بعد مطالبة شقيقتها بمحوه.. التأثير النفسي والاجتماعي لـ «فيديو مقتل نيرة»
ما زالت حادثة نيرة وفيديو ذبحها الأسوأ على مدار اليومين الماضيين، فلقد استطاع القاتل بدم بارد أن ينفذ خطته، ويقضي على أحلام فتاة بريئة لم يكن لها ذنبا في الحياة سوى أن القاتل أحبها بشكل جنوني وعنفواني، وراحت ضحية ذلك العشق المرضي.
كان للفيديو المنتشر تأثير ضار وكبير جدا على كل من شاهده، ومؤخرا طالبت شقيقة “نيرة” بضرورة حذف الفيديو من على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الأمر أصبح متعلقا بـ"حرمة ميت"، وأنها لا تسطيع أن ترى شقيقتها في هذا الموقف، الذي اتسم بالغدر والخداع والقتل المتعمد.
ربما انتشار الفيديو بالفعل أمر خطير على السلامة العامة، ليس ذلك فقط إنما كل الفيديهات التي تحمل محتوى شديد من حوادث القتل والانتحار، والتي انتشرت على مدار اليومين الماضيين، حيث قال آندي بوروز رئيس سياسة سلامة الأطفال عبر الإنترنت في NSPCC في وقت سابق: "يجب أن يتعين على شركات التكنولوجيا أن تعمل بشكل أفضل على المنشورات التي يمكن نشرها بسرعة على الإنترنت، ويمكن أن يكون لها تأثير ضار بشكل لا يصدق على الشباب الذين يرونها.. يجب إزالة المحتوى الخطير ومنع الاستمالة عبر الإنترنت".
قال الدكتور علي عبد الراضي، الأخصائي النفسي، إنه يمكن القول إن مثل هذه اللقطات تخلق فئة جديدة من الصدمات من خلال تعريض الجمهور للرعب دون جعل الجمهور الذي يشاهده ضحية مباشرة أو متفرجًا، فمن غير الصحي أن يصبح الأشخاص مرارًا وتكرارًا شهودًا غير مباشرين على الأحداث الصادمة، خاصة إذا كانوا هم أكثر حساسية أو عرضة للمحتوى الذي يشاهدونه.
فعمليات القتل التي تم التقاطها عبر مقاطع الفيديو لا تطلق العنان فقط للحزن الذي يمكنه تجاوزه أو نسيانه لاحقًا، يجب على الشخص أيضا أن يجد طريقة لتحرير نفسه ولو مؤقتًا من ثقل معرفة أنه قد يلاقي مصيره أو سيكون مصير شخص يحبه.
يمكن أن يصاب المشاهدين للفيديو باضطراب ما بعد الصدمة، ولكن مستوى الصدمة يعتمد على محتوى الفيديو، كما أن بعض الأشخاص الذين شاهدوا بشكل متكرر لقطات لأحداث مميتة في هذه الحالة، تعرضوا لصدمات وتوتر أكثر من الأشخاص الذين شاهدوا الأحداث في الحياة الواقعية، كما أنه يمكن أن يحدث مشاكل في النوم وسيصاب الاشخاص بالتوتر والقلق.
ونصح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، بضرورة وقف مشاركة الفيديو احتراما للفتاة وأهلها، لأن كل من يراه سيصاب ببعض الأضرار النفسية الجسيمة، وحتى لا يقلده بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض عاطفية.