مرشدون وقتلة.. المؤسس 2
سألنى صديقي: لماذا التركيز على مهاجمة الإخوان رغم أن الجماعة قد انتهت فعليًا وقال أيضًا: هناك من الأزمات ما هو أهم للكتابة عنه، ومن الإيجابي قبل السلبي ما يستوجب التوقف عنده كصحافة وككتاب؟
قلت لصديقي متفق معك في أهمية الأحداث التي نمر بها يوميًا، ولم تتوقف سخونتها منذ عقد من الزمن ومتفق معك أن ما يتم إنجازه على أرض مصر أهم ألف مرة من سيرة الإخوان وتاريخهم الأسود.
وقلت: تكرار الكتابة عن جماعة الشر الإخوانية لم يكن بغرض التشفي فيما وصلت إليه جراء أعمالها، وإنما استمرار التذكير بخطورة تلك الجماعة يهدف إلى حماية المجتمع من شرور لم تنته، ومؤامرة لم تتوقف وعصابة تجدد نفسها وتعيد تكوين ذاتها وتتلون كالحرباء، جماعة الكذب أداتها والتآمر وظيفتها.
وقلت لصديقي: ما دفعنى للكتابة عن جماعة الشر الإخوانية هو ما قاله كادر سابق للجماعة، بأن أهم وأخطر ما قامت به الجماعة بعد 30 يونيو هو تهريبها لعدد كبير من أشبال الجماعة وتوزيعهم في عدة دول والإنفاق عليهم في إقامتهم وتعليمهم، هؤلاء هم شباب الجماعة وقادتها في المستقبل وسوف يأتى الوقت ليعودوا لمصر وهم ريعان شبابهم، ليعاودوا المسيرة وإعادة تكوين الجماعة.
التاريخ يقول إن هذا حدث بالفعل في السبعينيات فبعد أن قاربت الجماعة على الانتهاء استطاعت العودة وإعادة تكوين نفسها وتحويل إرهابها وشرورها إلى مظلوميات، يستعطفون بها الأجيال الصاعدة.
نعود لشهادة الشيخ أحمد السكري، المؤسس الحقيقي للجماعة، والذي أكد أن فكرتها كانت جماعة دعوية اخطتفها حسن البنا وحولها لجماعة سياسية، مارس من خلالها كل أنواع الكذب والنفاق والتربح، وهنا يكشف الشيخ أحمد السكري أن علاقة حسن البنا باليهود على رأسهم التاجر الشهير (حاييم دره) الذي تبرع بمبلغ كبير من ماله سلّمه له بالإسكندرية لمساعدة الإخوان هناك، وأشاد البنا بكرم حضرة المتبرع وبفضل اليهود وعراقة الدين اليهودي، ومجده التليد ونشرت جريدة الإخوان ذلك.
وهو نفسه ما كشفه الأديب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد، فى مقال له نشر فى جريدة "الأساس" المصرية فى عدد 2 يناير من عام 1949 بعنوان يهودية مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، موضحًا أن أصوله مغربية، وشبه دعوات الإخوان بالدعوات الإسرائيلية.
وقال الأستاذ عباس العقاد فى مقاله: الفتنة التى أبُتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمى نفسها بالإخوان المسلمين هى أقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وهذه المشابهة فى التنظيم هى التى توحى إلى الذهن أن نسأل: لمصلحة من تثار الفتن فى مصر وهى تحارب الصهيونيين؟! السؤال والجواب كلاهما موضع نظر صحيح، ويزداد تأملنا فى موضع النظر هذا عندما نرجع إلى الرجل الذى أنشأ تلك الجماعة فنسأل من هو جده؟
إن أحدًا فى مصر لا يعرف من هو جده على التحديد؟ وكل ما يقال عنه إنه من المغرب وأن والده كان "ساعاتي"، والمعروف أن اليهود فى المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعتهم المألوفة، وإننا هنا فى مصر نكاد نعرف "ساعاتي" كان يعمل بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود، ونتوقف ويجب أن نتوقف عند لقب العائلة قبل "البنا" حيث كان: حسن الساعاتي!