سر «لعنة توت».. أطلقها صحفي بريطاني غاضب بسبب منعه من تغطية اكتشاف المقبرة
يبدو أن لعنة توت عنخ امون، كانت منذ البداية مجرد حيلة وليست لعنة حقيقية، على الرغم من تعرض عدد كبير ممن زاروا المقبرة أو حضورا فتحها لأول مرة لحوادث مميتة، ولكن يبدو أن الغيرة الصحفية كانت السبب وراء لعنة توت عنخ امون.
لعنة توت عنخ آمون
وادعى الفيلم الوثائقي الجديد "توت عنخ آمون: أسرار القبر"، والذي يبث اليوم الأحد الساعة 8 مساءً على القناة الرابعة البريطانية، أن لعنة توت عنخ آمون ابتكرها صحفي ساخط في صحيفة ديلي ميل، غاضبًا من أن القصة الحصرية عن اكتشاف القبر تم نشرها في صحيفة منافسة وهي صحيفة “ التايمز” وفقا لما نقلته صحيفة التلجراف البريطانية.
ووفقا للتلجراف، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر قبر الفرعون المصري “توت عنخ آمون” في 4 نوفمبر 1922، ودخل غرفة دفن الملك الصبي مع اللورد كارنارفون في فبراير التالي، وكانت المقبرة لا تزال سليمة ومليئة بالكنوز، بما في ذلك التابوت الذي يحتوي على توت عنخ آمون.
ومع ذلك، في غضون ستة أسابيع من افتتاح المقبرة، مات اللورد كارنارفون، وتبع ذلك سلسلة من الوفيات الغامضة لأشخاص كانوا إما قد عملوا في التنقيب أو زاروا القبر، مما أدى إلى ظهور عدد كبير من المقالات الصحفية التي تشير إلى أنهم كانوا ضحايا للعنة مقبرة توت عنخ آمون.
ولكن زعم فيلم وثائقي جديد على القناة الرابعة، أن إشاعة اللعنة قد أشعلها "آرثر ويغال" عالم المصريات الذي تحول إلى صحفي، والذي كان منزعجًا من نقل القصة الحصرية إلى صحيفة التايمز.
وفي يوم فتح المقبرة، سمع ويغال المحبط بالفعل، اللورد كارنارفون وهو يمزح بينما كان يستعد لدخول غرفة الدفن، وحذر ويغال من أنه سيموت في غضون ستة أسابيع إذا استمر في إظهار عدم الاحترام له.
وكان آرثر ويغال وقتها، يعمل في صحيفة الديلي ميل وكان منزعجًا من نقل القصة الحصرية لاكتشاف المقبرة لصحيفة التايمز البريطانية، كما تم ابعاد ويغال من العرض الحصري لافتتاح مقبرة توت عنخ آمون.
ومن جانبه قال بوب بيانكي، الخبير في تاريخ لعنة توت عنخ آمون: "آرثر ويغال شخص مثير للاهتمام للغاية فهو لديه أوراق اعتماد كعالم مصريا ولكنه تخلي عن علم المصريات وأصبح صحفي.
وتابع: "كان يعمل في ديلي ميل، التي كانت منافسة لصحيفة التايمز، ولم يكن قادرًا على الحصول على المعلومات العلمية من كارتر على أساس يومي لأن صحيفة التايمز كانت تمتلك الحق الحصري في الحصول على المعلومات ونشرها من كارتر، ولذا كان عليه أن يكون قادرًا على إخبار لقرائه قصة موازية".
وتابع بيانكي، أن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون كان أكبر اكتشاف أثري على الإطلاق، مما أثار ضجة صحفية وأطلق نوبة عالمية من "هوس توت عنخ آمون"، كما أرسلت الصحف من جميع أنحاء العالم صحفيين لديها إلى وادي الملوك في الأقصر ، حريصين على تزويد قرائهم بأخبار وصور للكنوز المفقودة.
ومع ذلك، فقد أصيب كارتر بالفزع من الجحافل التي تنزل في أعمال التنقيب التي قام بها وكان قلقًا من أنه سيبدو أحمق إذا حدث خطأ ما أو إذا لم ترق المقبرة إلى مستوى التوقعات عند فتحها.
وقال بيانكي: ان هوارد كارتر اخبر بالفعل صحيفة التايمز، عن مخاوفه من أن يكون اكتشافه لا يرقي إلى مستوى التوقعات عند افتتاحه.
ومن جانبها قالت سليمة إكرام ، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: “كان هناك قدر هائل من الإثارة والصحافة التي توافدت هنا في مصر وقت اقتتاح مقبرة توت عنخ امون، بل ان العديد من المصريين والصحفيين المصريين انطلقوا الى مدينة الاقصر حيث الاكتشاف الأثري العالمي”.
وتابعت ان كان اكتشاف المقبرة بمثابة سيرك اعلامي حقيقي، كان الصحفيين من كل أنحاء العالم يطوقون كل ركن وزاوية من زوايا المقبرة.
وقال بيانكي: "أراد كارتر حقًا متابعة العمل ، وكان هناك أيضًا ضغوط" لديه، وكان يتسائل هل سأفعل هذا بشكل صحيح؟ من يعرف ماذا يوجد هناك؟ ولكنه في النهاية قرر منح الحقوق الحقوق الحصرية لصحيفة التايمز وليس لبقية وسائل الإعلام “بالطبع ، كانت جميع وسائل الإعلام الأخرى غاضبة حقًا من هذا الأمر”.
الوفيات من لعنة توت عنخ آمون
في 16 فبراير 1923، يوم فتح المقبرة، سار اللورد كارنارفون على الدرج إلى غرفة الدفن، وقال مازحا إنه نظرًا لوجود عدد كبير من الأشخاص، فقد يقوم بإقامة حفل موسيقي بمجرد دخوله.
وأضاف بيانكي: “أن ويغال كان يشعر بالغيرة الشديدة وكان يشعر بأن كارنارفون رجل متغطرس” وقال ويغال وقتها إذا دخل اللورد كارنارفون إلى القبر بهذه الروح، فسوف يموت في غضون ستة أسابيع“.
ولكن في صباح يوم 5 أبريل 1923، توفي اللورد كارنارفون في فندق كونتيننتال سافوي في القاهرة، بسبب الالتهاب الرئوي وتسمم الدم الناجم عن لدغة بعوضة مصابة.
وفي غضون ستة أسابيع من الوفاة، توفي زائر آخر للمقبرة، الممول جورج جاي جولد بسبب التهاب رئوي مماثل، بعد عام، انتحر هيو إيفلين وايت، عالم المصريات الذي حضر افتتاح القبر، وترك ملاحظة يقولز أنه "استسلم للعنة".
وعلى مدى العقد التالي كانت أي حالة وفاة متربطة من قريب أو بعيد بالمقبرة استولى الصحفيون على أي حالة وفاة مرتبطة بالمقبرة كدليل على اللعنة.
في عام 1924، مرض السير أرشيبالد دوجلاس ريد في اليوم التالي لتصوير مومياء توت عنخ آمون بالأشعة السينية، وتوفي بعد ثلاثة أيام.
بعد ذلك بعامين، توفي آرون إمبر، عالم المصريات الأمريكي الذي كان حاضرًا عند فتح القبر، في حريق منزل.
وتوفي AC Mace، وهو عضو في فريق التنقيب كارتر، في أبريل 1928، بعد أن عانى من الالتهاب الرئوي في سنواته الأخيرة.
وتوفي ريتشارد بيثيل، سكرتير اللورد كارنارفون وأول شخص يدخل القبر خلف كارتر ، في ظروف مريبة عام 1929.
ومن جانبها قالت إيلا الشماحي عالمة الأنثروبولوجيا ومقدمة الفيلم الوثائقي: "بالنسبة للصحف، كانت هذه الوفيات الغريبة منجم ذهب لنشر الإشاعات والقصص حول لعنة توت عنخ آمون للصحفيين المتعطشين للقصص الحديثة والغريبة.
وأشار المتشككون إلى أن كثيرين ممن زاروا المقبرة أو ساعدوا في اكتشافها عاشوا حياة طويلة وصحية، ومنهم كارتر الذي توفي عام 1939 بسبب سرطان الغدد الليمفاوية عن عمر يناهز 64 عامًا.
ووجد الفيلم الوثائقي أن بعض الوفيات ربما تكون ناجمة عن البكتيريا المنبعثة من القبر، مما يؤثر على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض الرئة المزمنة.