الحرب الروسية الأوكرانية في اليوم 111:.. ماذا قال بابا الفاتيكان؟
قبل حوالي 60 يوما من هذا التاريخ، هزت الأوسط الدينية الكنيسة، والسياسية في العالم، التصريحات التي عبر عنها بابا الفاتيكان، عندما زار
مالطا، وفيها وصف الحرب الروسية الأوكرانية ب "الحرب الدّنسة".
.. يريد البابا فرنسيس، ان تكون رؤية العالم، مع قضية الغزو واضحة:"لنصل من أجل السلام ونفكر بالمأساة الإنسانية في أوكرانيا الشهيدة، التي لا تزال تحت قصف هذه الحرب الدنسة".
*في ذلك الوقت
في لحظات الأسابيع الأولى من الحرب التي دخلت يومها 111، في ذلك الوقت التعصيب، ندد البابا بالغزو الروسي لاوكرانيا وقال بوضوح وقوة البابا الدينية والمعنوية:"بعض الاقوياء الذين سجنوا انفسهم في ادعاءات مصالح قومية عفا عليها الزمن أثاروا الصراعات وسببوها مرة اخرى".
كانت إشارات الحبر الاعظم مهمة، خطيرة عندما لاحظ ان :"إغراءات الاستبداد" و"الإمبريالية الجديدة" التي تهدد العالم بـ"حرب باردة (...) لا تجلب إلا الموت والدمار والكراهية".
*البابا فرنسيس: حرب أوكرانيا 'ربما تم استفزازها بطريقة ما'
أعاد الحبر الأعظم، التلويح بمفاهيم مختلفة، مؤكدا أن :"قسوة" القوات الروسية بينما حذر من تصور الصراع على أنه خير ضد الشر.
الكاتبة المتخصصة بالشؤون الدينية والمجتمع المدني الإنساني" أنجيلا جيوفريدا"، كتبت في كبريات الصحف الإيطالية والفرنسية عن الحرب الروسية الأوكرانية، وما نعرفه(...) في اليوم 111 من الغزو، وتلك القيمة والدلالة التي جعلت البابا فرانسيس يقود صلاة ريجينا كويلي من نافذة مكتبه في مدينة الفاتيكان.
جيوفريدا.. أعادت النظر في مقابلة تمت مع البابا فرنسيس، مع المجلة اليسوعية La Civiltà Cattolica ، التي أجريت الشهر الماضي، وتأخر نشرها، حيث أدان البابا "شراسة وقسوة القوات الروسية" بينما حذر مما قال إنه تصور خيالي للصراع على أنه الخير مقابل الشر.
*نمط الرداء الأحمر
عندما يقول البابا بهدوء منظور: "نحن بحاجة إلى الابتعاد عن نمط الرداء الأحمر المعتاد ، حيث كانت ذات الرداء الأحمر جيدة وكان الذئب هو السيئ". "هناك شيء عالمي آخذ في الظهور والعناصر متشابكة للغاية."
كشف البابا فرانسيس أنه التقى قبل شهرين من الحرب برئيس دولة ، لم يحدده ، لكنه وصفه بأنه "رجل حكيم لا يتحدث إلا قليلاً ، رجل حكيم جدًا حقًا ... أخبرني أنه كان قلقًا للغاية بشأن كيفية تعامل حلف الناتو معه. كان يتحرك. سألته عن السبب فأجاب: "إنهم ينبحون على أبواب روسيا. إنهم لا يفهمون أن الروس إمبرياليون ولا يمكن أن تقترب منهم أي قوة أجنبية ''.
غالبا رؤية البابا لها أثرها في العالم، وأن يقول : "لا نرى الدراما برمتها تتكشف خلف هذه الحرب التي ربما تم بطريقة ما إما استفزازها أو عدم منعها"، فهنا أهمية التلميحات حول طبيعة الحرب التي تبدو مستمرة، لا حدود لنهاتها.
.. و بالعودة إلى الوراء، اي قيل أسابيع من الغز الروسي لأوكرانيا، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستبعاد حلف الناتو من السماح لأوكرانيا ، المتاخمة لروسيا ، بالانضمام إلى التحالف العسكري.
المهم، ان المجلة كشفت ان البابا، كان :ليس "مؤيدًا لبوتين" وأنه سيكون "من التبسيط ومن الخطأ قول مثل هذا الشيء". كما قال إن روسيا "أخطأت في تقدير" الحرب. "صحيح أيضًا أن الروس اعتقدوا أن الأمر سينتهي في غضون أسبوع. لقد واجهوا شعبًا شجاعًا ، شعبًا يكافح من أجل البقاء وله تاريخ من النضال "، وفي رسالة بابوية قال فيها إن غزو أوكرانيا يعد انتهاكًا لحق أي بلد في تقرير المصير.
.. وأنه :"لقد أضيفت الحرب في أوكرانيا الآن إلى الحروب الإقليمية التي تسببت على مدى سنوات في خسائر فادحة في الأرواح والدمار". "ومع ذلك ، فإن الوضع هنا أكثر تعقيدًا بسبب التدخل المباشر لـ" قوة عظمى "بهدف فرض إرادتها في انتهاك لمبدأ تقرير المصير للشعوب".
*قبل مؤتمر الأديان في كازاخستان.
أبرز مواقف بابا الفاتيكان، ما كشفت عنه المجلة عندما قال لـ La Civiltà Cattolica إنه يأمل في مقابلة البطريرك الأرثوذكسي الروسي ، كيريل ، الحليف الوثيق لبوتين الذي يدعم الحرب في أوكرانيا ، في حدث بين الأديان في كازاخستان في سبتمبر، وهو المؤتمر المهم الذي يقام في مجمع الأديان سنويا في العاصمة استانا،وغالبا يناقش فيه حوار الأديان.
قبل مؤتمر استانا ، يقوم بابا الفاتيكان، بقوته المعنوية، بإنتقد الغزو الروسي، فهو يعتبر ان مرور111, على الحرب:دعوة أساسهاإنهاء الحرب، و"يجب علينا نبذ الحرب فهي لا تدمر الحاضر فحسب، بل مستقبل المجتمع أيضا"، وأضاف: "دعوا الأسلحة تصمت، وتفاوضوا بجدية من أجل السلام، لا يمكننا التعود على الحرب".
يمكن فهم الرسال البابوية الإنسانية، بكل ما فيها من مؤشرات، يعمد خلالها البابا فرانسيس، إلى القول إن: غزو موسكو لأوكرانيا "ربما تم استفزازه بطريقة ما" بينما يتذكر محادثة في الفترة التي سبقت الحرب حذر فيها من أن الناتو "ينبح على أبواب روسيا".
.. لن تذكر أن هناك فروقات بين ما حدث من "النباح" و"القرقعة"، فقد باتت الحرب، تعد الايام، لتصع العالم مع وفي مقابل بوصلة حلف الناتو والولايات المتحدة، وتلك الأزمات التى تجر العربة الكونية نحو الدمار، بل والترقب بدهشة الخوف.
- حسين دعسة، مدير تحرير في جريدة الرأي الأردنية