في اليوم العالمي للهندسة المعمارية.. قصة حسن فتحي أشهر معماري مصري
اعتاد المهندسون المعماريون في واحد من شهر يوليو كل عام، الاحتفال باليوم العالمي للهندسة المعمارية، وذلك في تقليد سنوي حرصوا عليه منذ سنوات بغرض التعريف بهذا المجال الحيوي الذي له أهمية كبيرة في حياتنا.
وفي اليوم العالمي للهندسة المعمارية نستعرض دور المعماري المصري حسن فتحي، الذي يعد أحد أبرز المعماريين المصريين ليس في مصر فحسب بل بالوطن العربي.
نشأ المعماري حسن فتحي في مدينة ساحلية، ولم تلتفت أنظاره نحو الريف إلا بعد بلوغه سن الـ27 عامًا، إلا أن الريف يعتبر المحرك الرئيسي في أعمال حسن فتحي المعمارية؛ حيث اعتمد على "الطين" في صنعها، وكان يتبنى فكرة "الاعتماد على عناصر البيئة في فن العمارة".
تناول الدكتور عبدالباقي إبراهيم في كتابه "المعماريون العرب.. حسن فتحي"، شخصية المعماري الراحل في محاولة لرسم صورة عن فكره ووجهات نظره، قائلًا: "كان لشخصية حسن فتحي الأثر الكبير في انتشار فكره وفلسفته من خلال أعماله على هذا المدى الواسع في العالم، وتظهر هذه الشخصية في تكوينه العلمي والثقافي وفي بنائه الإنساني والفني، فهو يتميز بلباقة الكلمة، وسعة الاطلاع وحماسة التعبير وقوة الإقناع".
وذكر الدكتور عبدالباقي إبراهيم أن اهتمام فتحي بالريف جاء عن طريق والدته التي عشقت الريف، وتمنت أن تعيش فيه طوال عمرها كما رسمت له صورة رومانسية رسخت في وجدانه، فبدأ يفكر شيئًا فشيئًا في استمداد ما يريده من الريف المصري.
بدأت أول تجربة لحسن فتحي مع الإسكان الريفي عام 1940، عندما كلفته الجمعية الزراعية الملكية بتصميم بعض المساكن للفلاحين في بهتيم شمالي القاهرة، مستخدمًا الطوب اللبن؛ لعدم توافر مواد أخرى، وتعد "الأقبية" و"القباب" أحد رموز فن العمارة عند حسن فتحي، والتي استمدها من العمارة النوبية، حيث انبهر بها في أول زيارة له لمدينة أسوان، ودمج بين الفن النوبي وفن العمارة الإسلامية من خلال المشربيات والفتحات والعناصر الخشبية في أبنيته، فجاءت أشكال الأبنية التي تركها كصيغة معاصرة للعمارة الإسلامية.
يظهر الفكر المعماري بوضوح من خلال كتابات حسن فتحي في المجلات الثقافية، وما ألقاه من محاضرات في المحافل المعمارية، وجميعها تدور حول الأصالة الحضارية للعمارة العربية التي يجدها في عمارة العصور الإسلامية، ومن المبادئ الرئيسية لديه ما يسميه "نقل الطبيعة إلى الحضر عن طريق الرمز".