بعد مطالبة زوجها بسحب روايتها.. غادة العبسي: لا يوجد قانون يعفيني من مسؤليتي تجاه ابنتي
شهدت الساعات الماضية واقعة تعد الأولى من نوعها على المجتمع المصري، فقد استيقظت الكاتبة غادة العبسي، على دعوى قضائية من زوجها، يتهمها فيها بإنجاب أطفال غير أصحاء، كما طالبها بسحب نسخ روايتها الأخيرة "سدرة" التي سمتها على اسم طفلتها، من السوق، والمطالبة بتعويض مالي.
ووجدت هذه الواقعة تعاطفًا كبيرًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تم تداولها عبر صفحاتهم على "فيسبوك"، وأنهالت موجة من التعليقات المتضامنة والمتعاطفة مع الأم ومع مرضى متلازمة داون.
ومن جهتها، عقبت الكاتبة غادة العبسي، على هذه الواقعة، قائلة: “سدرة ابنتي ليست كائنا مشوها، سدرة ابنتي ممن زاد الله في خلقهم، وعمرى ما رأيتها كائن مشوه، وما حسيت بكده أبدًا، بالنسبة لي هي الكمال بل هي الزيادة، ربنا خصها بزيادة بالخلق”.
وأضافت في تصريحات لها، أن طفلتها توفاها الله بعد 24 يوما من الولادة، وهي كانت لها ظروف خاصة جدًا، تم اكتشافها من أول الشهر السابع من الحمل.
وأشارت إلى أن الدعاوي القضائية التي رفعت عليها هي “دعوى فسخ عقد زواج، يطالب فيها الزوج بفسخ عقد الزواج لإدعائه إنجابي أطفال مشوهين وغير أصحاء، كما إنه رفع دعوى أخرى يطالب فيها بمنع روايتي سدرة ومصادرة النسخ، وبتعويض مالي أيضا، وفيه إنذار طاعة كمان بالمناسبة”، لافتة إلى أن هذا حدث على مدار الـ٦ شهور الماضية.
وقالت “العبسي”: "الغريب أن المستندات التي أرفقت في هذه القضية هي فواتير المستشفى، التي دفعها زوجي لابنته أثناء حجزها في المستشفى، وهو يقول إنه وقع عليه ضرر مادي ونفسي جراء هذا الحمل والإنجاب، وهو يرى أن هذا كان عبء عليه كبير، و"ومافهمتش الحقيقة هل لما بنتي مصابة بمرض متلازمة داون فأي قانون أو دين يعفيني من مسؤولياتي تجاه ابنتي".
وكانت قد كتب غادة العبسي رواية باسم طفلتها الراحلة بعنوان "سدرة" والتي قالت فيها:" صائمة، مصلوبةٌ في حوض السمك الزجاجي نفسه، مربوطة اليدين، ومقيدة القدمين بالأسلاك والمؤشرات، مفرودة الذراعين، تسبحُ فعلًا في ملكوتٍ آخر، نُزعت عنها الضمادة فبرق جسدها الأبيض الصغير بجرحه العريض الممتد أسفل سُرتها الجديدة، حاملًا آثار الحَقن والخدوش الناتجة عن مقاومتها المستمرة، أنظر إلى أظفارها التي لم تنمُ بعد، كشجرة سِدر منضَّدة من الشَّوْك، ليس غريبًا أن شجرةَ السِّدر هي ذاتها شجرة المسيح، يقولون: إن منها صُنع تاج الشوك، أتذكَّر كيف زارتني "سدرة" في رؤاي وهي تتكلم في المهد. في سفر أيوب هي ملاذٌ لوحوش البر، يضطجع تحت السِّدرات الوحشُ "بهيموث" مطمئنًا، ليس غريبًا أنها حيث المنتهى إلى يمين عرش الرحمن، عندها جنة المأوى.
أوراقُها طِيبٌ يغسّل به الموتى، وهي مكان ولادة الجن، وحيث يستريحون في الليل من التطفل البشري، في موسم رحيق السدر هي مرتع النحل، ليصنع -في أقراص وعلى مهلٍ- ألذ أنواع العسل، هي الشجرة البرية التي تقاوم جفاف الصحاري والملوحة، وتتحمل الرعي الجائر، ثمارها النبق اللذيذ، واللي سبق أكل النبق، وهي أم العنّاب بكل إيحاءات الجمال التي يحملها المشروب السحري.. سدرتي.. عِنّابي.. نبقتي!