ضبابية وغموض.. ماذا يحدث في العراق عقب استقالة الكتلة النيابية للصدر من البرلمان؟
يزداد المشهد العراقي خلال هذه الفترة، ضبابية وغموضاً بسبب استمرار حالة الانسداد السياسي، والتي دخلت شهره السابع منذ الانتخابات النيابية الاخيرة.
وأدى هذا الأمر إلى لجوء زعيم التيار الصدري أكبر تيار شيعي داخل البرلمان مقتدى الصدر إلي إعلان استقالة نواب الكتلة الصدرية من البرلمان، وسط خلافات بين مقتدى الصدر والاطار التنسيقي على خلفية إصرار الأخيرفي الدخول بعملية تشكيل حكومة كطرف رئيسي.
ويرصد “الدستور” في التقرير التالي التطورات الأخيرة في العراق عقب استقالة نواب الصدر وتأثيرها على المشهد السياسي.
تفاصيل الاستقالة
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، امس، بتقدديم استقالات الكتلة الصدرية إلي رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وقال زعيم التيار الصدري، في كلمة له، إن الآخرين اليوم لا يريدون إلا التوافق وقد تراجعوا عن أقوالهم التي كانت لهم دعاية انتخابية بأن إصلاح البلد لن يكون إلا بحكومة أغلبية وطنية، بحسب ما نقلت الوكالة الرسمية العراقية.
وتابع: "إذا تناسى الأغلب معاناة الشعب من جراء ما يسمونه الانسداد السياسي، فإنه لن ينسى أو يتغافل عن ذلك، فكل ما يريده هو كرامة الشعب وأمنه ولقمته وصلاحه، موضحًا أنه من هنا صار على أن لا اشترك معهم ليعود العراق لقمة للتوافق والفساد والتبعية ، فقررت البقاء في المعارضة البرلمانية فما استطاعوا أن يشكلوا الحكومة وبقي ما يسمونه انسدادًا سياسيًا وأسميه الانسداد المفتعل".
الحلبوسي يقبل الاستقالة
وفي مفاجأة سياسية أخرى، وافق رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، أمس، على استقالات نواب الكتلة الصدرية من مجلس النواب.
وأشار الحلبوسي في تغريدة له على تويتر، إنه نزولا عند رغبة الصدر "قبلنا على مضض طلبات إخواننا وأخواتنا نواب الكتلة الصدرية بالاستقالة من مجلس النواب العراقي، مضيفاً لقد بذلنا جهداً مخلصاً لثني هذه الخطوة، لكنه آثر أن يكون مضحياً وليس سببا معطلاً من أجل الوطن والشعب.
كردستان العراق تحسم موقفها
وعلق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الاثنين، على الاستقالة مشيراً الي إنه يحترم قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وذلك بعد الاستقالة الجماعية التي قدهما نواب الكتلة الصدرية.
وقال بارزاني في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على تويتر، “نحترم قرار مقتدى الصدر وسنتابع التطورات اللاحقة”.
الانسحاب من رئاسة الحكومة
فيما اتخذ مرشح الكتلة الصدرية لمنصب رئاسة الحكومة، محمد جعفر الصدر، قراره النهائي بالاعتذار والانسحاب وذلك عقب استقالة جميع نواب الكتلة من البرلمان العراقي.
وقال جعفر الصدر في تغريدة عبر تويتر “كنت قبلت ترشيح الصدر دعماً لمشروعه الوطني الإصلاحي، وقد حان الآن وقت الاعتذار والانسحاب”.
الاطار التنسيقي يستغل استقالة الصدر
وعلق الإطار التنسيقي على قرار استقال نواب الصدر من مجلس النواب، حيث رحب بالاستقالة التي تعتبر بمثابة طوق نجاة حيث سيرتفع رصيدهم قرابة الـ 120 مقعدا، لكنهم بالمقابل يواجهون مشكلة في ان حلفاء الصدر اغلقوا ابوابهم بوجه التنسيقي.
وحسب صحيفة صوت العراق، بدأ زعيم التيار بتوجيه الضربات ضد خصومه، مع اعادة الحديث عن “عزل الفصائل” مع الذكرى الثامنة لتأسيس الحشد الشعبي، بالتزامن مع اتهامات واضحة من كردستان ضد أحد الفصائل بالتورط في قصف طال آربيل قبل ايام.
ووصل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر الى اربيل اول أمس، كان يفترض في نفس اليوم أن تكون زيارة مخصصة لزعيم منظمة بدر هادي العامري، لكن طلب الاخير قد رفض واستبدل بوفود التحالف الثلاثي.
كما جاء الرفض مع موقف زعيم التيار الصدري، الذي دعا نوابه الى الاستعداد لتقديم الاستقالة الى البرلمان. ووسط تكتم شديد على ما جرى في لقاء السيادة مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في اربيل، فانه لا يخرج عن مباحثات لإقناع “الصدر” بالعدول عن موقفه.