مصر فى سانت بطرسبرج
مصر هى ضيف شرف «منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادى الدولى»، الذى يحتفل هذا العام باليوبيل الفضى. وضم الوفد المصرى المشارك فى المنتدى مسئولين ورجال أعمال يتطلعون إلى تعزيز العلاقات مع مجتمع الأعمال الروسى، بينما لم يشارك أى ممثلين رسميين لـ«الدول غير الصديقة لروسيا»، بحسب تعبير يورى أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسى للشئون الدولية، الذى أشار، الثلاثاء الماضى، إلى أن ٢٦٥ شركة أجنبية أكدت مشاركتها فى الفعاليات، إضافة إلى وزراء من حوالى ٤٥ دولة، وعدد كبير نسبيًا من الضيوف.
بحضور نظيرها الروسى دينيس مانتروف، وألكسندر بيجلوف، عمدة مدينة سانت بطرسبرج، وأنطون كوبياكوف، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى، افتتحت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، الجناح المصرى، الذى يعكس تصميمه هوية مصر الحضارية والثقافية، ويستضيف فعاليات وجلسات حوارية عديدة، تلقى الضوء على مقومات مصر الاقتصادية والسياحية، وفى مجالات التعليم والبحث العلمى وتكنولوجيا المعلومات، كما تستعرض الفرص الاستثمارية المتاحة فى المجالات المختلفة، والحوافز الجاذبة للاستثمار، خاصة فى إطار المنطقة الصناعية الروسية، المقرر إنشاؤها بمنطقة العين السخنة.
الهدف الرئيسى للمنتدى، هو كسر الحواجز الجغرافية أو المعلوماتية، وتوفير منصة لتبادل أفضل الممارسات والخبرات الاقتصادية والتنموية، بين صانعى السياسة والمسئولين وممثلى قطاع الأعمال. ويُقام سنويًا بانتظام، منذ سنة ١٩٩٧، فى مدينة سانت بطرسبرج، عاصمة الإمبراطورية الروسية القديمة، التى كان اسمها بتروجراد، حين انطلقت منها قذائف البارجة «أفرورا»، سنة ١٩١٧، لتعلن بداية الثورة الروسية، ثم تغير اسمها، سنة ١٩٢٤، إلى لينينجراد، أى مدينة لينين، أول زعيم سوفيتى، قبل أن تستعيد، سنة ١٩٩١، اسمها القديم أو اسم مؤسسها بطرس الأكبر، الذى تحولت روسيا القيصرية فى عهده إلى إمبراطورية.
المشاركة الغربية الرسمية، تكاد تكون منعدمة، لكن عربيًا، وبالإضافة إلى مصر، ضيف شرف المنتدى، شاركت الإمارات والسعودية والجزائر وسوريا وفلسطين، و... و... وعلى هامش المنتدى، اجتمع ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسى، أمس الخميس، مع الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودى، لمناقشة الأوضاع فى سوق النفط العالمية والعلاقات الثنائية بين البلدين، التى وصفها الوزير السعودى بأنها «جيدة مثل طقس الرياض». كما قام ألكسندر ستوجليف، مدير مؤسسة «روس كونجرس» المنظمة للمنتدى، وعمر بن سلطان العلماء، وزير الدولة الإماراتى للذكاء الاصطناعى والاقتصاد الرقمى، بالتوقيع على اتفاقية، ستشارك بموجبها دولة الإمارات بصفة ضيفة شرف فى دورة المنتدى المقبلة.
المهم، هو أن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمنتدى بدأت، أمس الأول الأربعاء، وستنتهى غدًا السبت، ومن المقرر أن يلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة عبر الفيديو كونفرانس، خلال الجلسة الرئيسية، التى يفتتحها الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، اليوم، الجمعة، والتى يشارك فيها الرئيس الصينى، شى جين بينج، عبر الفيديو، أيضًا. وطبقًا لما أعلنه الكرملين، سيعقد الرئيس الروسى لقاءات ثنائية مع رئيسى أرمينيا وكازاخستان، فآجن خاتشاتوريان وقاسم جومارت توكاييف، وأيضًا مع ميلوراد دوديك، عضو المجلس الرئاسى للبوسنة والهرسك، الذى يمثل المكون الصربى فى الجمهورية الاتحادية.
خطاب بوتين فى الجلسة الرئيسية سيركز، طبعًا، على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمى. وهنا، تكون الإشارة مهمة إلى أن موقف مصر من تلك العقوبات ومن الأزمة الأوكرانية، إجمالًا، ظلّ ثابتًا منذ البيان الذى أصدرته وزارة الخارجية، مع بداية الأزمة، وحتى تأكيد الرئيس السيسى، خلال مباحثاته أمس الأول، الأربعاء، مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على تمسك مصر بضرورة تغليب لغة الحوار والحلول السلمية وبذل الجهود الصادقة من أجل تحقيق ذلك. ولعلك تتذكر، أن مصر حين صوّتت لمصلحة قرار الأمم المتحدة بإدانة «العدوان على أوكرانيا»، أعلنت عن رفضها منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولى متعدد الأطراف.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الدورة السابقة من منتدى سانت بطرسبرج، شهدت توقيع أكثر من ٨٠٠ اتفاقية قيمتها أكثر من ٥٢ مليار دولار، من بينها ١٦٠ اتفاقية فى مجال الاقتصاد والتعاون الإقليمى، و١١٠ اتفاقيات فى مجال التكنولوجيا المتطورة، و٨٠ اتفاقية فى قطاع المصارف و٥٠ اتفاقية فى مجال التعليم.