سيد محمود: عبدالعظيم رمضان لم يكن معاديًا لليسار
15 عاما مرت على وفاة المؤرخ عبد العظيم رمضان، الذي رحل عن عالمنا في 4 يوليو لعام 2007، عن عمر ناهز الثمانين عاما، إذ كان من أهم المؤرخين الذين جاءوا في تاريخ مصر، وكان قد اشتهر بكثرة معاركه أبرزها مع اليسار المصري، وعرف بأنه من أكثر المؤرخين المصريين إثارة للجدل، فقد خاض معارك عديدة.
ومن جهته؛ قال الكاتب الصحفي سيد محمود، إنه يعرف المؤرخ الراحل عبد العظيم رمضان بشكل شخصي، ولم يكن معاديا لليسار، مشيرا إلى أنه تم تقسيم إنتاجه لمرحلتين؛ الأولى كانت مرحلة علمية وكان أقرب ما يكون للخط التقدمي في حزب الوفد، كما أنه كان شديد الارتباط بالدكتور محمد أنيس الذي يعد رائدا من رواد دراسات التاريخ الاجتماعي في مصر، واستخدم منهج المادية التاريخية الذي أثر على إنتاج عبد العظيم رمضان، ونجح في هذه المرحلة نجاحا كبيرا.
وأوضح سيد محمود في تصريح لـ"الدستور" أنع عمل تحولا سياسيا في المرحلة الثانية، من خلال التسوية مع إسرائيل، وهذا التحول يعتبر خطا رسميا جعله يتجه لخلافات مع المثقفين، مؤكدا أن الإشكال بدأ معه بالتحديد بعد تأييده لاتفاقية "كامب ديفيد" والخصام الذي دار بين محمد أنيس والحركة الثقافية، ومن بعدها دخل في معارك مع الناصريين، بجانب خوضه معارك واضحة مع اليسار، ومعركته مع الراحل صلاح عيسى بسبب تحقيقه عن مذكرات "سعد زغلول" واختياره منهجا انتقائيا.
وأضاف أن عبد العظيم رمضان كانت له آراء سياسية وخلافات مع البعض، لكنه كان شخصا فاضلا ونموذجا جيدا، خاض معارك شريفة، وكان الخلاف معه سياسيا أكثر منه ثقافيا، مشيدًا بكتابه الأول "تطور الحركة الوطنية في مصر" واصفا إياه بأنه عمل رائد بكل المقاييس، وقدم فيه منهجا فريدا عن واقع مصر السياسي والاجتماعي، ومن الصعب لأي باحث أن يتخطى رأي المؤرخ العظيم عبد العظيم رمضان في بحثه أو دراساته.