في ذكراه
مدير مدرسة تيرانس يكشف سر أيقونة «مارمينا» المُختلفة بمتحف اللوفر
أحيت الكنائس القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، ذكرى تكريس كنيسة مَارمِينَا العَجَائِبيِّ بمريوط.
وقال القمص أثناسيوس فهمي جورج، مدير مدرسة تيرانس للعلوم اللاهوتية، بمحافظة الإسكندرية، في تصريح له إن مار مينا وُلد في سنة ٢٨٥م بمعجزة إلهية من والدَيْنِ بارَّيْنِ؛ أودكسيس وأفومية، وسُمي مينا لأن أمه كانت عاقرا وأتاها الصوت السماوي "أمين" فسمته "مينا" لأنه ابن الصلوات.
وكان أبوه صاحب سلطان ونفوذ في الإمبراطورية الرومانية؛ لذلك عُين مينا قائدًا في الجيش، لكنه ترك مكانته لينذر نفسه لله وليصير جنديا عند إله القوات، ولما سُمع عنه ذلك، هاج عليه إبليس ودفع الإمبراطور إلى تعذيبه؛ فأعلن مينا إيمانه بالمسيح وتحمل عذاباتٍ وآلامًا كثيرةً حتى قطع الرأس والحرق التي واكبتها تعزيات وظهورات سماوية؛ إلى أن نال الأكاليل غير المضمحلة من أجل توليته ونسكه وشهادة دمه الطاهر.
وصار جسده مصدرًا لشفاء الأمراض ولطرد الأرواح الشريرة، وقد بُنيت مدينة رخامية عظيمة على اسمه بصحراء مريوط في عهد البابا أثناسيوس الرسولي الـ٢٠، اشتهرت بالعجائب والمعجزات التي لإلهنا القدوس المتعجب منه بالمجد والعجيب في قديسيه.
وتوجد أيقونة لمارمينا بمتحف اللوفر بباريس فيها صورة المسيح، له المجد، واضعًا ذراعه الأيمن على كتف مارمينا الأمين، لأنه ترك اهتمامات هذا العالم المملوءة تعبًا، وعاش في عشق إلهي يقتني اللؤلؤة الجزيلة الثمن، وصارت حياته إنجيلاً مكتوبًا بريشة الروح، باقية ومطوَّبة في ذاكرة حياة الكنيسة من أجل سيرته وشهادة سلوكه البيضاء، وشهادته الحمراء بالعذابات وسفك الدم.
وقد تجدد مجد مدينة مارمينا الأمين المبارك وصارت موضعًا للرهبنة والاستشفاء؛ عندما أعاد مجدها القديس المتنيح البابا كيرلس السادس البابا ١١٦ وتلميذه الأنبا مينا أفا مينا.