احتفظت بها فرنسية رغم فقرها.. قصة كمبيالة لأمير الشعراء بـ«100 جنيه»
كان أمير الشعراء أحمد شوقى يتردد كثيرًا على "كازينو دي باري" الذي كان يعد من أشهر معالم شارع عماد الدين، وكانت تمتلكه الغانية الفرنسية "مارسيل" التي استقدمت له أشهر الفرق الأوروبية وأجمل الراقصات الفرنسيات وأقدرهن على اصطياد القلوب والجيوب بحسب ما جاء في كتاب "القاهرة وما فيها من حكايات" للكاتب مكاوى سعيد.
وتابع المؤلف: فوفد إلى ملهاها رواد حى الأزبكية وملاهى "ألف ليلة وليلة" و"نزهة النفوس" من كبراء مصر وعظمائها وبعض أمراء الشرق، وكان ملحقًا بالملهى مسرح كازينو دى بارى، وكانت أول فرقة مسرحية تعمل عليه هى فرقة مصطفى أمين، الممثل الكوميدى، ومن مآثره أنه أول من جاء بالفنان على الكسار من مسرح الكلوب العصري بالحى الحسيني إلى شارع عماد الدين، وأشركه معه فى أول مسرحية قدمها على هذا المسرح وهى مسرحية "حسن أبوعلى سرق المعزة".
وابتكر له شخصية "البربري فى باريس" التي ارتفع أجره بسببها إلى 60 جنيهًا شهريًا، وكانت الغانية مارسيل تدير إلى جانب الملهى والمسرح عدة بنسيونات، درت عليها ثروة طائلة قُدرت بمليون جنيه حينها، ثم تبخرت ثروتها وعاشت على الكفاف، ورغم ذلك ظلت محتفظة بكمبيالة قيمتها مائة جنيه بتوقيع أمير الشعراء أحمد شوقى حرصت عليها ذكرى لأيام العزل الزائل، وفى ضائقتها بعد وفاة أمير الشعراء عُرض عليها آلاف الجنيهات ثمنًا لهذه الكمبيالة لكنها لم تفرط فيها حتى آخر يوم في حياتها.
وكان أمير الشعراء من أوائل الرواد الذين كتبوا للمسرح العربي روائع من المسرح الشعري فى مسارح عماد الدين أثناء النهضة الثقافية والفنية به، وذلك تأسيًا بشعراء أوروبا الفطاحل "شكسبير- راسين- درايدن"، لافتًا المؤلف إلى أن شوقى كتب مسرحية "الست هدى" بحرفية وخفة ظل، وعرضت بشارع عماد الدين الذي صنع أسطورة "كشكش بيه" وعرضت فيما بعد على مسرح الأزبكية.