكآبته وكراهيته للمرأة ينحني بشاربه الكث ليقبل يدها؛ بينما كان "فاجنر" قد وقع في غرامها! وعرفت ألمانيا كلها تفاصيل "أعيل" معركة حب بين الفيلسوف الكبير والموسيقي الشهير لدرجة أن نيتشه فقد صوابه بعد أن عرف أنها تميل إلى فاجنر وتفضله عليه وكتب تلك العبارة العميقة: "لقد اجتاز طائر سماء غرامي واختطف المخلوق الذي أحبه، لكن هذا الطائر لم يكن نسرا.. وهذا عزائي".
وانقلب على أستاذه الذي كان أعيل منه وراح يقلل من مكانة نيتشه بين فلاسفة العالم! وكذلك راح نيتشه يقول إن موسيقى فاجنر صارخة وتشبه الطنين الأجوف!! شوفت كدا خيبة؟! سترى ما هو أكثر من الخيبة لو عثرت على صورة الست "سالوميه".
الجمال ليس صفة حسابية تُقاس أبعادها وإنما مقدار دلالة الأشياء على روح خالقها. "جوليا روبرتس" ليست جميلة إن فصلت ابتسامتها عن عينيها وخديها وشفتيها؛ وتلك هي قوة التعبير التي عبر بها العقل الكبير عن نفسه تعبيرا محسوسا تراه العين وتسمعه الأذن. وأولياء الله الصالحون من الأنقياء والمتصوفة قالوا إن الأشياء الجميلة في الدنيا ما كانت لتكون كذلك لولا أن شيئاً يتدرج تحت نموذجها في عالم الأرواح. فكائنات الأرض نسخ من كائنات السماء، ونشوة الاستغراق في الشىء الجميل نشوة قريبة من الحب، والمحب لا يرى في الحبيب سوى الجمال.
أما عن أشرف عبدالشافي، فهو كاتب صحفي يعمل بجريدة الأهرام، صدر له العديد من الأعمال الأدبية منها، مجموعة قصصية تحت عنوان «منظر جانبي» عام 2003، و«ودع هواك» عام 2009، عن دار ميريت للنشر والتوزيع، ويعد شهادة إبداعية عن الواقع الحزبي في مصر، وله أيضا كتاب «صلاة الجمعة» الذي يتناول مجموعة من المقالات عن جماعة الإخوان المسلمين، منها «أنا كافر، جمعية أم رزق، سجائر وسينما في مذكرات مرشد الجماعة، صلاة الجمعة، ارتد ملابسك يا عريان، والمثقفون وكرة القدم» الذى نشر عام 2017، و«فودكا: البغاء الصحفي 1 و2» عن دار صفصافة للنشر، ورواية «أصابع حبيبتي» وصدرت عن دار تويا للنشر والتوزيع عام 2020.