رئيس برلمانية «الوفد» بـ«الشيوخ»: الرئيس منح المعارضة فرصة التعبير عن أفكارها ورؤيتها من خلال الحوار الوطنى
قال النائب عبدالعزيز النحاس، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى جاءت فى وقتها تمامًا، مؤكدًا أن تلك الدعوة تعد فرصة ذهبية للأحزاب والقوى السياسية، وكذلك المعارضة، للتعبير عن نفسها وطرح رؤيتها.
وأضاف فى حواره، لـ«الدستور»، أن تنظيم الأكاديمية الوطنية للتدريب جلسات الحوار الوطنى يُعد ضمانة أساسية لنجاحه، لأنها جهة محايدة تقف على مسافة واحدة من الجميع، ومن جميع الأحزاب والقوى السياسية، كما أنها تضم كفاءات وكوادر مهمة، برئاسة الدكتورة رشا راغب.
وأوضح «النحاس» أن رؤية الحزب لمحاور جلسات الحوار الوطنى، تضمنت عدة محاور متنوعة، منها الملف السياسى والاقتصادى والزراعى والصناعى، وغيرها من الملفات المهمة.. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى توقيت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى الشامل؟
- جاءت فى وقتها المناسب تمامًا نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد والعالم أجمع، وبالطبع حزب الوفد باعتباره أعرق وأقدم الأحزاب المصرية على الساحة السياسية، كان أول من لبى نداء الوطن وقبل الحوار الوطنى ورحب بهذه الخطوة العظيمة، وعلى الفور قرر رئيس حزب الوفد الدكتور عبدالسند يمامة، تشكيل لجنة على أعلى مستوى من قيادات وكوادر الحزب للإعداد لهذا الحوار الوطنى ولبلورة رؤية الحزب بشأنه.
كما عقد الحزب العديد من الاجتماعات خلال الفترة الماضية ضمت جميع مؤسسات الحزب والأمانات الفرعية والكوادر، وجميع أعضاء الهيئات البرلمانية، من أجل جمع الآراء والمقترحات وتضمينها فى ورقة الحزب التى سيقدمها للهيئة المشرفة على الحوار.
وسيستمر حزب الوفد فى عقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات للاستماع إلى أى جديد من قيادات وكوادر الحزب حتى موعد انعقاد الحوار الوطنى.
بصفتى نائب أول رئيس الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب بمجلس الشيوخ، وعضو اللجنة المشكلة للحوار الوطنى، التى أعدت ورقة حزب الوفد- أرى أن الدعوة الرئاسية للحوار شجاعة كبيرة من الرئيس السيسى وخطوة رائعة جدًا من قائد وزعيم للأمة يعرف قدر هذا الشعب العظيم وما يتطلبه فى جميع مقومات الحياة.
وأرى أن تلك الخطوة ودعوة الرئيس للحوار ستغير مجرى الحياة السياسية المصرية، وهى فرصة كبيرة لجمع ولم الشمل المصرى ومنح الفرصة كاملة للحوار بين جميع التيارات السياسية الشرعية، والأحزاب المعترف بها قانونًا، للوصول إلى خارطة طريق سياسية من أجل الصالح العام للدولة المصرية.
من وجهة نظرى أن الدعوة للحوار تأتى فى إطار مهم جدًا، ويجاهد الرئيس ويعمل بكل قوة من أجله وهو ترسيخ مبادئ الدستور والقانون ولبناء الجمهورية الجديدة التى تولى أهمية كبرى لمبادئ المواطنة والحوار والمشاركة فى صنع القرار، وعدم إقصاء أى جهة أو كيان أو فرد إلا من تلطخت يده بدماء المصريين، ويعملون فى الظلام كخفافيش من أجل تعكير الصفو العام وتكدير الأمن العام والسلم الاجتماعى وإثارة الشائعات، وتبنى أجندات خارجية لتنفيذها على الأرض المصرية.
الدولة المصرية دولة قوية، يقودها قائد حكيم وقوى ويستمد قوته من الله ودعم شعبه والتفاف جميع القوى السياسية حوله، وإقامة الحوار الوطنى السياسى مع كل القوى دون استثناء ولا تمييز، وبضمان الرئيس شخصيًا، أمر مهم جدًا.
الرئيس أوصى بإعداد تقرير وافٍ عن مخرجات الحوار لعرضه عليه شخصيًا، وهو أمر يؤكد مدى جدية الدعوة للحوار، وضمانة حقيقية بأن يكون الحوار على أعلى مستوى، وأن تكون له مخرجات حقيقية تسهم فى بناء الجمهورية الجديدة.
■ وما أهم ملامح رؤية الحزب للحوار الوطنى؟
- تنقسم رؤية الحزب إلى عدة أقسام وملفات مهمة على رأسها الملف السياسى، حيث يوصى «الوفد» فى هذا الشأن بضرورة دعم التعددية الحزبية فى الحياة السياسية، وأن تكون هناك تعددية حزبية حقيقية، والوصول إلى توافق وطنى بشأن مجمل القضايا التى تواجه الدولة المصرية ومقتضيات الأمن القومى بحيث نكون أمام كتلة صلبة تدعم القيادة السياسية وتدعم الوطن وتلتف وتقف خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة فى ظل المستجدات العالمية والأخطار التى تواجه العالم أجمع فى مختلف القضايا، والتى تنعكس آثارها على الدولة المصرية.
■ وهل تقتصر ورقة الحزب على القضايا السياسية والقضايا الخارجية فقط؟
- بالطبع لا، لدينا كوادر وقيادات فى جميع الملفات، وجرى إعداد ورقة قيمة لرؤية الحزب فى جميع الملفات والقضايا على رأسها الملف الاقتصادى، وهناك رؤية شاملة للملف الاقتصادى سيطرحها الحزب أمام الحوار الوطنى.
تضم رؤيتنا العديد من الأمور منها ما يتعلق بالمشروعات القومية العملاقة التى تجرى على أرض مصر وغيرت من وجه الحياة وعملت على تحسين الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين بجودة عالية.
وتشمل رؤيتنا شتى المجالات، من شبكة عالمية للطرق ومن العمل على تأمين ملف الأمن الغذائى ومن استصلاح للأراضى وإضافة رقعة زراعية جديدة ومن كبارى وأنفاق لربط جميع بقاع مصر خاصة سيناء بالوادى، وغيرها من الأمور الأخرى فى المشروعات القومية التى تعد ولا تحصى فى عهد السيسى، وتتم بإنجاز منقطع النظير وفى أسرع وقت.
كذلك ما يتعلق بالاستثمار والعمل على جذب استثمارات خارجية وداخلية جديدة لمصر والعمل على تهيئة بيئة ومناخ الاستثمار، خاصة أن مصر لديها فرص واعدة للاستثمار ولكن لا يزال المناخ يشوبه بعض المعوقات ويحتاج إلى مزيد من الدعم.
وفيما يتعلق بالقطاع الصناعى، يرى «الوفد» أننا ما زلنا نحتاج إلى الدعم، وتحديدًا فى مجالات المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر؛ لأن هذه المجالات تعد المقومات الأساسية للاقتصاد فى بلاد ودول كثيرة، وهى داعم كبير للاقتصاد الوطنى، كما أنها توفر فرص العمل، وتخفض مستويات البطالة، وأعد الحزب رؤية شاملة لهذا الأمر، سيتم عرضها خلال جلسات الحوار الوطنى.
■ كيف يرى حزب الوفد استضافة الأكاديمية الوطنية للتدريب الحوار الوطنى؟
- تلعب الأكاديمية دورًا كبيرًا ومهمًا للغاية فى الحياة المصرية بصفة عامة، وفى الحياة السياسية بصفة خاصة، والأكاديمية باعتبارها مؤسسة من مؤسسات الدولة وتتبع مؤسسة الرئاسة مباشرة، فجميعها أمور تؤكد أن الأكاديمية ستكون ضامنًا لنجاح الحوار، خاصة أنها على مسافة واحدة من الجميع ومن جميع الأحزاب والقوى السياسية.
■ وكيف ترى دعوة المعارضة لهذا الحوار؟
- للمعارضة دور وطنى مهم جدًا فى طرح الرأى والرأى الآخر، وأى حياة سياسية محترمة تقوم على جناحين: الأول أغلبية، والثانى للمعارضة، فى ظل احترام كل منهما الآخر واستماع كل منهما للآخر، هذا أمر جيد جدًا، ودعوة المعارضة للحوار أمر يؤكد أن الرئيس السيسى هو رب الأسرة المصرية، وعلى مسافة واحدة من الجميع، وأن كل الأحزاب سواء عنده، ولذلك كانت دعوة المعارضة والأغلبية.
نؤكد فى هذا المجال على أن المعارضة المصرية هى جزء أصيل من المكون المصرى والنسيج الوطنى، وتعمل فى إطار من الشرعية، وهدفها، كما هدف الجميع، هو الصالح العام ودعم الدولة المصرية والحفاظ على أمنها القومى.
الرئيس السيسى سبق أن أكد هذا المفهوم من خلال دعوته لبعض رموز المعارضة لحضور حفل إفطار الأسرة المصرية، للتأكيد أنه لا بد أن يكون ثمة توافق بين الجميع على ضرورة إعلاء مصلحة الوطن، وأن الكل مدعو للمشاركة فى حوار مجتمعى شامل؛ للوصول إلى أنسب الطرق لدفع عجلة التنمية ووضع أجندة الأولويات التى يتم الاتفاق عليها موضع التطبيق.
■ هل ترى أن الحوار الوطنى فرصة لجميع القوى السياسية وخاصة المعارضة؟
- أعتقد أن مبادرة الحوار والدعوة إليه ضرورة ملحة من أجل التوصل إلى توافق وطنى حول مشروع الجمهورية الجديدة وبناء مستقبل مصر بمشاركة الجميع ودون إقصاء أو تهميش، ومن أجل مشاركة الجميع على أسس وقيم سامية وبرعاية رئاسية، خاصة فى ظل قائد عظيم لديه طموح كبير لبناء الدولة المصرية المدنية الحديثة.
بالطبع الحوار فرصة حقيقية لكل القوى السياسية؛ من أجل المشاركة فى حوار وطنى بكل شفافية وبضمان ودعوة رئاسية، وإذا كانت المعارضة فى الماضى تشكو التهميش وعدم سماع صوتها أو إيجاد فرصة لها لعرض مقترحاتها ورؤاها فى جميع القضايا الوطنية، فاليوم جاء رئيس مصرى وطنى حقيقى وقائد عظيم وفتح الباب للقوى الوطنية الشريفة والأحزاب السياسية للتعبير عن آرائها وتقديم مقترحاتها وما تراه من أمور للصالح العام فى جميع نواحى الحياة المصرية.
■ ما أبرز التحديات خلال المرحلة؟
- أعتقد أن هناك أولويات لمجابهة التحديات، وذلك من خلال الاهتمام بملفات التعليم، لأن هذا الملف مهم جدًا، ويرتبط بقضايا الوعى والثقافة والعلم، وهذا الأمر كفيل بمواجهة الأزمات الدولية والإقليمية والداخلية.
لا بد أن يعى الجميع أن الرئيس السيسى تولى المسئولية فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة على المستويين الداخلى والخارجى، وتسلم شبه دولة تعانى من مشكلات عديدة وتواجه انهيارًا اقتصاديًا، بل وتواجه تحديًا صعبًا يتعلق بالاستمرار كدولة من خلال الحرب التى شنتها الجماعات الإرهابية ودفعها البلاد باتجاه حرب أهلية.
رغم كل هذه الظروف الصعبة، استطاع الرئيس السيسى العمل من خلال جهد شاق وبدعم شعبى وبناء دولة مصرية جديدة استعادت مصر ووجهها الحضارى، وفى أثناء سعينا للتعافى من تأثيرات الحرب على الإرهاب والانهيار الاقتصادى، وجدنا أنفسنا فى مواجهة مصيرية مع جائحة فيروس كورونا، ومن بعدها الأزمة الأوكرانية الروسية، ورغم كل شىء لكن الرئيس صامد فى مواجهة تلك التحديات.
ما توقعاتك من الحوار الوطنى بما لديك من خبرة سياسية؟ وما الذى تتمناه؟
- أتوقع أن يشغل الملف السياسى حيزًا كبيرًا من المناقشات من خلال رؤى وأطروحات مختلف القوى والأحزاب والكتل السياسية، خاصة أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا فى العمل على تحسين المناخ والبيئة السياسية.
أيضًا أرى أن المحور الاقتصادى سيستحوذ على وقت طويل من جلسات الحوار، خاصة فى ظل جهود بناء الإنسان المصرى وصون وحفظ كرامته من خلال المشروعات التى نفذتها وتنفذها الدولة، وعلى رأسها مبادرة «حياة كريمة» التى دعا إليها الرئيس ويجرى تنفيذها تحت رعايته، وغيرت وجه الحياة فى بر مصر كلها.