منتدى السلام الدولى.. الصينى
سياسيون ومفكرون وأكاديميون ومسئولون دوليون حاليون وسابقون، وأكثر من ٣٠٠ مبعوث دبلوماسى وباحث محلى وأجنبى، شاركوا فى الدورة العاشرة لـ«منتدى السلام الدولى» الصينى، كان من بينهم الدكتور محمد البدرى، سفير مصر لدى بكين، الذى شرح أساسيات السياسة الخارجية المصرية، منذ سنة ٢٠١٤، موضحًا أنها تقوم على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.
المنتدى غير الحكومى، تأسس سنة ٢٠١٢، بمبادرة من جامعة «تسينغوا»، Tsinghua، و«معهد الشعب الصينى للشئون الخارجية»، ويهدف إلى تعزيز الحوار الأمنى الدولى. واحتفالًا بمرور ١٠ سنوات على تأسيسه، قال وانج شى شين، رئيس الجامعة، إن المنتدى سيواصل التمسك بمفاهيم التنمية والمساواة والثقة المتبادلة والتعاون والابتكار والالتزام بالانفتاح والتكامل و... و... وتبادل الخبرات، خاصة فى ظل ما يشهده العالم من أزمات واضطرابات معقدة وخطيرة.
كان لافتًا مشاركة الكورى الجنوبى بان كى مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، الذى أشار فى كلمته، إلى أن المنظمة الدولية، التى كان على رأسها منذ ١ يناير ٢٠٠٧ إلى ٣١ ديسمبر ٢٠١٦، يمكنها أن تلعب دورًا فى تنشيط وإعادة بناء التعددية ومواجهة التحديات العالمية. كما تحدث يوكيو هاتوياما، رئيس الوزراء اليابانى الأسبق، عن ضرورة أن تعمل اليابان والصين، معًا، على بناء مجتمع شرق آسيوى، بمناسبة الذكرى الخمسين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. فى حين يقول الواقع إن العلاقات الصينية اليابانية لا تزال متوترة بسبب التنازع على جزر «سينكاكو» فى بحر الصين الشرقى. كما لم تمض ساعات على كلام الرجل، حتى قدمت طوكيو احتجاجًا إلى بكين، لمجرد أن سفينتين صينيتين أبحرتا بالقرب من تلك الجزر!.
شارك فى المنتدى أيضَا نيكولاس بيرنز، السفير الأمريكى لدى الصين، الذى امتلك جرأة، أو بجاحة، مطالبة الصين بالتوقف عن نشر الدعاية الروسية المضللة، خاصة تلك المتعلقة بدور حلف شمال الأطلسى، «الناتو»، فى الأزمة الروسية الأوكرانية، وقضية المختبرات البيولوجية العسكرية الأمريكية فى أوكرانيا. لكن سرعان ما ردّ تشاو لى جيان، المتحدث باسم الخارجية الصينية، بأن المسئولين الأمريكيين هم الذين ينشرون المعلومات الكاذبة، مشددًا على أن المجتمع الدولى، بأسره، عليه أن يشعر بالقلق إزاء الأنشطة البيولوجية للمختبرات التى تديرها الولايات المتحدة الأمريكية خارج حدودها. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن الصين ما زالت تتلقى تحذيرات أو إنذارات أمريكية وغربية، بشأن موقفها من الأزمة الأوكرانية.
المهم، هو أن سفيرنا فى بكين أكد أن علاقاتنا الخارجية قوية مع جميع الأقطاب الدولية ودول العالم أجمع. وشدد على رفضنا التدخل فى شئوننا الداخلية وحرصنا على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، وشرح سياسة مصر ورؤيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى. وتطرق إلى الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وما تموج به من تقلبات وما تشهده من تطورات. وشدّد على أهمية الالتفات إلى القضايا المحورية بالمنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى الدور الصينى فى دفع عملية السلام، والوصول إلى تسوية دائمة للقضية الفلسطينية، بما يسهم فى إرساء السلام والاستقرار فى المنطقة.
كان «البدرى» سفير مصر لدى روسيا، ولعب دورًا مهمًا فى تعزيز العلاقات بين البلدين. وفى كلمته أمام المنتدى، استعرض مراحل تطور العلاقات المصرية الصينية وصولًا إلى الانطلاقة الحالية المدعومة من الرئيسين عبدالفتاح السيسى وشى جين بينج، والتى تمت ترجمتها فى إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وأكد أن العلاقات بين البلدين تُعد نموذجًا يُحتذى به فى الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، واحترام المبادئ الراسخة للعلاقات الدولية. كما تناول أوجه التعاون بين الجانبين فى مختلف المجالات، وعلى رأسها التصنيع المشترك للقاحات المضادة لفيروس كورونا، وتنفيذ حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة.
..وتبقى الإشارة إلى أن الدكتور محمد عبدالستار البدرى، السفير فوق العادة، المفوض لدى حكومة جمهورية الصين الشعبية، غير المقيم لدى حكومة منغوليا، سيعود إلى القاهرة قريبًا، بعد أن جرى تعيينه سفيرًا من الفئة الممتازة بديوان عام وزارة الخارجية، بموجب القرار الجمهورى رقم ١٩٦ لسنة ٢٠٢٢، الصادر فى ١٨ مايو الماضى.