محمد السباعى نائب «التنسيقية»: يجب ألا يتحول الحوار إلى «فضفضة».. والمعارضة جزء من الكيان الوطنى الكبير
رأى النائب محمد السباعى، وكيل لجنة الزراعة والموارد المائية بمجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى تفتح المجال لجميع الآراء للمشاركة فى بناء الجمهورية الجديدة، وكذلك تعد شهادة ميلاد لحياة سياسية جديدة بمكونات قادرة على التفاعل والتشارك.
وأكد «السباعى»، فى حواره لـ«الدستور»، أن «التنسيقية» فى عامها الرابع لديها طموح كبير جدًا للتطوير والتحديث، من خلال التدريب والتأهيل لكل أعضائها، لتواكب كل المستجدات، وقال: «أعتقد أن الطريق طويل وعلينا بعد إثبات الذات التفاعل أكثر مع الشارع المصرى، لأن دورنا لا يقتصر على المشاركة النيابية».
■ بداية.. مرت ٤ سنوات على تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فما الخطة المستقبلية للكيان؟
- «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» قدمت نموذجًا يحتذى به فى الشارع المصرى، وأعتقد أنها لعبت دورًا مهمًا واستطاعت التأثير فى الحياة السياسية، وتفاعلت بقوة مع كل القضايا التى تهم المواطن وتحقق المصلحة العليا للبلاد.
ونجحت التنسيقية فى المشاركة بقوة فى البرلمان، ولديها الآن ٤٨ عضوًا فى مجلسىّ «النواب» و«الشيوخ»، ٣٢ نائبًا بـ«مجلس النواب» و١٦ عضوًا بـ«مجلس الشيوخ»، وهناك ٢٥ نائبًا عن التنسيقية فى اللجان النوعية لغرفتىّ البرلمان، ومنهم وكلاء وأمناء سر.
أرى أن التنسيقية نموذج فريد، لأنها تضم ٢٥ حزبًا وكيانًا سياسيًا من كل التيارات، ويتبادل الجميع الرؤى باحترام شديد، ويصلون إلى التوافق عبر التركيز على مصلحة الوطن.
كما أن التنسيقية تضم ٦ نواب للمحافظين، وأرى أن الفضل فى كل هذه النجاحات يعود للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وعد بتمكين الشباب وحقق وعده.
وبعد مرور ٤ أعوام على تأسيس التنسيقية لدينا طموح للتطوير والتحديث، من خلال تدريب كوادر الكيان وتأهيلهم لمواكبة كل المستجدات، وأعتقد أن الطريق طويل أمامنا، فبعد إثبات الذات علينا أن نتفاعل أكثر مع الشارع المصرى وأن نحاول تغيير مفهوم السياسة، لأن عملنا لن يقتصر على الممارسات النيابية فقط، بل سيمتد إلى إطلاق مبادرات تدعم المواطن المصرى، وإجراء حوارات مجتمعية لمناقشة جميع القضايا الوطنية.. وبدأنا بإجراء حوار حول قانون العمل، وسنكمل المشوار بإذن الله.
■ كيف استعدت التنسيقية للحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسى؟
- أرى أن الدعوة للحوار الوطنى مبادرة متميزة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولها مدلول مهم جدًا، إذ إنها موجهة لجميع المصريين وكل القوى السياسية وأصحاب الأيديولوجيات المختلفة والشخصيات العامة وكل المتفاعلين فى الشارع المصرى دون تمييز أو تفرقة، وهذا يؤكد حرص الرئيس السيسى على الاستماع لجميع الآراء، وأنه قدوة، ويقف على مسافة واحدة من الجميع.
وأعتقد أن الدعوة للحوار ستكون لها مردود إيجابى، لأنها ستفتح المجال للجميع للجلوس على مائدة واحدة للوصول إلى التوافق، من خلال الاستماع إلى جميع الآراء ومناقشتها، وتقديم المقترحات للوصول إلى رؤية توافقية تحقق مصلحة المصريين، وتساعد فى بناء دولة مدنية حديثة.
■ ما رأيك فى الدعوة للحوار الوطنى؟
- ندرك جميعًا حجم المجهود الذى بذله الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل إعادة بناء الدولة والوصول إلى الجمهورية الجديدة، ونرى الإنجازات التى تحققت فى جميع المجالات، إذ إن المشروعات القومية وصلت لكل محافظات مصر.
كما ندرك- أيضًا- التحديات الكبيرة التى تواجه الدولة وتواجه العالم كله، ومنها تداعيات جائحة «كورونا» والأزمة الروسية الأوكرانية، وأثّر الأمران على الأمن الغذائى العالمى، وتسببا فى أزمة اقتصادية دولية.. لذا كان لا بد من إطلاق حوار وطنى ليضع المصريين أمام مسئولياتهم الوطنية.
■ كيف ترى توقيت الدعوة للحوار؟
- التوقيت مناسب جدًا، لأن العالم يمر بتحديات خطيرة، ولأن الجميع يجب أن يشارك فى بناء الجمهورية الجديدة، دون إقصاء أى فصيل أو تيار سياسى يعمل وفقًا للدستور والقانون ومبادئ الوطنية.
■ هل ترى أن هناك ملفات معينة يجب مناقشتها خلال الحوار؟
- نعم، أرى أنه من الضرورى مناقشة الملف الاقتصادى، فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، ولا بد من وضع رؤية واضحة قابلة للتطبيق على أرض الواقع للخروج من هذه الأزمة.
وأعتقد أنه من الضرورى- أيضًا- مناقشة ملف الأمن الغذائى وملف المياه، لأنهما ملفان متعلقان بالأمن القومى، وعلينا أن نرصد الجهود الكبيرة التى بذلها الرئيس السيسى خلال السنوات الماضية لتحقيق الأمن الغذائى، ومنها مشروعات الإنتاج الحيوانى والألبان.
ولا بد من الإشادة بقرار الرئيس السيسى بإطلاق المشروع القومى لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان وإضافتها للرقعة الزراعية، فضلًا عن دعمه المستثمرين فى الزراعة والأمن الغذائى.
وعلينا أن نشيد بما تبذله مؤسسات الدولة من مجهودات لسد الفجوة الغذائية، سواء الشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة أو غيرها من المؤسسات الوطنية الأخرى، التى تستهدف تخفيف الأعباء عن المواطن المصرى، من خلال مراكز ومنافذ توزيع المنتجات الغذائية واللحوم والأسماك والألبان وغيرها.
كما أعتقد أنه من الضرورى مناقشة الملف السياسى، خاصة ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية وانتخابات المحليات، ولا بد من الاستماع لجميع الآراء فى هذا السياق.
■ ما النصيحة التى تقدمها للمشاركين فى الحوار الوطنى للخروج بنتائج مهمة؟
- أتمنى أن يكون الحوار نموذجًا يحتذى به، والأجواء مهيأة لكى يحدث ذلك بالفعل، فالدعوة رئاسية والرعاية رئاسية والضمانة رئاسية، والاستضافة فى أكاديمية متخصصة ويشهد لها الجميع بالتميز، وهى الأكاديمية الوطنية للتدريب، وجرى إسناد الأمانة الفنية للحوار للمستشار محمود فوزى، وهو شخصية مشهود لها بالتميز من الجميع.
وجرى إسناد مهمة المنسق العام للصحفى والإعلامى الكبير ونقيب الصحفيين ضياء رشوان، وهو شخصية معروفة ومحايدة.. لذلك أرى أن الأجواء مناسبة لنجاح الحوار الوطنى، أى أن الدولة أدت دورها وننتظر مشاركة قوية من كل الفئات.
وفى هذا الإطار، أؤكد ضرورة أن نسعى جميعًا لتحقيق مصلحة الوطن، دون التعصب لأفكار أو آراء بعينها، وعلى كل فصيل أن يراجع سياساته ويطورها بما يتواكب مع المستجدات والتحديات التى يمر بها العالم.
وأتمنى أن يحقق الحوار الوطنى نتائج ملموسة ويخرج بتوصيات واقعية يمكن تطبيقها، وأن يحقق مردودًا داخل الشارع المصرى، وأن يتابع المصريون الحوار ويستمعون لجميع الآراء، فلا يجب أن يكون الحوار للنخبة فقط أو مجرد فضفضة للسياسيين والأحزاب، ولذلك أرجو من الأحزاب والكتل السياسية أن تستعين بمتخصصين فى جميع الملفات.
إذا كان الحوار مثلًا عن الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى، فلا بد أن يكون المتحدثون متخصصين فى هذا الملف.
■ كيف ترى دعوة المعارضة للمشاركة؟
- أولًا، أحب أن أوضح أن المعارضة الوطنية جزء من الكيان الوطنى الكبير، وأن النقد البنّاء يثرى الحياة عمومًا، وأن اختلاف الآراء يدعم الحياة السياسية ويصل بنا إلى أفضل الحلول، وهذا ما تعلمناه فى «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسييين».
المعارضة الوطنية جزء أصيل من الحياة السياسية، طالما أنها تعمل للصالح العام دون أهواء شخصية، وأعتقد أن دعوة الجميع للحوار سواء معارضة أو أغلبية أو شخصيات عامة أو مؤسسات مجتمع مدنى، تؤكد أننا أمام قيادة سياسية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأن الرئيس السيسى أب للجميع ورئيس للجميع، وأن منهجه هو عدم التهميش، لذا على الجميع- أغلبية ومعارضة- استغلال هذا الحوار الوطنى، لعدة أسباب، أهمها أن نثبت للرأى العام أن هناك قوى سياسية فاعلة فى مصر، قادرة على المشاركة فى بناء مصر.
■ ما النتائج المتوقعة للحوار؟
- أولًا: استقطاب جميع القوى السياسية والأحزاب، لنشعر بأننا أبناء وطن واحد، وأن بناء هذا الوطن لا بد أن يحدث بتكاتف الجميع، وثانيًا الوصول لرؤية توافقية تساعدنا على بناء هذا الوطن، ولن نصل إلى هذه الرؤية إلا بالحوار الجاد وبرغبة حقيقية فى التعاون، وبالابتعاد عن التعنت والتشدد، والاتفاق على أن مصلحة الوطن أهم من أى شىء.
■ هل هناك ضمانات لنجاح المبادرة؟
- الضمانة الرئيسية هى الدعوة والرعاية الرئاسية، لكن كما قلت كل الأجواء مهيأة للنجاح، ومن وجهة نظرى هناك أمران مهمان، الأول هو التشارك فى الحوار والثانى هى توزيع المسئولية على الجميع، لكى يقوم كل فرد أو فصيل أو تيار أو حزب بدوره، وأن يتحمل الجميع المسئولية وليس فصيلًا أو تيارًا واحدًا.
■ هل التنسيقية جاهزة لبدء الحوار؟
- نعم.. فمنذ بدء الدعوة للحوار الوطنى تحولت التنسيقية إلى خلية نحل، وكل عضو يقوم بدوره، ونعمل لإعداد ورقة عمل لنقدمها خلال الحوار، تضم جميع القضايا التى نرغب فى مناقشتها وجميع المقترحات.
ننتظر موعد بدء الحوار الوطنى، مطلع يوليو المقبل، وكلنا شوق، وسنتقدم بورقة العمل الخاصة بنا خلال الأيام المقبلة، وأعتقد أن مشاركتنا ستكون قوية، لأننا نمارس فعل التحاور داخل التنسيقية دائمًا مع احترام جميع الآراء.
الحوار سيكون شهادة ميلاد لحياة سياسية جديدة، بمكونات قادرة على التفاعل والتشارك من أجل الوطن، والرئيس السيسى وضع شعارًا للحوار الوطنى «الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، واستخدام كلمة «الوطن» هنا يعنى الكثير لكل ذى قلب سليم.
■ كيف ترى دعوة الرئيس السيسى جميع فئات المجتمع لحضور إفطار الأسرة المصرية؟
- هى مبادرة طيبة جاءت فى أوقات مباركة، وهى لفتة إنسانية رائعة من الرئيس السيسى، تؤكد أنه أب لكل المصريين.
حضر حفل إفطار الأسرة المصرية جميع طوائف الشعب المصرى، باختلافاتها السياسية والاجتماعية والفكرية، وهذا يؤكد أن الرئيس السيسى يهتم بكل المصريين، ويحس بالشارع المصرى ويدرك التحديات التى تواجه مصر، ويستطيع التعامل مع جميع الأمور بحكمة ويريد الاستماع إلى جميع الآراء.
ما رأيك فى إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى؟
- وجّه الرئيس السيسى بإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى، فى إطار لقاء مؤتمر الشباب الرابع بشرم الشيخ فى بداية عام ٢٠٢٢، وذلك من أجل التأكيد على أن الجميع سواء، وأنه من الضرورى العمل على دمج المفرج عنهم فى أعمالهم أو دراستهم مرة أخرى، والمساهمة فى أنشطة الدولة، لأن بناء الوطن يحتاج لكل الأفكار، تحت مظلة الجمهورية الجديدة.
ومن حسن الطالع أن «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» ممثلة داخل لجنة العفو الرئاسى بعضوين، هما النائب طارق الخولى والنائب محمد عبدالعزيز، وهى بطبيعة الحال مبادرة طيبة ورائعة وتُحسب للرئيس السيسى، وتؤكد أنه ليس هناك تحامل على أى فرد، وكل من يثبت أنه لم يكن له يد فى إزهاق أرواح المصريين يمكن العفو عنه.