المنتدى الحضرى العالمى
بانتهاء الدورة الحادية عشرة لـ«المنتدى الحضرى العالمى»، التى استضافتها مدينة كاتوفيتشى البولندية، بدأ استعداد مصر لاستضافة الدورة المقبلة للمنتدى، الذى ينظمه ويديره «برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية»، ويعد المنصة الدولية الأولى والأهم، التى تتناول كل جوانب ومجالات التنمية الحضرية المستدامة، وتستشرف الطريق إلى مستقبل حضرى، أخضر، صحى وأكثر عدلًا.
المنتدى، الذى تأسس سنة ٢٠٠١، يهدف إلى دراسة تأثير التوسع الحضرى وانعكاساته على السياسات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية فى المجتمعات.. وتطوير الوعى المجتمعى بشأن التنمية الحضرية المستدامة.. وتعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصالح والجهات المستهدفة من أجل النهوض بالتوسع الحضرى المستدام وتطويره.. والتنسيق بين الدول والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى وتبادل الأفكار وأفضل الممارسات والسياسات واستكشاف الحلول الحضرية المبتكرة التى تفيد الفئات الأولى بالرعاية.
جرى اختيار كاتوفيتشى، بعد انتقالها الناجح من مركز لصناعات الصلب والفحم، إلى مدينة ثقافية قائمة على التكنولوجيا، تصلح نموذجًا لكيفية تشكيل مستقبل المدن الحضرية. ثم وقع الاختيار على القاهرة، لكونها أكبر منطقة حضرية فى منطقة الشرق الأوسط، ومركزًا للحياة السياسية والثقافية فى المنطقة، وتأكيدًا على أهمية التجربة المصرية فى التنمية الشاملة وفى التطوير الحضرى المستدام، خلال الثمانى سنوات الماضية.
أكثر من ١٦ ألفًا شاركوا فى منتدى كاتوفيتشى، من بينهم عدد كبير من المسئولين والأكاديميين والخبراء وممثلى الحكومات والهيئات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، وترأس الوفد المصرى اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، الذى كان متحدثًا رئيسيًا فى عدد من الجلسات والموائد المستديرة، وعقد خلال المنتدى وعلى هامش فعالياته، العديد من اللقاءات والندوات وجلسات النقاش، لعرض التجربة المصرية فى التطوير الحضرى المستدام، و... و... وألقى كلمة استضافة مصر دورة المنتدى المقبلة فى حفل الختام، التى دعا فيها الحضور إلى المشاركة فى الدورة المقبلة، متعهدًا بأن تكون على مستوى متميز.
التجربة المصرية فى التطوير الحضرى المستدام هى «الأضخم على مستوى العالم»، والوصف ليس لنا أو للوزير «شعراوى»، بل ننقله عن الماليزية ميمونة شريف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، التى أعربت عن ثقتها فى حسن تنظيم مصر دورة المنتدى المقبلة، وأشادت ببرنامج تنمية الصعيد وبرنامج تطوير الريف المصرى، ودعت دول العالم إلى الاستفادة من مبادرة «حياة كريمة»، مؤكدة أن هذه البرامج تتوافق مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
تقوم الرؤية، التى تتبناها الدولة المصرية، منذ منتصف ٢٠١٤، على رفع مستوى جودة الحياة فى التجمعات العمرانية القديمة، والقضاء على المناطق العشوائية، وإعادة توزيع السكان بالتوسع فى إنشاء التجمعات الجديدة، مع ربط هذه وتلك بشبكة طرق ومشروعات عملاقة للنقل العام، وتحقيق العدالة والاندماج الاجتماعى للفئات الضعيفة والمهمشة، و... و... واستخدام الموارد المحدودة من أجل تحقيق الاستدامة متعددة الأبعاد. وسنة ٢٠١٦، كانت مصر من أوائل الدول، التى تبنت الأجندة الحضرية الجديدة، وتقدمت بتقريرها الطوعى، الذى جدّدت فيه التزامها بالتنمية الحضرية المستدامة، بطريقة متكاملة ومنسقة.
الرؤية، أو التجربة المصرية، استعرضها وزير التنمية المحلية، كما أشرنا، خلال مشاركته فى منتدى كاتوفيتشى، أو الدورة الحادية عشرة للمنتدى، واصفًا المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة» بأنها «درة تاج البرامج التنموية فى مصر، وأكبر مشروع تنموى من نوعه»، كما تناول عددًا من نماذج توطين أهداف التنمية المستدامة الأممية، كان أبرزها برنامج تنمية الصعيد، الذى يتم تنفيذه بمحافظتى سوهاج وقنا، والذى من المقرر تمديده ليشمل محافظتى المنيا وأسيوط، ثم باقى المحافظات، فى إطار خطة تضمنتها الأجندة الحضرية الجديدة التى تتعاون فيها مصر مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
.. وأخيرًا، نرى أن الدورة الثانية عشرة من المنتدى، التى ستسلط الضوء على القضايا الحضرية للاقتصادات النامية والناشئة، ستكون فرصة لتعريف العالم بالإنجازات الحضرية والعمرانية، التى حققتها دولة ٣٠ يونيو، خلال عشر سنوات بالتمام والكمال، منذ يونيو ٢٠١٤، إلى يونيو ٢٠٢٤، موعد إقامة المنتدى للمرة الثانية فى قارة إفريقيا، بعد دورة ٢٠٠٢ التى أقيمت بالعاصمة الكينية نيروبى، وكانت أولى دورات المنتدى بعد تأسيسه.