تقرير كندي يكشف سر هوس الغرب بتوت عنخ آمون.. لماذا عشقه الجميع؟
كشفت مجلة “ديسكفري” الكندية، سر هوس العالم الغربي بالملك توت عنخ آمون، والذي يطلقون عليه “الملك توت” أو “الملك الصبي”، فمنذ اكتشاف قبره في 4 نوفمبر 1922، أصبح الملك توت من مشاهير العالم.
وقالت المجلة في تقريرها، إن القطع الأثرية من مقبرة توت عنخ آمون تجولت حول العالم، وألهمت جميع فئات المواطنين من أطفال المدارس العادية إلى الرئيس الأمريكي هربرت هوفر.
وتابعت أن اكتشاف قبر توت عنخ آمون يعد أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في كل العصور، حيث تم إغفال القبر إلى حد كبير ولم يمسه أحد لقرون، ويحتوي على أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، تتراوح من الذهب والمجوهرات إلى الزخارف الجنائزية والأشياء العادية التي استخدمها الملك في حياته اليومية، عندما انتشار أخبار هذا الاكتشاف الفريد من نوعه، هزت العالم.
وأضافت أنه بعد ما يقرب من قرن من اكتشاف قبره، لا يزال الغموض يكتنف معظم حياة الملك توت، بما في ذلك التفاصيل الأساسية.
وأوضحت المجلة، أن عهد الملك توت عنخ آمون كان مثيرا للجدل للغاية، حيث تجاهل خلفاءه الملك الصبي عمدًا، وقاموا بمحو اسمه من التاريخ.
حياة اخناتون
وأشارت إلى أنه يقال أن توت عنخ آمون هو نجل الفرعون اخناتون الذي ثار على الآلهة الفرعونية وآمن بالإله الواحد فكان أول من نادى بالتوحيد، ويعتقد العلماء أن أخناتون كان يعبد الشمس أو الإله آتون في منطقة تل العمارنة، وحفز هذا التحول تغييرات في فن الفراعنة وثقافتهم وهي تغييرات شجبها عدد كبير من المصريين.
وتابعت أنه على الرغم من الازدراء العام لثورته الدينية، فقد ورث إخناتون اقتصادًا مزدهرًا، واستفاد من ثروة الفراعنة ومنح الذهب والبريق لمن أقسم الولاء، وأصبح محاربًا للأيقونات التقليدية ونشر أتباعه لإزالة أي مظهر للإله آمون من الآثار والمدن المصرية.
وأضافت أنه في أكثر تحركاته جذرية، غير الفرعون اسمه، من أمنحتب الرابع، بمعنى “آمون مسرور”، إلى أخناتون، بمعنى “مثالي لآتون”، ثم نقل عائلته إلى العاصمة الجديدة، التي شيدها بالكامل.
وأشارت إلى أنه عندما فك إخناتون العقيدة المصرية، عزز سلطته ونفوذه، كتب تراتيل لدينه الجديد وأمر أنه وحده يمكنه أن يصلي إلى آتون مباشرة، يجب على الآخرين الصلاة من خلاله، وفي ظل هذا التوتر، ولد الملك توت.
حياة الملك توت
وأكدت المجلة، أنه كان يُطلق على توت في الأصل اسم توت عنخ آتون، وهو ما يعني “الصورة الحية لآتون”، على الرغم من أن علماء المصريات اقترحوا حفنة من المرشحين لوالد توت عنخ آتون، يتفق معظمهم على أنه ابن إخناتون، من ناحية أخرى، لا تزال هوية والدته محل نقاش ساخن، ويعتقد بعض الباحثين أن إحدى شقيقات إخناتون كانت والدة توت، ويعتقد آخرون ، مثل عالم المصريات وأستاذة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ، كارا كوني، أن إحدى بنات إخناتون ربما لعبت هذا الدور.
وقال كوني “نحن نعلم أنه قام بترقية ابنته “عنخشين آمون” إلى زوجة ملكية عظيمة. إذا لما لا؟ يبدو أن هذه كانت الطريقة التي عملت بها الأنظمة الأبوية، لا سيما النظام الأبوي الحصري، وكيف يحتفظون بالسلطة في الأسرة”.
وأشارت المجلة، أن عالم المصريات كريس نونتون يظل على الحياد حتى يتم اكتشاف المزيد من الأدلة، ويأمل نونتون، وهو محاضر ومذيع ومؤلف العديد من الكتب الشهيرة عن مصر القديمة، في أن يتمكن علماء الآثار في النهاية من اكتشاف نسب توت من الأحجار المنقوشة.
ويقول نونتون: “من الشائع تمامًا أن تخبرنا النقوش عن والدي الملك، يمكن أن يظهر أي نقش في يوم من الأيام”.
وأكدت المجلة، أن توت عنخ آمون تولى العرش بعد سنوات قليلة من وفاة إخناتون عندما كان عمره 9 سنوات فقط. عندما كان طفلاً، ربما كان لديه مستشارون استولوا على مقاليد الحكم، بمن فيهم نفرتيتي التي حكمت سابقًا كملك مشارك مع إخناتون وكملك وحيد بعد وفاته مباشرة، وكان هدفهم واضحًا، التصالح مع رعاياهم واستعادة العقيدة المصرية.
وتابعت أن توت ومستشاروه أعادوا بناء الآثار للآلهة القديمة وتخلوا عن أختاتون للعاصمة السابقة طيبة، غير اسمه إلى توت عنخ آمون، أو “الصورة الحية لآمون، مما يدل على الالتزام بالطرق القديمة”.