رشا الفوال لـ«الدستور»: لا انفصال بين كتابة الشِعر والنقد
الشاعرة والناقدة الأكاديمية دكتورة رشا الفوال حالة فريدة وخاصة من الإبداع المتنوع، تكتب قصيدة الشعر العامية والفصيحة بطرح نثري يجمع بين رؤى استشرافية تبغي التوق والتجلي لمفارقة الواقع وهذا لارتباطها الجذري بالواقع والمعاش، البسيط والعابر والذي يتحول عبر القصائد إلى أسئلة محيرة تبحث في الوجود الغائم.
«الفوال» راكمت الكثير من النتاجات المغايرة نحو مبغى الفن والجمال، وحصلت العام الماضي على جائزة أحمد فؤاد نجم في الدراسات النقدية، وتلتها بدرجة الدكتوراة.
دائمة الحراك فيما يخص تشريحها لكافة مسارات الآداب كونها ناقدة تملك ذائقة وأدوات ما بعد حداثية في تحليل الشعر والقصة والرواية.
ولدت بمدينة المنصورة وتشارك بفعالية ودأب في كافة الأنشطة الثقافية الإبداعية في مصر انطلاقاً من مكان وجودها الحياتي والمعيشي بالدقهلية، حيث فعاليات دائمة لمختبر ومركز سرديات المنصورة.
«الدستور» التقت دكتورة رشا الفوال، وكان لنا هذا الحوار:
في البداية.. تكتبين قصيدة العامية والدراسات النقدية أيهما أقرب إلى نفسك؟
لا انفصال بين كتابة الشِعر وكتابة النقد، أكتب قصيدة العامية باعتبارها عالم من الإنسانية الرحبة، وأرى أن الشاعر المبدع مُكثر بفطرته، إلا أن شعره قد يتحول إلى منافذ إبداعية أخرى مثل كتابة النقد، أو العزف على آلة موسيقية، القوة الشعرية عندي تفرعت منها الكتابة النقدية التي تم استلهامها بشكل تلقائي، وتم صقلها من خلال التخصص في علم النفس
_ ما هو تقييمك لأشكال القصيدة النثرية في مساريها العامي والفصيح؟
لست ضد قصيدة النثر التي تعتمد على التكثيف والتحرر من وطأة الوزن والقافية، وأرى أن هناك فقط قصيدة رديئة وقصيدة جيدة تستوقف المتلقي وتجذبه إليها، أما القالب الذي وضعت فيه القصيدة لا يعنيني
_ تكتبين النقد النفسي، وفُزت مؤخرًا بجائزة أحمد فؤاد نجم فئة الدراسات النقدية، حدثينا عن علاقة الناقد المصري بالنصوص الأدبية وكتابها
أكتب النقد الأدبي من المنظور النفسي، وأرى أنه لا اشكالية في التواجد النقدي الجاد الذي يتعامل مع النصوص الأدبية بإخلاص ومثابرة من أجل التفسير والتحليل ورصد الدلالات؛ هذا بالطبع لا ينفي وجود المجاملات التي لا يجب الالتفاف حولها؛ لأن أزمة النقد الحالية تتلخص في أن يسعى كل من يصدر لنا اعتراضه الدائم على الكتابات النقدية، إلى متابعة ما يكتبه النقاد الذين يمتلكون قدرًا من الجدية والمصداقية
- حدثينا عن الحركة الثقافية والإبداعية في مدينة المنصورة
الحركة الثقافية في معظم محافظات مصر ليست بخير، ربما لأن الثقافة هي الوجه الآخر لحياة الناس الضاغطة، أضف إلى ذلك ما وصلنا إليه من تردي الذائقة الفنية والأدبية، على سبيل المثال مسرح المنصورة القومي الذى تعرض لأضرار بليغة أثناء العملية الإرهابية التي طالت مديرية أمن الدقهلية في ٢٠١٣ لم يتم الانتهاء من ترميمه حتى الآن، وهناك ترديد مستمر لشائعة هدم قصر ثقافة المنصورة لبناء فندق مكانه، هذا التردي لا ينفي قيام أندية الأدب بمهامها التي تخص الأدباء، وتنفيذ عدد مقبول من المسرحيات على مسرح أم كلثوم، والعديد من القوافل الثقافية للقرى والمراكز.