خطّ قصيدته الأولى فى عمر التاسعة.. كيف عاش «عباس العقاد» طفولته؟
في مثل هذا اليوم الموافق 28 يونيو عام 1889، أطلق عباس محمود العقاد أولى صرخاته معلنًا عن ولادة أعظم أدباء التاريخ المصري الحديث داخل منزل أسرته بمحافظة أسوان، في وقت عاشت فيه البلاد حالة من التخبط بعد فشل الثورة العرابية واحتلال الإنجليز للبلاد؛ ولسبب يتعلق بموارد أسرته المحدودة ولعدم توافر المدارس الحديثة بمحافظته اقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط.
وولد العقاد لأب يعمل مُديرًا لإدارة المحفوظات بمديرية أسوان وأم من أصول كردية تلقب بابنة الشريف نسبة إلى الرسول (ص)، إلا أنه اعتمد على ذكائه الحاد وصبره على التعلم والمعرفة حتى أصبح صاحب ثقافة موسوعية لا يُضاهيه فيها أحد، ليس بالعلوم العربية فقط وإنما العلوم الغربية أيضًا؛ حيث أتقن اللغة الإنجليزية من مخالطته للأجانب من السائحين الوافدين على محافظتي الأقصر وأسوان، مما مكنه من القراءة والاطلاع على الثقافات البعيدة.
«العقاد» لم ينل من التعليم حظًا وافرًا، حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط وعمل في بداياته بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وبالسكك الحديدية، لكنه في الوقت نفسه كان مولعًا بالقراءة في مختلف المجالات، فقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب حتى استطاع تكوين مكتبته الصغيرة آنذاك بخمسين قرشًا، ومنذ عرف طريق القراءة عرف طريق الكتابة، فخطت يداه أول قصيدة في التاسعة من عمره، وكتب بموضوعات الإنشاء في المدرسة، وكان له أستاذ يشجعه ويعرض كتاباته على كبار الزوار ومنهم الإمام محمد عبده الذي أثنى عليه قائلًا: "ما أجدر هذا أن يكون كاتبًا بعدُ".
وأضاف "العقاد" للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب فى مختلف المجالات، نجح العقاد فى الصحافة، ويرجع ذلك إلى ثقافته الموسوعية، فقد كان يكتب شعرًا ونثرًا على السواء، وظل معروفًا عنه أنه موسوعى المعرفة يقرأ فى التاريخ الإنسانى والفلسفة والأدب وعلم الاجتماع، كما كان عباس محمود العقاد عضوًا سابقًا فى مجلس النواب المصري، وعضوًا فى مجمع اللغة العربية.