قمة شرم الشيخ الثلاثية
قمة ثلاثية عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأحد، فى مدينة شرم الشيخ، مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، والملك عبدالله الثانى بن الحسين، ملك الأردن، رحّب خلالها الزعماء الثلاثة بالقمة المرتقبة، التى تستضيفها المملكة العربية السعودية، الشهر المقبل، بين قادة دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق والرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى يزور المنطقة لأول مرة منذ توليه رئاسة بلاده.
العلاقات الوثيقة والتاريخية، التى تجمع مصر والأردن والبحرين، على المستويين الرسمى والشعبى، تمثّل حجر أساس لإعادة التوازن للمنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها، فى ضوء محورية دور الدول الثلاث الإقليمى والدولى. وما من شك فى أن تعزيز التعاون بينها يحقق مصالح وتطلعات شعوبها، ويتيح لها الاستفادة من الفرص والإمكانات الكامنة لكل منها، ويمكنّها من مواجهة التحديات المتعددة الناتجة عن التطورات الإقليمية والدولية، ويساعدها على تجاوز الأزمات المتزامنة والمتلاحقة، التى يعيشها العالم.
من هذا المنطلق، تناولت المباحثات مسارات التعاون البناء بين الدول الثلاث والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. وأكد القادة الثلاثة على عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية، وأهمية تطويرها والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة. كما عكست جلسة المباحثات الثنائية بين الرئيس السيسى وملك البحرين، التى سبقت القمة الثلاثية، تفاهمًا متبادلًا إزاء سبل التعامل مع عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وتوافق الزعيمان على تعظيم التعاون والتنسيق المصرى البحرينى لتطوير منظومة العمل العربى المشترك.
الدول الثلاث تتبنى الخيارات الدبلوماسية وتغليب لغة الحوار، فى التعامل مع الأزمات الإقليمية أو الدولية. وعليه، يشترك القادة الثلاثة فى موقفهم المعتدل من الأزمة الأوكرانية، الذى يمكن وصفه بالحياد الإيجابى: طالبوا بالبحث عن حل سياسى سريع لإنهاء الأزمة، وأيدوا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة «العدوان على أوكرانيا»، لكنهم رفضوا توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولى، متعدد الأطراف.
المهم، هو أن القمة العربية الأمريكية، التى رحب بها القادة الثلاثة، من المقرر عقدها فى اليوم الثانى من زيارة بايدن للسعودية، منتصف الشهر المقبل، و«تأتى تعزيزًا للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، والرغبة المشتركة فى تطويرها»، بحسب البيان الصادر عن الديوان الملكى السعودى، الذى أشار إلى أن الرئيس الأمريكى سيلتقى خلال زيارته الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، «لبحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التى تواجه المنطقة والعالم».
قيل إن الرئيس الأمريكى قد يعلن عن رؤية إيجابية لدور الولايات المتحدة فى المنطقة، خلال الأشهر والسنوات المقبلة. لكن المؤكد هو أنه، قبل توجهه إلى السعودية، سيمر على إسرائيل، والضفة الغربية المحتلة، لتأكيد دعمه، بحسب بيان البيت الأبيض، لحل الدولتين، مع اتخاذ تدابير متساوية للأمن والحرية، وسيبحث مع نفتالى بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلى، تعزيز أمن إسرائيل. وبين الملفات المهمة، أيضًا، التى تتصدر أجندة بايدن، طبقًا للبيان نفسه، دعم الهدنة التى توسطت فيها الأمم المتحدة فى اليمن، وملف البرنامج النووى الإيرانى، وسبل ردع تهديدات إيران وتدخلاتها فى المنطقة. وهناك ترجيحات بأن يشمل برنامج الزيارة عقد قمة افتراضية مع قادة إسرائيل والهند والإمارات، بشأن الأمن الغذائى وغيره من مجالات التعاون.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى كان قد شارك، عبر الفيديو كونفرانس، فى قمة «منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ»، التى أقيمت تحت رعاية وبمشاركة الرئيس الأمريكى. وخلال كلمته، أعرب عن ترحيبه بالإعلان عن شراكة مصرية أمريكية تتضمن تنظيم عدد من الفعاليات والأحداث حول التكيف فى القارة الإفريقية على مدار العام الجارى، وصولًا إلى تدشين مبادرة جديدة ذات تأثير فعال وملموس لدعم جهود التكيف فى إفريقيا خلال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، «كوب ٢٧»، التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.