محمود حسين: الحوار الوطنى شهادة ميلاد لحياة سياسية مختلفة (حوار)
قال الدكتور محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى تضع خارطة طريق لبناء الجمهورية الجديدة ومجابهة التحديات الراهنة، وتدل على أن القيادة السياسية عازمة على إقامة دولة ديمقراطية ومدنية حديثة. وثمّن «حسين»، فى حواره مع «الدستور»، دور الأكاديمية الوطنية للتدريب فى تنسيق الحوار الوطنى، وتنظيم مخرجاته دون التدخل فى مضمون المناقشات، بما يفسح المجال أمام حوار وطنى جاد وفعال وجامع لكل القوى والتيارات والفئات، داعيًا كل القوى المشاركة فى الجلسات المرتقبة إلى استغلال الفرصة لتلبية طموحات الشعب والتوافق على برنامج عمل وطنى، وسط عالم يشهد العديد من المتغيرات فى موازين القوى الإقليمية والدولية.
■ بداية.. كيف رأيت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟
- دائمًا ما يثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه مؤمن بقضايا الوطن، ويسعى دائمًا لمشاركة الجميع فى بناء الجمهورية الجديدة، وهذا ما ظهر جليًا فى دعوته كل القوى السياسية للمشاركة فى الحوار الوطنى، الذى دعا إليه خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، وتكليف الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع كل التيارات السياسية، لإدارة حوار حول أولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، ورفع نتائج هذا الحوار إليه شخصيًا.
وأرى أن الدعوة الرئاسية انطلقت من ضرورات الإصلاح السياسى، وهو أمر يقتضى دعوة كل الأطراف للنقاش حول المجال العام، لوضع أسس وآليات تضمن مجالًا عامًا آمنًا ومستقرًا، تحل فيه كل مشكلات الفئات والطبقات من خلال آليات التفاوض الاجتماعى.
وأرى أن ذلك يعد خطوة كبيرة على طريق الإصلاح السياسى، الذى يقوم على ترسيخ مبادئ الدستور وتفعيل التعددية الحزبية، إيمانًا من القيادة السياسية بأن الأحزاب هى القاطرة التى تقود العملية السياسية إلى العمل الجاد ومواجهة كل التحديات ووحدة الصف، للقضاء على الإرهاب ودحره، ومساندة جهود مؤسسات الدولة.
وأعتقد أن الحوار الوطنى سيضع خارطة طريق لمجابهة التحديات الراهنة، كما أنه يعد نقلة نوعية، وتحقيقًا لرؤية القيادة السياسية فى ترسيخ حالة الاستقرار الاجتماعى، وربط جميع القوى الوطنية بفكر الجمهورية الجديدة، والتأكيد على تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
وفى ظل ذلك، جاءت دعوة الرئيس السيسى للحوار بين جميع القوى دون استثناء أو تمييز، ما يؤكد عزم الدولة على إقامة دولة ديمقراطية ومدنية حديثة، فى ظل الرغبة الكاملة فى تنفيذ نصوص الدستور، وتدشين نظام سياسى يقوم على التعددية.
ولذلك، فإن الحوار الوطنى يعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات الدولة فى عهد الرئيس السيسى، لأن لغة الحوار المجتمعى تؤدى دائمًا إلى تحقيق أفضل النتائج.
ولكن، فى الوقت الذى ندعو فيه إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية لكل فصيل وطنى شريف، فإننا يجب أن نؤكد عدم السماح للجماعة الإرهابية بالمشاركة فيه، لأنها فصيل مجرم، لا يؤمن بوحدة الوطن ولا سلامة أراضيه.
وأؤكد أن الدعوة إلى الحوار الوطنى رسالة قوية من القائد إلى شعبه، وإلى كل دول العالم، توضح أن الشعب المصرى بالكامل على قلب رجل واحد من أجل الخروج بالوطن من أزماته، وتحقيق مزيد من التنمية الشاملة، بمفهوم علمى يواكب كل التحديات الخارجية والداخلية.
■ كيف ترى توقيت الدعوة لذلك؟
- التوقيت يؤكد أن الرئيس السيسى يحمل فى وجدانه مزيدًا من الخير لشعب مصر العظيم، الذى لا يألو جهدًا فى الوقوف خلف الوطن فى كل معاركه، على رأسها معركة القضاء على الإرهاب.
ورغم أن الدولة المصرية حققت، فى الفترة الماضية، إنجازات لم تشهدها من قبل فإن الحوار الوطنى يأتى وسط جملة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تمر بها الدولة، والتى تحتاج لتوافق كل الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الرسمية، فى برنامج عمل وطنى للسنوات المقبلة، وسط عالم متغير، يشهد إعادة تشكيل موازين القوى الدولية والإقليمية.
■ ما أهم المكتسبات التى يمكن تحقيقها عبر جلسات الحوار؟
- هناك العديد من المكتسبات التى يحققها الحوار الوطنى، أهمها أنه يخطو بالجميع نحو الجمهورية الجديدة، لكونه يعد خطوة جادة على طريق المشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية للنهوض بالوطن.
إلى جانب ذلك، فإنه يرسخ فكرة مشاركة القوى السياسية فى عملية البناء، باعتبارها منهجًا للتعامل خلال المرحلة الجديدة، بالإضافة إلى أنه يعد فرصة للأحزاب كى تعبر عن برامجها وأفكارها ورؤاها أمام الرأى العام، فى إطار المشاركة بفاعلية فى بناء الوطن.
ولا تقتصر مكتسبات الحوار الوطنى على ما ذكرت فقط، بل هو أيضًا فرصة للاستماع لمقترحات ممثلى المجتمع المصرى، بكل فئاته وتوجهاته، ما يساعد فى خلق جبهة داخلية قوية، تشارك فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها الدولة فى كل المجالات.
■ ما تقييمك لرد فعل التيارات المختلفة على الدعوة الرئاسية؟
- كل وطنى يدعم بقوة خطوات الرئيس السيسى التى يتخذها من أجل تحقيق الرخاء والازدهار لمصرنا الحبيبة، لذا يجب على الجميع إعلاء المصالح العليا للوطن، والتركيز على القضايا التى تعلى وتخدم أبناءه، مع السعى للمشاركة الفعالة من أجل النهوض بالوطن، حتى يكون الحوار الهادف البناء منهجًا للتعامل فى المرحلة الجديدة.
■ ما النصيحة التى توجهها للمشاركين فى الجلسات؟
- لا شك أن الحوار سيشمل كل القوى السياسية والمجتمعية، عدا جماعات الإرهاب والعنف، لأنه حوار جاد يستهدف تحقيق المصلحة العليا للوطن، فى ظل بناء الجمهورية الجديدة، التى تعتمد قاعدة أن الوطن يتسع لجميع القوى الوطنية التى تسعى للبناء، وأعتقد أن دعوة جميع القوى تؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، احترام الرئيس السيسى كل الأفكار والرؤى، طالما كانت فى إطار من الشرعية.
لذلك، لدىّ ثقة كبيرة فى قدرة كل من سيشارك فى الحوار المرتقب على الارتقاء به، بما يتفق مع أهميته كمبادرة رئاسية، وكونه يمثل تطورًا مهمًا فى الحياة السياسية المصرية، ومسارًا واضحًا ومبشرًا لبناء الجمهورية الجديدة، التى تلبى طموحات الشعب فى تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
وأنصح كل القوى الوطنية بأن يحسنوا استغلال تلك المبادرة الرئاسية، لأنها فرصة للاستماع لمقترحات ممثلى المجتمع المصرى، بكل فئاته وتوجهاته، خاصة أن الأكاديمية الوطنية للتدريب أعلنت عن توسيع قاعدة المشاركة فى الحوار، من خلال دعوة أكبر عدد ممكن، لضمان تمثيل جميع الفئات فى الحوار المجتمعى.
■ ما رأيك فى اختيار الأكاديمية الوطنية للتدريب لإدارة الجلسات؟
- اختيار الأكاديمية الوطنية للتدريب لتنظيم الحوار الوطنى له مغزى، فهو مؤشر على الجودة لكونها جهة تثقيف وتدريب وتأهيل، كما أن دورها المتمثل فى التنسيق بين الفئات والتيارات المشاركة فى الحوار، دون التدخل فى المضمون أو محتوى النقاش، يفسح المجال أمام حوار وطنى جاد وفعال وجامع لكل القوى الوطنية، بما يتماشى مع تطلعات القيادة السياسية والقوى المختلفة.
إلى جانب ذلك، فإن الأكاديمية اعتمدت توسيع قاعدة المشاركة فى الحوار، من خلال دعوة ممثلى جميع الفئات والتيارات، ما يضمن تمثيل الجميع فى ذلك الحوار، وهو ما يساعد فى تدشين جمهورية جديدة تقبل الجميع، وتفسح الطريق أمام مرحلة مختلفة فى المسار السياسى للدولة، لا يفسد فيها الخلاف فى الرأى للوطن قضية، ويحقق المصداقية للدولة المصرية بعد أن عبرت كل التهديدات والمخاطر التى واجهتها.
كما أن الأكاديمية ستراعى التنوع الجغرافى فى أماكن عقد جلسات الحوار، لتشمل معظم مناطق الجمهورية، وستشكل كذلك لجنة محايدة من مراكز الفكر والرأى، تكون مهمتها تجميع مخرجات الحوار الوطنى، عبر الجلسات المختلفة، وصياغتها فى وثيقة أولية موحدة، متفق عليها من جميع القوى والتيارات والفئات المشاركة، لرفعها إلى رئيس الجمهورية، وهو ما يوضح الدور الإيجابى الكبير للأكاديمية فى تنظيم ذلك الحوار المهم.
ولأهمية ذلك، فإن لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، التى أتشرف برئاستها، تقدمت بمجموعة من التوصيات لزيادة ميزانية الأكاديمية، حتى تتمكن من القيام بدورها على الوجه الأكمل فى مجالى التدريب والتثقيف، وبما يعود بالنفع العام، وللأسف لم يتم الأخذ بتلك التوصيات حتى الآن، الأمر الذى يتطلب توضيحًا من وزارتى المالية والتخطيط.
ما رأيك فى إعادة تفعيل دور لجنة العفو الرئاسى؟
- الرئيس السيسى وجّه بإحياء وإعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسى، المُشكَّلة سابقًا، فى إطار مخرجات مؤتمر الشباب الرابع بعام ٢٠٢٢، من أجل التأكيد على أن الجميع سواء.
وفى إطار ذلك، تم العمل على دمج المفرج عنهم فى أعمالهم أو دراستهم مرة أخرى، مع المساهمة فى أنشطة الدولة، وإدماجهم فى بناء الوطن الذى يحتاج لكل الأطياف والأفكار تحت مظلة الجمهورية الجديدة. وكما قلت فإن الحوار الوطنى المرتقب سيكون شهادة ميلاد لحياة سياسية جديدة، بمكونات قادرة على التفاعل والتشارك من أجل الوطن، خاصة بعدما وضع الرئيس السيسى شعارًا لهذا الحوار عنوانه أن الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية، واستخدام كلمة الوطن هنا يعنى الكثير لكل ذى قلب سليم.