رئيس «مشروعات النواب»: مطلوب من جلسات الحوار تقديم حلول للمشاكل
وصف النائب محمد كمال مرعى، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر فى مجلس النواب، الدعوة إلى الحوار الوطنى بأنها ترسيخ لمبادئ الجمهورية الجديدة.
وطالب "مرعى"، فى حواره مع "الدستور"، جميع القوى المشاركة فى جلسات الحوار بالابتعاد عن أسلوب "المكايدة السياسية"، والنظر إلى المصلحة العليا للوطن. واعتبر أن الأكاديمية الوطنية للتدريب تمتلك من القدرات والخبرات ما يؤهلها لرعاية مثل هذا الحدث الاستثنائى، باعتبارها مؤسسة وطنية تتبع مؤسسة الرئاسة، وتلعب دورًا كبيرًا جدًا فى نشر الوعى والتدريب والتأهيل لجميع فئات الشعب، ولها باع طويل فى العمل مع فئات عديدة من المجتمع، وعلى رأسها الشباب.
■ كيف استقبلت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟
- تأتى مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدعوة لحوار وطنى شامل لترسخ مبادئ الجمهورية الجديدة، من خلال تفعيل عمل دولة المؤسسات واحترام القانون والدستور، والمساواة وضمان تكافؤ الفرص للجميع، دون تميز أو إقصاء أو تهميش.
جميعنا يعلم أنه خلال المرحلة الماضية دعا الرئيس إلى الانطلاق لمرحلة مختلفة من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى على جميع الأصعدة، وحين ننظر بعمق فى هذه المبادرة نجد أن الرئيس يرغب فى تأكيد إقامة حوار سياسى مع كل القوى دون استثناء ولا تمييز، ويظهر ذلك فى تشديده على إعداد تقرير وتوصيات نهائية للحوار وعرضها عليه.
فى الوقت الحالى تواجه مصر العديد من التحديات مثل غيرها من دول العالم، الذى تعصف به أزمة اقتصادية وسياسية طاحنة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، التى تزامنت مع مرحلة التعافى من جائحة فيروس "كورونا"، إضافة إلى تربص بعض القوى المعادية بمصر واستغلال الأزمة فى ضرب استقرار الدولة المصرية، وتشويه الإنجازات من خلال حرب شائعات وفبركات.
وكل هذه الأمور تدعو بالفعل إلى حوار شامل بين القوى والكتل والفصائل السياسية، التى تعمل فى إطار الدستور والقانون وتحت مظلة الدولة المصرية، من أجل التوافق حول القضايا التى تواجهنا، والعمل على دعم القيادة السياسية، وهو أمر مهم للغاية للانطلاق للمرحلة المقبلة فى توافق بين الجميع.
وهذا الانفتاح على مختلف القوى السياسية جاء بعد التأكد من نجاح الدولة المصرية فى مواجهة جميع المخاطر والتحديات التى كانت تهددها، وعلى رأسها الإرهاب الأسود ومحاولاته على مدار سنوات لتقويض دعائم الدولة، وهى المحاولات التى فشلت بفضل القيادة السياسية الحكيمة، والتماسك المجتمعى والتفاف الجميع ودعمه للرئيس السيسى، وإيمانهم بما يبذله من جهد خارق لاستعادة الدولة التى كانت على شفا الانهيار والضياع.
■ ما تقييمك لرد الفعل الحزبى والسياسى تجاه الدعوة للحوار؟
- لاحظنا ردود الأفعال الإيجابية للغاية على الدعوة للحوار، وهذه الاستجابة تؤكد عدة أمور، أهمها ثقة جميع الأحزاب والقوى السياسية والفصائل والشخصيات العامة ومؤسسات المجتمع المدنى فى جدية وصدق من وجه الدعوة للحوار، فالجميع يعلم أن الرئيس لا يتطلع إلا لمصلحة الوطن وأمنه القومى، ولا يبتغى من أى خطوة يقدم عليها إلا مستقبل بلدنا وتوفير حياة كريمة لهذا الشعب العظيم.
النقطة المهمة أيضًا أن هذه الاستجابة الواسعة من الأحزاب ومن جميع القوى توضح مدى وطنية كل القوى السياسية باختلاف أنواعها، وأيديولوجياتها القائمة على احترام الوطن وإعلاء مصلحته العليا وجعلها فوق كل اعتبار وفوق المصالح الحزبية الضيقة، بحيث لا يكون هناك مكان لأى "مكايدات سياسية" خلال جلسات الحوار.
كما أن هذه الاستجابة تؤكد وجود نية صادقة لدى الجميع من أجل العمل على مواجهة جميع التحديات، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الجميع على استعداد للتعاون والعمل بروح الفريق، وعدم السعى للمغالبة، فالهدف فى النهاية يستحق تعاون الكل وتنازلهم عن المصلحة الخاصة تحقيقًا للصالح العام.
■ هل جاءت الدعوة للحوار فى توقيت مناسب؟
- تمامًا، نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد والعالم أجمع، وبالطبع حزب "مستقبل وطن"، وهو حزب الأغلبية البرلمانية، كان أول من لبى نداء الوطن وقبل الحوار الوطنى ورحب بهذه الخطوة العظيمة، وقررت قيادته ممثلة فى رئيسه والنائب الأول والأمين العام المهندس أشرف رشاد، فى تحويل الكيان إلى خلية نحل من أجل إعداد ورقة مقترحات تتضمن الرؤية العامة التى يقترحها للنقاشات خلال جلسات الحوار.
وبالفعل أسفرت الجهود عن ورقة عمل قيمة تم تقديمها إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب، من خلال وفد ضم النائب حسام الخولى، زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، والدكتور محمد شوقى، وكيل لجنة الشئون التشريعية فى مجلس الشيوخ، والنائب عصام هلال.
■ مَن سيمثل حزب «مستقبل وطن» فى الحوار الوطنى؟
- هذا الأمر يحدده قيادات الحزب، على ضوء ما سيتم عرضه على مائدة الحوار، وأعتقد أن قيادة الحزب ستتخذ القرار المناسب فيمن سيمثله فى الحوار الوطنى، بما يثرى الحوار ويقدم رؤية الحزب على الوجه الأمثل، الأمر الذى يخدم الحدث فى مجمله، ويُعلى من المصلحة العامة للبلاد.
■ وماذا عن مشاركة المعارضة فى الحوار الوطنى؟
- المعارضة جزء لا يتجزأ من العملية السياسية، ومن الوطنية المصرية ككل، وأقصد بهذه المعارضة القوى التى لا تتطلع إلا لمصلحة الوطن، وتساند أى جهود من شأنها الارتقاء بمستوى معيشة المواطن، وتدعم الدولة وقياداتها السياسية التى هى رمز للبلاد، وتعمل على تعزيز الخدمات المقدمة للشعب فى جميع المجالات ودعم الاستقرار والتنمية.
نرحب بجميع الآراء باستثناء من تلوثت أيديهم بدماء المصريين. المعارضة المصرية الحقيقية مرحب بها من الجميع، شأنها شأن أى فصيل سياسى من حقه أن يمتلك رؤية خاصة للتطوير والتغيير، مع تقديم الحلول للمشكلات والمعوقات والتحديات، وليس فقط تقديم النقد لمجرد النقد، بل لا بد من رؤية للحلول، فالمعارضة الحقيقية لا تسعى فقط لتأكيد أنها على صواب، وتتمسك برؤيتها دون النظر إلى ما يقدمه الآخرون، بل تحاول أن تصل إلى الصيغة الأفضل لتحقيق التنمية.
دعوة المعارضة تؤكد أمرًا مهمًا جدًا هو حرص القيادة السياسية على الاستماع إلى الجميع دون تهميش أو إقصاء، وتؤكد أنه لا مجال لاحتكار الحياة السياسية فى عهد الرئيس السيسى، الذى يقف على مسافة واحدة من الجميع، طالما أن الجميع يعمل لصالح الوطن، وأعتقد أن دعوة المعارضة فرصة ذهبية للتعبير عن نفسها والمشاركة بفاعلية فى بناء الجمهورية الجديدة.
سبق للرئيس أن دعا المعارضة إلى حفل "إفطار الأسرة المصرية"، وهى خطوة تهدف للتوصل إلى توافق بين الجميع يعلى مصلحة الوطن، ويؤكد أن الكل مدعو للمشاركة فى حوار مجتمعى شامل للوصول إلى أنسب الطرق لدفع عجلة التنمية، ووضع أجندة الأولويات التى يتم الاتفاق عليها موضع التطبيق، كما تؤكد أن الرئيس السيسى هو رئيس لكل المصريين، ويقف على مسافة واحدة من الجميع، وهذا الأمر ضمانة مهمة جدًا للحوار الوطنى ولمردوده.
■ لماذا تعتبر أن الحوار الوطنى فرصة ذهبية للأحزاب السياسية بشكل عام والمعارضة بشكل خاص؟
- الحوار الوطنى يعد فرصة مهمة وذهبية لمشاركة الأحزاب وطرح رؤاها وأفكارها، بشأن مختلف قضايا التنمية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، وأتصور أن الأحزاب عليها واجب وطنى لتقديم حلول وليس مجرد عرض المشكلات، ووضع تصور شامل أمام متخذى القرار لمواجهة التحديات والمشكلات، من هنا يكون الحوار الوطنى مناسبة بالغة الأهمية ليقدم الجميع نفسه أمام المواطن ويعرض أفكاره ومقترحاته.
■ كيف ترى ما يجرى تنفيذه من مشروعات قومية عملاقة؟
- حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية على تنفيذ برنامج تنمية طموح، وبالعمل الدءوب والمخلص تغيرت ملامح الحياة فى كل ربوع مصر المحروسة، ويعجز الوصف عن تفصيل ذلك، لكنى أقول فى عناوين واضحة إنها تتعلق باستراتيجية وطنية متكاملة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، فضلًا عن الأبعاد العسكرية والأمنية والسياسات الخارجية المصرية.
داخليًا تمحور مشروع الرئيس فى اللحاق بما فات مصر على مدار عشرات السنوات الماضية فى مجالات المشروعات الصناعية الكبرى ومشروعات دعم البنية الأساسية والمرافق العامة والخدمات، تزامنت مع ذلك المبادرات الصحية الرئاسية التى شملت صحة المواطن بداية من مكافحة فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى، وانتهاءً بالتطعيم الوقائى ضد فيروس كورونا وما بينهما من مبادرات لصحة المرأة ومواجهة الأمراض السارية وأمراض العيون والسرطان وغيرها.
أيضًا حرص الرئيس على فتح ملف التعليم الذى يُعنى بالأساس بتنمية العنصر البشرى، وهو المشروع الذى تسير فيه الدولة بخطى حثيثة، وستأتى بثمارها قريبًا، ولا أستطيع أن أرصد الجهود المستمرة لتمكين المرأة والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة.
كما لا يمكن إغفال تنفيذ الرئيس أول برنامج إصلاح اقتصادى متكامل نجح فى تجنيب البلاد مخاطر الانهيار والإفلاس التى كانت مهددة بها، ناهيك عن المدن الجديدة والطرق والكبارى وقناة السويس الجديدة، فلا أقل من أن نؤكد أن وجه الحياة فى أنحاء المحروسة قد تغير تمامًا على جميع الأصعدة.
لقد تسلم الرئيس السلطة فى مصر وهى شبه دولة على حافة الانهيار سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وها هى مصر دولة قوية عزيزة ويحسب الجميع لها ألف حساب، سواء الأصدقاء أو الأعداء، وتنطلق على المستويات الداخلية والخارجية إلى أرحب الآفاق التى لم تصل إليها من قبل.
■ وهل تتضمن نقاشات الحوار الوطنى طرح ملف المشروعات الصغيرة؟
- أتمنى ذلك، وأعتقد أن هذا الملف سيكون على رأس الأجندة الخاصة بالحوار، وأعتقد أن هناك توافقًا من كل الكتل والأحزاب حول هذا الملف.
وعلى المستوى الشخصى، أتمنى أن يكون لهذا الملف أهمية خاصة، ومزيد من الاهتمام، إلى جانب ملف تنمية الواردات المرتبطة به، لتقليل الفاتورة الاستيرادية وخلق فرص عمل.
وهذا القطاع يعطى إضافة قوية وقيمة مضافة للاقتصاد القومى، وعلى الجميع أن يدرك أن ملف المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر يمثل اقتصاديات بلاد فى كثير من دول العالم.
■ وما تعليقك على اختيار الكاتب ضياء رشوان منسقًا عامًا للحوار؟
- اختيار الكاتب الصحفى الدكتور ضياء رشوان، والمستشار محمود فوزى، لرعاية الحوار، وأن يكون الأول مسئولًا مباشرًا عن الأمانة العامة، والثانى للأمانة الفنية، هو قرار موفق، وضمانة لنجاح الحوار.
كيف ترى دور الأكاديمية الوطنية للتدريب فى استضافتها الحوار؟
- الأكاديمية الوطنية للتدريب هى مؤسسة وطنية تتبع مؤسسة الرئاسة وتقوم بدور كبير جدًا فى نشر الوعى والتدريب والتأهيل لجميع فئات الشعب، وهى هيئة لها باع طويل فى العمل مع فئات عديدة من المجتمع، وعلى وجه الخصوص الشباب، وهى تبذل جهدًا كبيرًا لترسيخ الوعى بأساليب القيادة السياسية والاجتماعية والتوعية وبالتحديات التى تواجه الوطن والفرص المتاحة للتغلب عليها، وتمتلك من القدرات والخبرات ما يؤهلها لرعاية مثل هذا الحدث الاستثنائى الذى لابد وأن يشكل سابقة تاريخية.
أيضًا أعتقد أن الأكاديمية ستلعب دورًا مهمًا فى صياغة وبلورة ما يسفر عنه الحوار من نتائج وتوصيات فى جميع المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، الأمر الذى لا يقل أهمية عن الحوار نفسه.