فرنسا: السجن مدى الحياة على المتهم الرئيسى فى تفجيرات باريس 2015
قضت محكمة فرنسية، اليوم الأربعاء، بالسجن مدى الحياة على صلاح عبدالسلام المتهم الرئيسي فى الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس فى 13 نوفمبر 2015.
في الأسابيع الأخيرة من محاكمة المتهمين بالتورط في الهجمات، أعلن صلاح عبدالسلام، العضو الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة من المجموعة المتشددة التي نفذت الهجوم الدموي، أعلن عن تطرفه، وذرف دموعه وأبدى أسفه عن ما اقترفت يداه بحق الضحايا، مناشداً القضاة بأن يغفروا له "خطاياه".
وكانت محكمة الجنايات الخاصة بباريس بدأت في الثامن من شهر سبتمبر الماضي أولى جلساتها للنظر في التهم الموجّهة لعشرين رجلاً يشتبه بضلوعهم في الهجمات، التي نفذها تنظيم داعش وراح ضحيتها 130 شخصاً وأكثر من 350 جريحا في مسرح باتكلان ومقاهي باريس والملعب الوطني بالعاصمة.
بالنسبة لذوي الضحايا والناجين من تلك الهجمات، كانت محاكمة صلاح عبدالسلام والآخرين المشتبه بتورطهم فيها، بقدر ما هي مؤلمة، بقدر ما كانت حاسمة في سعيها لتحقيق العدالة.
وقال رئيس محكمة الجنايات الخاصة في باريس جان لوي بيرييس، صباح الاثنين، أن تلاوة المداولات يمكن أن تبدأ "اعتبارا من الخامسة بعد الظهر"، قبل أن تنسحب المحكمة الجنائية الخاصة لبدء مداولاتها في مكان سري بعد جلسات استمرت 148 يوماً.
ويواجه عبدالسلام عقوبة السجن مدى الحياة، من دون إمكان إفراج مشروط، وهي أشد عقوبة ينص عليها القانون الفرنسي، ما يجعل فرصة إطلاق سراحه مستقبلاً ضئيلة جدا.
وكان عبدالسلام لزم الصمت بشكل شبه كامل خلال التحقيق القضائي، إلا أنه أتخذ مواقف متناقضة خلال جلسات المحاكمة، فحين بدأت محاكمته، اتّسمت نبرة حديثه بالحدّة والخيلاء، لكنّ خلال الجلسة التي عقدت منتصف شهر أبريل الماضي، بدا الرجل البالغ من العمر 32 عاماً مرتجفاً وتحدث بصوت هادئ وانهمرت من عينيه الدموع، وادّعى أنه تخلى عن تفجير حزامه الناسف "لدواع إنسانية"، وطلب من الضحايا أن "يكرهوه باعتدال".
وأعطت المحكمة، الاثنين الماضي، الكلمة للمرة الأخيرة للمتهمين الأربعة عشرة الحاضرين، علماً أن ستة آخرين، بينهم خمسة من كبار المسئولين في تنظيم الدولة الإسلامية يُفترض أنهم لقوا حتفهم، يحاكمون غيابياً.
وتقول دومينيك كيليموس، التي نزف ابنها حتى الموت في أحد المقاهي في تلك الليلة: "القتلة، هؤلاء الإرهابيون، اعتقدوا أنهم كانوا يطلقون النار على حشد من الناس. لكنه لم يكن حشدا، بل كانوا أشخاصا لهم حيواتهم، كانت لديهم آمال وتوقعات".