«ناتو آسيوي».. تقرير أمريكي يكشف آليات واشنطن لمواجهة الصين وحماية تايوان
كشف تقرير أمريكي، الثلاثاء، عن أن الولايات المتحدة يمكنها الاعتماد على الشراكات الإقليمية مع اليابان، وأستراليا لردع الطموح الصيني في المنطقة ومساعيها للسيطرة على تايوان الفترة المقبلة أو أي مناطق أخرى.
و بحسب تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، فإن اليابان وأستراليا البلدين المطلتين على المحيطين الهندي والهادئ، تطوران علاقات أوثق وقدرات عسكرية أكثر قوة، ستساعد في مواجهة طموحات الصين.
- موقف مشترك لموازنة قوة الصين في المحيطين الهندي والهادئ
وقال وزير الخارجية الأسترالي السابق ألكسندر داونر لشبكة فوكس نيوز "تشترك اليابان وأستراليا في موقف مشترك بشأن الحاجة إلى موازنة قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيرا إلى أن الصين أصبحت عدوانية وحاولت الهيمنة على المنطقة، وسيؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة تمامًا إذا فعلت ذلك.
وبحسب فوكس نيوز، تواجه الولايات المتحدة الأمريكية جهودًا صعبة ومعقدة للتحقق من طموحات الصين الإقليمية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والسيطرة على تايوان، فيما تعتمد الولايات المتحدة على المعاهدات الثنائية المتداخلة لإنشاء تعاون مماثل تستخدمه غالبية أوروبا عبر حلف الناتو لمواجهة بكين.
- التحالف مع سنغافورة وإندونيسيا لمواجهة الصين
ويعتقد "داونر" أنه يجب على أستراليا واليابان الاستمرار في بناء تحالفات في المنطقة، مثل سنغافورة وإندونيسيا، اللتين يعتقد أنهما يمكنهما يومًا ما "الهيمنة على المنطقة"، مشيرا إلى أن هذه التحالفات ستضيف كمية هائلة من القوة العسكرية المتاحة في المنطقة، حيث تفتخر كل من أستراليا واليابان بدعم كبير للقواعد العسكرية الأمريكية.
وإذا حاولت الصين اتخاذ خطوة أكثر عدوانية في المنطقة مثل محاولة غزو الصين لتايوان، يعتقد داونر أن التحالفات الحالية والقدرات العسكرية يمكن أن تتصدى لهذا الأمر، لكن إذا حاولوا الاستيلاء على تايوان ، فقد يكون الأمر صعبًا للغاية ومكلفًا للغاية من حيث الخسائر البشرية والمادية وهذا قد يردع الصين عن خططها للهجوم ضد تايوان.
- "الناتو الآسيوي".. ذراع واشنطن لمواجهة بكين
وأكد "داونر" أن النظام السياسي في الصين "لن يتغير"، ولهذا فإن أكثر أشكال الردع التي يمكن الاعتماد عليها في أمريكا هو الحوار الأمني الرباعي (QUAD)، بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، ومع أن هذه المجموعة الرباعية لا تتحمل نفس الالتزامات العسكرية لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، لكن الصين تعتبرها "ناتو آسيوي" موجه ضدها.
فيما أوضح السفير ميكيو موري، القنصل العام لليابان في نيويورك لفوكس نيوز، أنه بخلاف تحالفها التعاهدي مع الولايات المتحدة، لا تمتلك اليابان "أفضل" حليف في المنطقة، لكنها تعتمد على فسيفساء من الشراكات مع شركاء مختلفين.
وبحسب الشبكة، تعتبر الولايات المتحدة العلاقة بين اليابان وأستراليا مكونًا حاسمًا في سياسة الردع الصينية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
- مسؤول في الخارجية اليابانية: أستراليا أهم شريك لطوكيو بعد أمريكا
فيما كشف المسؤول بوزارة الخارجية اليابانية كيفن ماهر، لشبكة فوكس نيوز، أن أستراليا أهم شريك لطوكيو بعد الولايات المتحدة، وقد نجح البلدان بالفعل في التعاون بشأن مواجهة الصين.
وأوضح كيفن ماهر أن سياسة الدفاع الجماعي ستدعم اليابان في مواجهة أي "أزمة وجودية" تهدد أمنها وأمن حلفائها، والتي تم تعريفها في المادة الثانية من دستورها على أنها "هجوم مسلح ضد دولة أجنبية على علاقة وثيقة مع اليابان، ونتيجة لذلك يهدد بقاء اليابان ".
واضاف ماهر أن سيناريو هجوم الصين على تايوان، أو سيناريو هجوم كوريا الشمالية على جارتها الجنوبية يعتبر تهديد لليابان، لذلك هناك الكثير من التدريبات المشتركة الجارية بجانب التخطيط المشترك بين الولايات المتحدة واليابان لمواجهة مثل هذه الهجمات.
وأوضحت "فوكس نيوز"، أن مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تستثمر بكين من خلالها في الدول النامية الأصغر، ساعدت الصين على تأمين نفوذها فيما تعرف بدول "الطبقة الثانية والثالثة" المهمة لسلسلة التوريد، لا سيما فيما يتعلق بالنواحي العسكرية والتكنولوجية، مضيفة أنه منذ ذلك الحين عملت اليابان على توسيع قدراتها العسكرية، الأمر الذي "رحبت به بشدة" الحكومة الأمريكية، والآن تفتخر اليابان بأنها اصبحت من أكبر الدول إنفاقا على جيشها، حيث تنفق حوالي 49 مليار دولار سنويًا لتحتل المرتبة السابعة عالميا وتتفوق على روسيا وكوريا الجنوبية.