«ملهمة الإسكندرية».. معاناة «نصرة» مع ضمور العضلات التى تحولت لتحدٍ
تحدت مرضها واكتشفت مميزاتها، فحولت المحنة إلى منحة، وحولت معاناتها مع مرض ضمور العضلات إلى قصة ملهمة جعلتها نموذجا للطاقة الإيجابية والأمل.
25 عامًا قضتها نصرة المغربي الطالبة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية مع مرض ضمور العضلات، الذي وُلدت به وأصبح رفيق حياتها، فتعايشت معه، وحولته من مرض إلى حافز، يدفعها للوصول إلى أحلامها وطموحها.
"الدستور" أجرت بثًا مباشرًا مع نصرة المغربي في منزلها بمنطقة اللبان بحي الجمرك للتعرف على تفاصيل قصتها الملهمة.
رحلة الأسرة للبحث عن العلاج
وُلدت بمرض ضمور العضلات، الذي تم اكتشافه مبكرًا، لتبدأ رحلة والديَّ في البحث عن علاج لمرضي، حيث جابت والدتي المحافظة بأكملها وطرقت أبواب جميع الأطباء، ولكن باء الأمر بالفشل لصعوبة علاج هذا المرض هكذا سردت «نصرة» معاناتها مع مرض ضمور العضلات، مشيرة إلى أن كل مرحلة بها معاناة أكبر ولكن الله كان يزرع فيها الأمل لتستطيع مواجهة تلك الصعاب.
بداية الالتحاق بالتعليم
لم تقف نصرة مكتوفة الأيدي، مستسلمة لمرضها، بل كان لديها حلم منذ طفولتها، وبرغم سنها الصغيرة التي لا تتعدى العشر سنوات، قررت أن تلتحق بالتعليم، ودعمها في ذلك والدتها وأسرتها، فبدأت بالاعتماد على نفسها وتدرس في المنزل وبمساعدة إحدى أقاربها كانت تتعلم وتجتهد يوما بعد يوم، حتى أرادت الحصول على شهادة لتوثيق ذلك واستكمال المراحل الأخرى، وبالفعل تقدمت لهيئة تعليم الكبار وحصلت على الشهادة الابتدائية لتخطو أول خطوة في طريق حلمها.
استخدمت فمها في الكتابة
مرحلة أخرى في حياة نصرة بمعاناة جديدة وتحد أكبر، وهي الالتحاق بمرحلة التعليم الإعدادي، حيث كان هناك رفض من العديد من المدارس بسبب إعاقتها وعدم قدرتها على الكتابة، خاصة في الامتحانات، ولكنها كانت واثقة من قدرتها، حيث إنها تدربت لسنوات طويلة على الكتابة باستخدام الفم، لذا توجهت لوكيل التعليم، وطلبت انضمامها للتعليم الإعدادي بنظام المنازل، وحضور الامتحانات التي كانت تخوضها بدون مرافق وكانت تستخدم فمها في الإجابة دون أن تحصل على وقت إضافي، وفي كل عام كانت تقوم بتوقيع إقرار بأنها لا تحتاج مرافقا، حتى استكملت تلك المرحلة وانتقلت للمرحلة الثانوي التجاري ثم المعادلة، لتصل إلى أهم محطة في طريق حلمها وهي الجامعة والتحاقها بكلية التجارة بجامعة الإسكندرية.
الاستغناء عن الكرسي المتحرك
أضافت "نصرة" لـ"الدستور" أن مع كل مرحلة دراسية وعمرية كانت هناك معاناة، وخلال المرحلة الثانوية، أرادت الاستغناء عن الكرسي المتحرك التي تتحرك به عند الخروج من المنزل، وذلك بسبب أسعاره الباهظة، وقطع غيارة المرتفعة التكاليف، فقررت أن تخرج للشارع وتتجول بطريقتها في المنزل وهي السير على ركبتيها، وهو ما كان تحديا كبيرا لها، خاصة عندما التحقت بالجامعة.
وأوضحت أن السير على ركبتيها بالنسبة لها هو أفضل من الكرسي المتحرك، لكنها تتعرض للكثير من الإصابات والالتهابات في ساقيها، لذلك هو أمر شاق في بعض الأحيان؛ لكنها تتعايش معه وتفضله.
وتابعت أن الكثير ينتابه الاندهاش من قدرتها على ذلك من طريقة السير، وطريقة الكتابة بالفم، فضلًا عن أنها تستخدم لسانها في الكتابة على الموبايل والرد على الرسائل، لافتًا أنها دربت نفسها على ذلك منذ صغرها لكي تستطيع الاعتماد على نفسها.
أمي أكبر داعم لي ولا ألتفت للتنمر
أشارت "نصرة" إلى أنها لا تلتفت لأي شىء سلبي، رغم تعرضها للكثير من التنمر، لكنها تركز على الإيجابيات، وكل داعم ومشجع لها، مؤكدة أن والدتها هي أكبر داعم لها، حيث كانت معها وبجانبها في كل مراحل حياتها، وما زالت تشجعها للاستمرار في حلمها، واستكمال دراستها الجامعية، فضلًا عن الطاقة والتحفيز الدائم من جميع أسرتها وأصدقائها.
مشروع وبراند هم أحلام نصرة
اعتماد نصرة على نفسها في كل الأمور الشخصية، كان بداية لشئ أكبر، حيث أرادت أن تستقل ماديًا وتوفر مصروفها الشخصي من خلال مشروع صغير بالمنزل ببيع مستحضرات التجميل أونلاين، ليكون هو أحد أحلامها التي تعمل على التخطيط لها قائلة: «لدي أحلام كثيرة أولها التخرج من الكلية والعمل محاسبة، بالإضافة أن يكون لي مكان لمشروعي وبراند خاص بها في مجال التجميل»، بتلك الجملة اختتمت نصرة الحديث.
الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة
وأشارت إلى أن لديها شئ آخر وهو الحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة من وزارة التضامن الاجتماعي، والتي بالفعل تقدمت للحصول عليها منذ 10 أشهر، لكي تستطيع سداد مصروفات الجامعة من خلالها لاستلام نتيجة الامتحانات التي حجبت بسبب المصروفات، متمنية سرعة الانتهاء من الإجراءات واستلامها.