نجاح مدفوع الثمن.. مغامرة لـ«الدستور» لشراء سماعات الغش الإلكتروني
«سماعة غش إلكترونية تضمنلك النجاح بـ 1300 جنيه»، إعلان صغير بمجرد ما يتم بثه على صفحات موقع التواصل الاجتماعي تنهال التعليقات من قبل الطلاب للاستفسار عن الأسعار والأنواع التي كثرت خلال تلك الفترة.
محمود، أحد الطلاب الذين استخدموا تلك السماعات خلال العام 2019، لعدم قدرته على المذاكرة طوال العام بعد محاولاته لإلمام المواد، فلم يجد طريق أمامه سوى شراء أحد وسائل الغش مدبرًا لتكاليفها بصعوبة.
سماعة تقود «محمود» إلى محضر غش
اعتقد الطالب أنه من خلال تلك السماعة يستطيع النجاح والالتحاق بأحد كليات القمة، بعدما ذهب بها إلى لجنة الامتحان وبدأ في استخدامها من خلال شخص يقوم بتلقينه المعلومات إلا أن صوت السماعة كان مرتفعًا.
وفوجئ محمود، أن السماعة تقوده إلى محضر للغش، وتطيح بأحلامه هو وأسرته في الالتحاق بأي كلية في جامعة، وكذلك إعادة العام الدراسي من جديد بعد كل الكفاح فيه طوال تلك المدة.
في الوقت الحالي لم يعد الغش الإلكتروني يعتمد على فكرة تسريب المواد التي يمتحن فيها الطلاب بعد ساعات، وذلك من قبل كتائب التسريب التي تأخذ مقابل مادي من الطلاب نظير التسريب، بل أصبح هناك أدوات مساعدة منها سماعات الغش التي تُباع على مرئ ومسمع الجميع ويمكن لأي طالب شرائها.
وفقًا للتصنيف العالمي لجودة التعليم لمؤشر التنافسية السنوى للعام الماضي، وصل عدد الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة نحو مليوني ونصف طالبًا وطالبة، في الوقت الذي وضع التصنيف مصر في المرتبة قبل الأخيرة على مستوى 140 دولة في العالم.
تي شيرت وفيزا.. أدوات الغش متاحة
انتشرت مجموعات بيع أدوات ووسائل الغش الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، فمن خلال جولة على تلك الصفحات وجدنا أن هناك سماعات بلوتوث صغيرة الحجم، بجانب سماعات أخرى تدخل الأُذن من الداخل، وسماعة ثالثة تشبه الفيزا ويضع بها مايك ولا ترى بالعين المجردة.
ووجدنا أيضًا إعلانات تخص «تيشرتات» تحتوي على خط تليفون مثبت وسماعة Wireless، يرتدي الطالب الـ«تي شيرت» ويكون هناك شخص يقوم بتلقينه الإجابات وبلغ سعره 2600 جنيهًا.
ودخلت الساعات أيضًا في مصاف أدوات الغش، حيث أن هناك ساعات ذكية بذاكرة 4 جيجا وتدخل البيانات عليها ومن ثم استراجعها في وقت الإمتحان، وبلغ سعرها 100 دولار أي 1800 جنيهًا مصريًا.
وأخيرًا النظارة الإلكترونية التي يركب بها سماعة ومايك وتساعد الطالب على الغش، كذلك يكون في منتصفها كاميرا تقوم بتصوير الأسئلة ومن ثم الإجابة عليها بسهولة دون أن يشك أحد بها.
مغامرة للدستور: «سماعات الغش تصل إلى 3 آلاف جنيهًا»
تواصلنا مع عدد من صفحات الغش والمجموعات التي تبيع تلك الأدوات وتحمل أسماء واضحة لتلك العملية، فكانت أسعار السماعات التي تدخل الأذن من 1800 جنيهًا إلى 3 آلاف جنيهًا، وهي تسمى «سماعات النملة» ومكونة من قطعتين، وأعلى نوع بها وهو «النانو مكرو».
والنوع الثاني منها كان الأمريكي الذي يبلغ سعره 1900 جنيهًا، وأوضح المسؤول أن كل تلك الأدوات تكون مستوردة ويتم شرائها من مواقع خارج مصر كورية ويابانية تبيعها كأحد الأدوات التكنولوجية وليس للغش فقط.
وبالتواصل مع صفحة آخرى وجدنا أن سماعات الفيزا تباع بالجملة أو بالقطعة على حسب رغبة الطالب، وبلغ سعر القطعة 4000 جنيهًا، وأكد المسؤول أنها عبارة عن كارت يشبه الفيزا يتم توصيله بمايك وسماعة يمكن للطلاب وضعها على مكتبه في لجنة الإمتحان دون أن يشعر به أحد.
وشرح طريقة عملها: «عبارة عن جزئين، جزء صغير خالص بيتحط في الأذن وجزء تاني على شكل البطاقة يمكن يتحط في الهدوم أو على مكتب الإمتحان، والطالب بيتملى الإجابات من خلال السماعة والمايك يكون في الكارت».
مُدرس يوضح اقتراحات السيطرة على طرق الغش
ويقترح مصطفى عماد، مدرس لغة عربية وأحد مراقبين الثانوية العامة، أن يتم منع أي تجمهرات أمام لجان الامتحانات، لأن بعض السماعات الإلكترونية تلك يكون لها نطاق للعمل، ومسافة معينة، موضحًا أن الأمر يلقي بمزيد من التفتيش على كاهل المراقبين.
ومن العلامات التي يستدل بها المراقبين على غش الطالب هو زيادة السعال وكذلك فرط الحركة أو إصدار أصوات مبهمة مثل العطس وهي كلها تعتبر إشارات غير مرئية لمن يقوم بإملاء الإجابات عليه.
يضيف: «من الممكن اللجوء إلى تشغيل أجهزة تشويش داخل فصول وقاعات الإمتحانات، والتي تبطل مفعول السماعات وكل ما هو إلكتروني أو يستطيع الدخول على شبكة الإنترنت أثناء ساعات الامتحان».
ووفقًا للتصنيف العالمي لجودة التعليم لمؤشر التنافسية السنوي، وصل عدد الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة نحو مليوني ونصف طالبًا وطالبة، في الوقت الذي وضع التصنيف مصر في المرتبة قبل الأخيرة على مستوى 140 دولة في العالم.
التعليم: «سماعات الغش منتشرة منذ فترة»
وسبق وتحدث الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن أن الوزارة منعت دخول أي أجهزة إلكترونية بما في ذلك التليفونات المحمولة والتابلت والساعة الديجيتال، ولن يدخل الطالب الامتحان إلا بالقلم والمسطرة وآلة حاسبة فقط.
وتابع وزير التربية والتعليم أن هناك طلاب يقومون بزرع سماعات داخل الأذن حتي يقوموا بالغش عن طريقها داخل اللجان وهذا ليس بشيء جديد ولكنه منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة.