لُقب بمطرب الثورة بعدها.. «إحنا الشعب» أول أغنية يقدمها العندليب فى حب عبد الناصر

كشفت موسوعة "أغاني عبدالحليم حافظ" للكاتب عمرو فتحي، عن حكاية الأغنية الوطنية "إحنا الشعب" التي جاء مطلعها: "إحنا الشعب اخترناك من قلب الشعب.. يا فاتح باب الحرية يا ريس يا كبير القلب.. يا حلاوة الشعب وهو بيهتف باسم حبيبه" .

وأضاف المؤلف أن هذه هي الأغنية من كلمات صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل، قدمت لأول مرة يوم 24 يونيو 1956، فى حفل سلاح الفرسان بالقاهرة، بمناسبة الاحتفال بعيد الجلاء وانتخاب رئيس الجمهورية.

وتعد أول أغنية وطنية للعندليب تحظى بشهرة وتقدير، وبسببها لفت الانتباه كمطرب يغني للثورة، وكانت أول أغنية يقدمها حليم عن الزعيم جمال عبد الناصر، كما تعد أول لقاء بين الملحن كمال الطويل والشاعر صلاح جاهين في أعمال للعندليب، كما كانت أول غناء لعبد الحليم حافظ من كلمات صلاح جاهين.

وحول أغانيه الوطنية، قال عبد الحليم حافظ عن التغيير الذي أحدثته الثورة فى الأغنية الوطنية: "أصبحت الأغنية سلاحًا يسهم فى معاركنا، كما تسهم أيضا فى تربية الإحساس الجمالي عند الجماهير، كما أنها لم تعد توحي بالتخاذل، وإنما أصبحت تشيع في المجتمع البهجة والحب، وتدفع الناس إلى العمل وإلى حب الوطن وحب الحياة، بحسب ما جاء في حوار لسيد فرغلي بعنوان "الحب الكبير في حياة عبد الحليم" في مجلة الكواكب العدد 782، يوليو عام 1966، رصده الكاتب عمرو فتحى في كتابه.

وتعتبر هذه الأغنية بداية تعاون مؤثر بين الثلاثي، عبد الحليم وكمال الطويل وصلاح جاهين فى تطور الأغنية الوطنية، لقد أحدث هذا الثلاثي ثورة في موضوعات الأغاني الوطنية المصرية، فأصبحت تخاطب الجمهور من العمال والفلاحين بلهجتهم وفي إطار الحكاية وبمفردات من خطب الرئيس جمال عبد الناصر.

وقال الشاعر صلاح جاهين، حول غناء عبد الحليم لأشعاره: "الأغنية الوطنية أنواعها كثيرة، منها: الأغنية السياسية والثورية والتهييجية والتثقيفية، وتنتمى أغنياتي إلى الجزء التعليمي، فقد كنت أحاول شرح الاشتراكية والثورة لأقربهما للأذهان، وكان وجود عبد الحليم حافظ يساعد على ذلك، لأنه لو غنى كلمة "بس" تلاقى كل الناس ترددها، ورغم أنى كتبت أغانى فى مستوى ما غناه عبد الحليم فلم تنتشر لأنه لا يوجد عبدالحليم، فهو فرصة لكتاب الأغاني لا تعوض، بحسب ما جاء فى كتاب إبراهيم عبدالعزيز "رحلة في عقول مصرية" القاهرة: الهيئة العامة للكتاب سلسلة تاريخ المصريين 43 عام 1990.