فن وتراث.. عم عادل 40 عامًا في صناعة الأرابيسك بالإسكندرية (فيديو)
قطع خشبية فريدة، وحائط مرصع بالقطع المعدنية الذي يدل عددها وترتيبها أن هذا المكان ينتج عمل فني متقن، بداخل ورشة صغيرة تخطى عمرها المئة عام، بأقدام أحياء عروس البحر المتوسط، مازالت تهتم بصناعة قطع الأرابيسك.
«توارث المهنة أبًا عن جد، و بدأت تعلم الصنعة وأنا في سن الـ8 سنوات»، هكذا بدأ عادل محمد عبد الغني، 50 عامًا، صاحب أقدم ورشة لصناعة الأرابيسك بمنطقة اللبان بالإسكندرية، حديثه لـ« الدستور» مُتابعًا إنه على مدار 42 عامًا، لم يبتعد عن الورشة أو الصنعة.
وأضاف لـ« الدستور» أن ورشة الأرابيسك التي توارثها عن والده، يصل عمرها لأكثر من 100عام، بتراثها القديم الذي مازال كما هو، ويحرص على أن تظل على هيئتها التي تجعلها مميزة له ولعملائه.
وأوضح أن الأرابيسك، هو فن وتراث، وهو ذوق الملوك، حيث كان قديمًا لا تخلو المنازل من قطعة أرابيسك سواء أغنياء او فقراء، فضلًا عن المساجد والكنائس التي يضفي الأرابيسك لها روحانية خاصة، قائلًا: «ما زال هناك منازل قديمة بها المشربية الأرابيسك، وداخل البيوت أيضًا، والمساجد القديمة التراثية».
وتابع أن بداخل ورشته يتم تصنيع الانتريهات، والطاولات، والكراسي، شبابيك المساجد والكنائس، الكرفانات، والأباليج، والكثير من القطع الأخرى من الأرابيسك، باستخدام المخرطة، والعدد بأحجامها المُختلفة من المبارد التي جزء منها يصنع خصيصًا لعمل الأرابيسك، حيث يتم تفريغ الأسطمبة يدويًا، وهو ما يميز القطع أنها شغل يدوي متقن.
ولفت أن الإقبال على شغل الأرابيسك، ليس كالماضي، ولكن مازال هناك من يفضله ويبحث عنه، خاصة بعد عودة الأرابيسك مرة أخرى خلال الفترة الاخيرة في ديكور المنازل، لافتًا إلى أن أكثر ما يقبل عليه ديكور الشاليهات وفيلات المصايف، فضلًا عن يمكن أن يُصمم منه براويز وقطع صغيرة تقدم كهدايا في المناسبات.
وأشار إلى أن الآن أصبح يُستخدم شكل الأرابيسك في تصميم قطع من البلاستيك أو الجبس من خلال الفورمة التي تصنع في ورش الأرابيسك، ثم يُطبع عليها لتأخذ الشكل القديم، ولكن ليس بالخشب، مؤكدًا أن الخشب سيظل هو الأساس في تلك الصنعة.
وأوضح أن الأرابيسك يُصنع من أنواع عديدة من الخشب، وكل عميل يختار النوع بحسب التكلفة التي يُحددها، مثل خشب (أرو، زان، موجنو، سويد) وكل نوع له سعر، حيث يصل سعر الزان إلى 16 ألف جنيه للمتر، الأرو 30 ألف للمتر، أما مُدة التصنيع يمكن أن تستغرق الأبليج الواحد ما يقرب من يوم عمل، والأنتريه شهر تقريبًا.
وأكد «عم عادل» أن تلك المهنة هي فن لابد أن تتوارثه الأجيال، وهو ما يحاول أن يخبره لنجله، حيث يحرص على أن يتعلم تلك الصنعة الفريدة، بالإضافة أنه يريد من الشباب الصغير أن تتعلم تلك المهنة، وهو أول من يفتح ورشته لتعليم مهنته ومهنة أجداده.