زيارة فون دير لاين..غاز وغذاء وشراكة جديدة
أمام جلسة عامة عقدها البرلمان الأوروبى، منذ أسبوع، أعلنت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عن اعتزامها زيارة مصر لتناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسى كيفية تجنب أزمة الغذاء العالمية، التى تلوح فى الأفق، وشدّدت على أهمية وثيقة أولويات الشراكة الجديدة بين مصر والاتحاد الأوروبى، التى من المقرر أن يتم اعتمادها، الأحد المقبل، فى لوكسمبورج، خلال اجتماع مجلس الشراكة المصرى الأوروبى.
الوزيرة الألمانية السابقة، التى شاركت فى كل حكومات أنجيلا ميركل قبل توليها رئاسة الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبى فى ديسمبر ٢٠١٩، زارت القاهرة، أمس، وكتبت فى حسابها على «تويتر»، أنها ستركز خلال لقائها بالرئيس السيسى على معالجة أزمة الأمن الغذائى فى المنطقة والعالم، وتوسيع التعاون فى مجال الطاقة والمناخ، وضمان نجاح مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى، كوب ٢٧، الذى تستضيفه شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل.
بالفعل، كانت تلك أبرز الملفات التى تناولها معها الرئيس، خلال لقائهما بقصر الاتحادية، إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية، التى تم التوافق على ضرورة تنسيق الجهود الدولية، لتخفيف حدتها على الدول الأكثر تضررًا.
كما شهد اللقاء استعراض الجهود التى تقوم بها مصر لتوفير حياة كريمة لمواطنيها، وكذا التحركات المصرية الدءوبة، لاستعادة الاستقرار فى المنطقة. ومن بين الكلام الجميل والمعقول، الذى قالته رئيس المفوضية الأوروبية، خلال المؤتمر الصحفى المشترك، استوقفنا تكرارها لما سبق أن أعلنه كريستيان بيرجر، سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، فى ١١ مايو الماضى، بشأن مساندة الاتحاد أو دعمه لمصر بـ١٠٠ مليون دولار!.
المهم، هو أن زيارة فون دير لاين، تزامنت مع استضافة القاهرة الاجتماع الوزارى السابع لمنتدى غاز شرق المتوسط، الذى شاركت فيه قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا وفلسطين والأردن، وممثلون للولايات المتحدة والبنك الدولى، بالإضافة إلى كادرى سيمسون، مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبى، التى وصفت اجتماعات واتفاقيات دول شرق المتوسط بأنها «مهمة»، وقالت إنها جاءت فى وقت يبحث فيه الاتحاد عن تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وأوضحت أن إمدادات الغاز من شرق المتوسط، عبر مصر، ستقوم بتأمين جانب من تلك الإمدادات. فى إشارة إلى مذكرة التفاهم الثلاثية، التى تم توقيعها على هامش المؤتمر، والتى سيتم بموجبها نقل الغاز الإسرائيلى إلى محطات التسييل المصرية ثم إلى الأسواق الأوروبية.
تم توقيع مذكرة التفاهم، بين الاتحاد الأوروبى ومصر وإسرائيل، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، التى قالت إنها تشكل «فرصة لأمن الطاقة والتعاون الإقليمى والتحول إلى الطاقة النظيفة»، وكشفت عن اعتزام الاتحاد الأوروبى إطلاق شراكة مع مصر فى قطاع الهيدروجين، خلال قمة المناخ، كوب ٢٧، مؤكدة أن مصر لديها كل الإمكانات لكى تكون رائدة فى إنتاج الطاقة المتجددة وتصديرها.
فلسطين، كما أشرنا، شاركت فى اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط، ممثلة فى محمد مصطفى، مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الاقتصادية، الذى طالب الإسرائيليين باحترام حقوق فلسطين فى تنمية مواردها. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية زارت رام الله، أمس الأول الثلاثاء، وقالت بعد لقاء جمعها بمحمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطينى، إن الاتحاد الأوروبى جمع مساعدات فورية قيمتها ٢٥ مليون يورو لدعم الأمن الغذائى فى فلسطين، وأعلنت عن استئناف الدعم المالى الأوروبى للسلطة الفلسطينية، بعد توقفه لنحو عامين. وفى السياق نفسه، قالت «فون دير لاين»، فى حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مصر تلعب دورًا لا غنى عنه فى عملية السلام، وتعهّدت بأن يواصل الاتحاد الأوروبى مشاركتها فى سعيها للتوصل إلى حل عادل وشامل ومستدام للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وثيقة أولويات الشراكة الجديدة بين مصر والاتحاد الأوروبى، التى من المقرر أن يتم اعتمادها، فى لوكسمبورج، الأحد المقبل، خلال اجتماع مجلس الشراكة المصرى الأوروبى، ستوجّه بوصلة العلاقات بين الطرفين، خلال السنوات الخمس المقبلة.