نص كلمة شيخ صوفية الصين بملتقى المغرب

شارك عبدالرءوف اليماني شيخ صوفية الصين في فعاليات الندوة الصوفية الدولية والملتقي العلمي الذي نظمته الزاوية البصيرية ومؤسسة محمد بصير للبحوث والدراسات والإعلام بإقليم إزيلال بالمملكة المغربية.

وقال في كلمته: «مشايخنا الكرام وعلماؤنا الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنه لشرف عظيم أن تتم دعوتنا لحضور ندوة علمية دولية تنظمها الزاوية البصيرية ومؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله تعالي، شكرًا جزيلًا لأخي العزيز فضيلة الشيخ إسماعيل بصير رئيس، مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام ورئيس الندوة العلمية الدولية وجميع المشاركين في المنتدى على كل ما فعلوه لإحياء الجماهير الإسلامية والأمة والإسلام جمعاء، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لكم ويرحمكم وتقبل منا ومنكم كل الحسنات»..

وجاءت كلمة شيخ صوفية الصين تحت عنوان: «التجربة الصينية في تأطير الطفولة والشباب»، حيث قال فيها إن الافتراضات العقائدية التي يتبعها الصوفيون الصينيون من حيث النزاهة العقائدية هي التي وضعها الإمام الماتريدي، فهو أحد 2 من الأئمة العقائديين المشهورين في العالم الإسلامي، وفي الفقه الإسلامي، هو واحد من أربعة أئمة فقهاء معروفين في العالم الإسلامي، واتبع بدقة فقه الإمام الأعظم واحترم فقهاء الأئمة الثلاثة الآخرين في نفس الوقت، ولا تشوه سمعة أي إمام أو تحتقره فينعكس الصوفيون الصينيون بشكل أساسي في الزاوية الصوفية الأربعة الشهيرة في المجتمع المسلم الصيني، على سبيل المثال الطريقة الجهرية والطريقة الخفية والطريقة القادرية والطريق الكبرية، فيمكن القول إن هذه الطرق الصوفية الأربع هم ممثلو جميع الصوفيين الصينيين، ومن بينهم فالطريقة الجهرية والطريقة الخفية كلاهما موروث من الطريقة النقشبندية العلية، ومن بين الطرق الصوفية الأربع الشهيرة لصوفية الصين، كانت الطريق الجهرية هي الأكثر نفوذًا وانتشارًا في أرض الصين».

وتابع: «تعتبر الطريقة الصوفية الجهرية أكبر سلالة صوفية في الصين، إنها أيضًا جوهر وقلب وقطب صوفية الصين، يتمثل الاختلاف الأكثر وضوحًا بين الطريق الصوفية الجهرية: يرث المرشدون الصوفيون من كل جيل الطريقة الجهرية كمالة مقامات رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال: مقام النبوة ومقام المعجزات ومقام الألوهية ومقام الولاية ومقام الكرامة ومقام الحكمة ومقام البرهان ومقام الشفاعة ومقام الهداية ومقام الشرعية ومقام النصر.. وإلخ من مقامات الرسول الكريم، لقد وهب الله سبحانه وتعالى المقامات الثلاث عشرة وبإرادة الله سبحانه وتعالى وأمره يمكن أن يظهروا الكرامات ويقودوا الناس إلى معرفة الله تعالى ويعترفوا بالحقيقة».

وأشار: «يختلف تعليم الأطفال والشباب من قبل المسلمين الصينيين عن تعليم العالم الإسلامي، فهناك مدارس دينية محددة في تعليم الأطفال والشباب، وتستخدم المدارس الدينية والبيئات الدينية الخاصة لتعليم وتربية الأطفال والشباب ومنحهم الفرصة لقبول وتعلم المعتقدات الدينية والإيمان منذ سن مبكرة، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من أطفال الصوفيين المسلمين الصينيين يتم إحضارهم إلى مرشد الصوفية في سن مبكرة جدًا، ومن خلال زيارة مرشد الصوفية وشيخ الصوفية وبركة المرشد وضع الله سبحانه وتعالى بفضل المرشد أو الشيخ الصوفي بذور الإيمان في قلوب الأطفال والشباب للمرة الثانية في أوائل الوقت، وزرع بذور الإيمان في قلوب الناس، لينير النور الإيماني في قلوب الأطفال والمثقفين منذ الصغر، والقلب الذي يحب الله سبحانه وتعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم لقد أرشد مرشد الصوفية الجهرية من جميع الأجيال، والناس إلى طريق الرسول وإلى الله من خلال الاعتماد على رحمة جميع أنواع الأسباب التي منحها الله». 

وأوضح: «يعتمد التعليم الديني للأطفال والشباب في الصين على الأسرة باعتبارها الناقل، واستخدام البيئة الأسرية للتأثير على تربية الأطفال، والاعتماد على التربية الأسرية التقليدية، والاعتماد على تعليم الكبار والآباء الأكبر سنًا للتعلم، ودع الأطفال يتمتعون بحس المعتقد الديني منذ سن مبكرة، وأن يكون لديهم فهم وإدراك معين لدين النبي، من أجل أطفال الصوفيين المسلمين الصينيين، حتى إذا لم تكن لديهم  الفرصة لدراسة الدين في مؤسسة دينية معينة، فلا يزال بإمكانه التأثير بقوة على معتقدات الأطفال في الدين من خلال اللقاءات مع مرشد الصوفيين وببركة المرشد وتأثير التربية الأسرية التقليدية».

وأكد: «يتوخى الصوفيون الصينيون الحذر الشديد فيما يتعلق بتعليم الأطفال والشباب من المسلمين الصينيين، ويكمن تعليم الأطفال والشباب في الاهتمام بقواعد الأسرة أهل البيت الكرام التي ورثها مرشدو الصوفيون وتعليم الأبناء والأحفاد الجاد، ليكون لديهم خلفاء والإرث من جيل إلى جيل، وممارسة طريق النبي والوعظ للنبي، فالأفضل للناس في هذه الحياة أن يفقدوني بدلًا من أن أفقد الناس في المستقبل وتتبع ممارسة الصوفيين الصينيين تجاه المسلمين الصينيين، الشيخ الصوفي الصيني الشيخ رياض الدين الحسني الحسيني المرشد السابع للطريقة الجهرية النقشبندية وضع قواعد الأسرة وشعار الأجداد: كن لطيفًا والحفاظ على النوايا الحسنة، وقول الكلمات الطيبة، والقيام بالأعمال الصالحة، وكن إنسانًا طيبًا وكن شخصًا صالحًا، وحب الدين، والأشخاص الوقحين وما إلى ذلك يبدأ بتأسيس التعليم في التعليم الديني الأساسي الأولي والتعليم الحياتي للأطفال المسلمين الصينيين ساعد في توجيه الأطفال لتكوين نظرة صحيحة عن الحياة والقيم والنظرة للعالم منذ سن مبكرة».
وأوضح: «المتطلبات التعليمية للصوفيين الصينيين، للأطفال والشباب المسلمين الصينيين ليست بدقة المتطلبات الأخلاقية للجسم الظاهر، ولكن يتم التركيز بشكل أكبر على التشكيل الروحي الداخلي  للأطفال والشباب المسلمين الصينيين، والاهتمام بالنمو الصحي لأجساد وروح الأطفال والشباب والتأكيد على تحسين الثقافة الذاتية للفرد والتطهير الروحي والتحسين الروحي، ومن خلال تعليم واتباع آداب الطريقة  المقدسة الكبيرة والصغيرة، وممارسة تعاليم النبي الكريم، واستنادًا إلى اتباع الآداب الإسلامية مثل: اتباع القرآن واتباع الحديث واتباع الشريعة، وما إلى ذلك، يعرف الأطفال والشباب المسلمون الصينيون منذ الطفولة ما هو شرعي، وما هو غير شرعي، وما الذي يمكن فعله وما لا يمكن فعله، حتى يكون للأطفال والشباب المسلمين قلب من اللطف والأخوة، والخشوع لله والجميع في سبيل الله، ونكران الذات منذ سن مبكرة، ومن خلال التحسين الداخلي والخارجي والتنشئة الأخلاقية، دعهم يعرفوا قيم الوجود الذاتي، ودع الأطفال والشباب يحاولوا فهم قيمة الحياة ومعنى الوجود الذاتي منذ سن مبكرة، واسمح لنفسك أن تكون قادرًا على لعب دورك الخاص في المجتمع، وأن تكون شخصًا مفيدًا للمجتمع والبلد والعائلة، ودع نفسك شخصًا يتمتع بإحساس المسئولية والرسالة».
 

وأضاف: «دع الأطفال والشباب المسلمين الصينيين يواجهون تقلبات الحياة بموقف إيجابي ومتفائل وممتن بغض النظر عن المنزل أو المدرسة أو في البيئات الاجتماعية المختلفة، ودع الشباب المسلم الصيني يعكس قيمته الخاصة في المجتمع ، واعلم منذ الطفولة أنهم يريدون أن يكونوا شخصًا يساهم في المجتمع والبلد والأسرة والشعور بالمسئولية، دعهم يعرفوا أن الإسلام هو الدين الأسمى والأكثر كمالًا كمسلم مؤهل، يجب أن يعكس تفوق الإسلام وكماله، بغض النظر عن أي بيئة اجتماعية، يمكنك أن تدع نفسك تتألق وتعكس الفضائل الحميدة والصفات الأخلاقية السامية، ويجب أن يمتلكها الشباب المسلم، دع الآخرين يشعروا بسمو الإسلام على الكمال في أنفسهم، يتجلى تفوق المسلمين والإسلام في الأسرة الكبيرة حيث تتعايش التعددية الثقافية الصينية بانسجام».

وأوضح: «‏الطرق الصوفية تعلم جميع المسلمين، ينبغي أن يتمسك بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم تمسكًا من سنن أقواله وأفعاله، واتباع الشريعة الكاملة، فلا نتكلم كلامًا  إلا بكلام النبى ولا نعمل عملًا إلا بأعمال النبي، وتطبيق سنن الرسول صلى الله عليه وسلم تطبيقًا كاملًا لحصول قيمة التصوف، والتصوف هو روح الإسلام وقلبها، وغاية التصوف هو خدمة للبشرية والمخلوقات جميعًا  والحب لله تعالى والحب لجميع مخلوقات الله تعالى لحصول كمال الإيمان».