هند صبرى: أقاوم الإنجليز فى «كيرة والجن» والفيلم «هيكسَّر الدنيا» (حوار)
حالة نجاح كبيرة حققها فيلم «كيرة والجن» منذ اليوم الأول لعرضه فى دور السينما، وصلت إلى حد جمعه ٤ ملايين جنيه إيرادات خلال ٢٤ ساعة فقط، بالتزامن مع إشادة نقدية كبيرة بأحداثه واختلافه وتميزه.
وتخوض النجمة هند صبرى البطولة النسائية فى الفيلم، إلى جانب النجمين أحمد عز وكريم عبدالعزيز، من خلال تجسيد شخصية «دولت فهمى»، واحدة من بطلات مقاومة الاحتلال الإنجليزى فى فترة العشرينيات.
عن هذا الدور المهم، وتعاونها مع النجمين أحمد عز وكريم عبدالعزيز فى فيلم واحد للمرة الأولى، إلى جانب العمل تحت إدارة المخرج مروان حامد، وتوقعاتها لمدى نجاح العمل، يدور حوار «الدستور» التالى مع النجمة هند صبرى.
■ بداية.. ما الذى حمسك للموافقة على المشاركة فى فيلم «كيرة والجن»؟
- هناك الكثير من العوامل التى شجعتنى على خوض البطولة النسائية فى فيلم «كيرة والجن»، بداية من الإنتاج الضخم لشركة «سينرجى»، التى لم تبخل على العمل بأى شىء، إلى جانب وجود نجمين بحجمى أحمد عز وكريم عبدالعزيز، علاوة على المخرج مروان حامد، الذى سعدت جدًا بالعمل معه، لأنه استطاع توظيف قدراتى التمثيلية بشكل مختلف، وأخرج أفضل ما لدىّ، إضافة إلى الكاتب أحمد مراد وروايته المختلفة الرائعة.
■ مَنْ «دولت فهمى» الشخصية التى تجسدينها ضمن أحداث الفيلم؟
- «دولت فهمى» هى شخصية حقيقية لإحدى بطلات المقاومة المصرية ضد الاستعمار الإنجليزى ورمز من رموزها، سعدت جدًا بتجسيدها وفخورة بإضافتها إلى رصيدى وتاريخى الفنى، وأعتبر ذلك فرصة جيدة ليتعرف الجيل الجديد على هذه البطلة، التى لا يوجد عنها الكثير من المعلومات فى المصادر التاريخية المتنوعة، وطالما حلمت بتجسيد مثلها على المستوى الشخصى.
هذه الشخصية أثارت انتباهى وفضولى لمعرفة المزيد عنها، فى ظل كونها رمزًا من الرموز النسوية التى قاومت الاستعمار الإنجليزى، وكان لها دور وطنى كبير وبارز، ومن النساء التى تبنين الحركة النسوية، بما عكس منذ وقت طويل أهمية الدور الذى لعبته المرأة فى تاريخ مصر.
ومن الصعب على أى فنانة أن ترفض مثل هذه الشخصية، أو تفكر مجرد التفكير فى التراجع عن تقديمها على الشاشة، لذا قبلت الدور دون أى تردد، وأعتبر أن تقديم مثل هذه البطلة القوية الملهمة شرف كبير لى.
■ هل استهدفتِ أمرًا معينًا من تجسيدك هذه الشخصية؟
- من الضرورى تسليط الضوء على شخصيات قوية مثل «دولت فهمى»، التى لم تستسلم لنظرة المجتمع إلى المرأة فى عصرها، ولم يمنعها ذلك من السعى لتحقيق طموحاتها وأحلامها ومبادئها، لذا يجب إظهار ما قدمته حتى تكون قدوة للأجيال المقبلة، وهو ما استهدفته من وراء تجسيد الدور.
هذه السيدة سعت إلى التغيير، وكانت من النساء اللاتى صنعن الفارق فى تاريخ الحركة النسوية المصرية، فرغم أنها خرجت ولم تجد والدتها تعمل أو تمتلك قدرًا من الحرية، قررت أن تحصل على هذه الحرية بنفسها، وكما قلت سابقًا، مثل هذه الشخصيات يجب أن يقتدى بها الجيل الجديد، بدلًا من الاقتداء بمن هن على «التيك توك» وغيرها من منصات «السوشيال ميديا».
■ كيف كان استعدادك للدور؟
- خضت الكثير من التدريبات فى إطار الاستعداد لهذا الدور، بداية من التدريب على حمل السلاح بطريقة معينة، لأن المسدس فى هذه الفترة كانت له طريقة مختلفة فى الإمساك والتصويب، كان لا بد أن أتعلمها وأتدرب عليها، حتى لا أعرض نفسى أو طاقم الفيلم إلى الخطر.
أما عن المرجعية البصرية للشخصية، فلم يكن هناك أى مراجع تاريخية تتحدث عن «دولت فهمى»، يمكن لصنّاع العمل الاعتماد عليها فى رسم ملامحها من حيث الشكل والملابس وطريقة الكلام والمشى، لذلك رسمت الشخصية بالكامل فى مخيلتى، وبدأت العمل عليها مع المخرج مروان حامد، مع وجود مزج بين التفاصيل الموثقة عن سيدات هذا الزمن وبعض الخيال.
■ ولماذا لم تعتمدِ على الرواية الأصلية «١٩١٩» فى تكوين الشخصية؟
- الفيلم لا يشبه الرواية بالتفصيل، فقد تخلى الكاتب أحمد مراد عن بعض الأحداث والقصص لصالح أخرى، وتم حذف شخصيات وإضافة أخرى بشكل أفاد الفيلم وأحداثه. الرواية تحتاج إلى أشهر لتقديمها على الشاشة كما هى، بينما يدور الفيلم فى ساعتين ونصف الساعة فقط، ما تطلب اختزال واختصار الأحداث لنتمكن من تقديم العمل.
وبالنسبة لشخصية «دولت فهمى»، اعتمدت على الرواية كعنصر أساسى، وبعض الكتابات عنها ولم تكن بالكثيرة، إلى جانب مشاهدة السهرة التليفزيونية التى قدمتها الفنانة الكبيرة سوسن بدر عن الشخصية.
■ هذه ليست المرة الأولى التى تقدمين فيها شخصية تاريخية... هل تعتبرين نفسك محظوظة بذلك؟
- بالطبع محظوظة، وأشعر بالفخر، فقد سبق أن قدمت دور الملكة «حتشبسوت» فى فيلم «الكنز»، والآن أجسد شخصية «دولت فهمى»، وكأننى محظوظة بتقديم الشخصيات القوية النسائية فى التاريخ، التى طالما حلمت بتجسيدها على الشاشة.
لكنى أعتبر أن «دولت فهمى» من أكثر الشخصيات صعوبة فى التجسيد، ولو قارنتها بـ«حتشبسوت» أرى أنها أصعب بكل تأكيد فى التحضير والتفاصيل، ومع ذلك لا يمكن أن أنكر سعادتى الشديدة بها، فعلى الرغم من صعوبتها، فإنها شخصية مختلفة وأحببتها جدًا.
وأرى أنه آن الأوان لتقديم سينما تاريخية رغم ما تحتاجه من إمكانات ضخمة على كل المستويات، وأن نثبت أننا على قدر المسئولية فى تقديم سينما مختلفة للأجيال الجديدة، ترسخ فيهم معنى الوطنية، وهنا أشيد بشركة «سينرجى فيلمز» ومجهودها الجبار فى تقديم العمل دون أى تنازلات لدواعٍ إنتاجية.
■ هل واجهتكِ صعوبات أخرى فى الفيلم غير التحضير للشخصية؟
- أصعب ما واجهته فى الفيلم هو المدة الكبيرة التى استغرقها فى تحضيراته وتصويره، وامتدت إلى أكثر من ٣ سنوات كاملة، بسبب جائحة فيروس «كورونا» وتبعاتها، التى جعلتنا نصور فترة ونتوقف ثم نعود، ما جعل من الصعب جدًا العودة إلى تفاصيل الشخصية مع كل عودة، خاصة مع تقديم شخصيات أخرى فى أعمال أخرى.
لكن الحمد لله بفضل مروان حامد وإصراره، كنا كفريق عمل ننجح فى العودة إلى امتلاك الشخصية مع أول دوران للكاميرا من جديد، وكان «مروان» يشعرنا بالطمأنينة ويطلب منا الهدوء، ويؤكد أننا لسنا الوحيدين الذين عانينا من هذه الأزمة، بل كل صنّاع السينما فى العالم، ضاربًا المثل بالفيلم الأخير لتوم كروز، الذى استغرق تصويره ٣ أعوام، وها هو الآن تتخطى إيراداته المليار دولار.
■ بذكر مروان حامد.. كيف ترين التعاون معه فى هذا الفيلم بعد تعاونكما فى أكثر من عمل سابق؟
- مروان حامد من أهم مخرجى السينما على الإطلاق، وهو يهتم بكل التفاصيل الصغيرة بشكل مرعب، فعلى سبيل المثال إذا اتفقنا فى التحضيرات للشخصية على وجود «حركة عصبية» فى يد «دولت فهمى»، يظل يذكرنى بهذا الاتفاق بشكل مستمر، لذا دائمًا ما تجد أن الوصف أكبر وأهم من الحوار فى أعماله، وهو ما يميزه عن أى مخرج آخر.
ويُعد فيلم «كيرة والجن» رابع أعمالى مع المخرج مروان حامد، بعد «عمارة يعقوبيان» و«إبراهيم الأبيض» و«الفيل الأزرق ٢»، ودائمًا ما يقدمنى فى أدوار مختلفة ومتميزة، ويخرج منى شخصيات مختلفة تمامًا عن شخصية هند صبرى، لذا العمل معه مختلف وممتع.
■ وماذا عن كواليس تعاونك مع أحمد عز وكريم عبدالعزيز؟
- أول يوم كنت مرعوبة رغم أنهما صديقاى على المستوى الشخصى، وأعتبر ما حدث فى «كيرة والجن» تعاونًا تاريخيًا، ويمكننى أن أصفه بـ«العظيم»، وسعيدة جدًا بوجودى فى عمل يحمل اسم نجمين بحجمى أحمد عز وكريم عبدالعزيز، وأرى أن وجودهما فى عمل واحد هو إضافة كبيرة للصناعة، ويجب أن يتكرر ذلك فى أفلام عديدة تجمع بين النجوم الكبار.
واكتشفت فى «عز» و«كريم» العديد من الجوانب الجديدة، وجمعت بينهما «كيميا» وانسجام من نوع خاص، سيظهر بشكل واضح على شاشة السينما، وسيلمسها الجمهور فى أول عمل يجمعهما سينمائيًا، بعد ظهورهما مؤخرًا فى مسلسل «الاختيار ٣»، فهذه المرة الموضوع مختلف ومثير.
كانا قريبين بشكل كبير فى الفيلم، ولم تحدث أى أزمة بينهما، وكل ما تردد فى هذا الشأن عار تمامًا من الصحة، فقد اقتربا بشكل كبير من بعضهما بعضًا، ونشأت بينهما صداقة من نوع خاص، وأعتبر نفسى محظوظة بوجودى فى عمل يشارك فيه النجمان، اللذان سبق أن تعاونت مع كل منهما على حدة.
شعرت بارتياح كبير فى الكواليس، لكن لم أنس أنهما أكبر نجمين فى العالم العربى، وأننا نعمل تحت إدارة مروان حامد فى عمل ضخم من الناحية الإنتاجية، لذا كان لدىّ إحساس كبير بالمسئولية. وأتوقع أن الفيلم «هيكسر الدنيا» فى الإيرادات والنجاح، بسبب جمعه بين أحمد عز وكريم عبدالعزيز، نظرًا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها النجمان.
■ أخيرًا.. ما جديدك فى الفترة المقبلة؟
- انتهيت من تصوير فيلم «فضل ونعمة» مع النجم ماجد الكدوانى، وأنتظر تحديد موعد نهائى لطرحه فى دور العرض السينمائى، وهو فيلم مختلف أيضًا، كما أننى أخوض تجربة المسلسلات الـ٤٥ حلقة، عبر عمل جديد يحمل اسم «فى مهب الريح»، الذى بدأنا تصويره منذ أيام، ومأخوذ عن المسلسل الأمريكى «the good wife».