مصنع 200 الحربى
تأكيدًا على عمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتعاون التام مع دولة العراق الشقيقة فى التصنيع المشترك أو نقل التكنولوجيا أو غيرهما من أوجه التعاون، قام المهندس محمد أحمد مرسى، وزير الدولة للإنتاج الحربى، والفريق جمعة عناد سعدون، وزير الدفاع العراقى، صباح أمس الثلاثاء، بجولة تفقدية فى مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات، «مصنع ٢٠٠ الحربى»، برفقة عدد من مسئولى الوزارتين والدكتور أحمد نايف الدليمى، سفير جمهورية العراق بالقاهرة.
المصنع الحاصل على شهادة «ISO ٩٠٠١»، لنظام إدارة الجودة، وشهادة «ISO ١٤٠٠١» لنظام الإدارة البيئية وشهادة «ISO ١٨٠٠١» لنظام السلامة والصحة المهنية، يقوم، منذ ثلاثين سنة، بتلبية احتياجات قواتنا المسلحة من الدبابات القتالية المتطورة ومركبات النجدة والإنقاذ ومدرعات القتال ونقل الجنود، إلى جانب تصنيع قطع الغيار وتقديم خدمات الصيانة والعمرات والإصلاحات لكل هذه المعدات. كما يُسهم أيضًا بدور فعال فى الصناعات المدنية الثقيلة وفى تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية.
تأسس «مصنع ٢٠٠ الحربى» سنة ١٩٨٧، فى المنطقة الصناعية بأبوزعبل، على مساحة ٢.٥ مليون متر مربع، وبدأ إنتاجه الفعلى، فى يونيو ١٩٩٢، بتوفير احتياجات قواتنا المسلحة من الدبابة «M١A١ Abram»، المصنفة ضمن أفضل ٣ دبابات قتال فى العالم، وبعد توقف الإنتاج لأكثر من ثلاث سنوات، أعيد افتتاحه فى ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥، أى قبل مرور شهر على تولى الدكتور محمد سعيد العصار، وزارة الدولة للإنتاج الحربى.
أدى العصار اليمين الدستورية فى ١٩ سبتمبر ٢٠١٥، وفى ٢٦ يونيو ٢٠٢٠ أصدر الرئيس السيسى قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق فخرى مع منحه وشاح النيل. وخلال تلك الفترة، لعبت وزارة الإنتاج الحربى دورًا كبيرًا فى تنفيذ الإصلاحات التى تبنتها الحكومة المصرية، إلى جانب دورها الأساسى، وكونها الركيزة الأساسية للتصنيع العسكرى فى مصر، بما لديها من خبرات وكفاءات وإمكانات تصنيعية وتكنولوجية.
يُحسب، أيضًا، للفريق العصار، رحمه الله، إسهامه فى البرنامج القومى لتعميق التصنيع المحلى، الذى تم إطلاقه فى أول أكتوبر ٢٠١٨، والذى كان، ولا يزال، خطوة مهمة نحو مساندة الصناعة الوطنية، ورفع معدلات الاستثمارات الصناعية، وتحفيز المستثمرين لضخ استثمارات جديدة فى هذا القطاع، وتعظيم الاستفادة من الطاقات الإنتاجية، وإتاحة المزيد من فرص العمل المستقرة، وتصحيح المسار العام للاقتصاد المصرى، والإسهام فى زيادة القيمة المضافة للمنتجات المصرية وتعزيز تنافسيتها بالسوقين المحلية والعالمية.
المهم، هو أن «مصنع ٢٠٠ الحربى» ينتج الآن كل ما تحتاجه مصر من الدبابة M١A١، إضافة إلى دبابة الإصلاح والنجدة «هركليز»، ومقطورات نقل الدبابات حمولة ٧٠ طنًا، وعدة أنواع من المدرعات، مثل «سينا ٢٠٠»، و«ST١٠٠»، و«ST٥٠٠». وفى مارس الماضى، جرى التعاقد مع كوريا الجنوبية على تصنيع منظومة «الهاوتزر»، K٩ A١ EGY، التى تُعد من أحدث منظومات المدفعية. و... و... ويتم استغلال فائض قدراته الإنتاجية فى تصنيع الأتوبيسات الكهربائية، والفصول التعليمية المتنقلة، والسواتر الواقية ضد الرصاص، والإنشاءات المعدنية للمصانع، وعربات الطعام المستخدمة فى مشروعات تشغيل الشباب، وخزانات الوقود واللوادر وعربات إطفاء الحريق و... ويقدم خدماته لحوالى ٦٥٠ مؤسسة مصرية.
نحن، باختصار، أمام تطبيق عملى لتوجيهات الرئيس السيسى، أو لتوجهات دولة ٣٠ يونيو، بالاهتمام بتوطين الصناعات الدفاعية، وتعميق التصنيع المحلى إجمالًا. وأمام تأكيد جديد على دور وزارة الإنتاج الحربى وقواتنا المسلحة، فى تنفيذ المشروعات الصناعية والاقتصادية التنموية، بالاستفادة من إمكاناتها التكنولوجية وكوادرها البشرية، التى تمكّنها من إنجاز كل ما يوكل إليها فى التوقيتات المحددة وبأعلى مستويات الجودة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير الدفاع العراقى أشاد بما اطلع عليه، خلال الجولة التفقدية، من إمكانات تصنيعية وفنية، وأبدى تقديره لدور وزارة الإنتاج الحربى فى تنفيذ المشروعات القومية والتنموية المختلفة، وبحث مع وزير الدولة للإنتاج الحربى إمكانية التعاون فى مجالات التصنيع المختلفة، وتأهيل المصانع العراقية ورفع كفاءة خطوط الإنتاج، وتوريد متطلبات القوات المسلحة العراقية من المنتجات العسكرية، وأعرب عن تطلعه إلى الاستفادة من التجربة المصرية الملهمة فى المجال التنموى ونقلها إلى العراق.