«الرقمنة».. ناشرون: نشهد عصر تحول المنتجات الثقافية من كتب إلى تطبيقات صوتية
منذ إعلان الحكومة المصرية إطلاق منظومة الشمول المالي خلال العامين الماضيين، استقبل قطاع النشر فى مصر هذا القرار بأريحية لكونه سينعكس على مسألة الشمول الرقمى فى قطاع الصناعة والنشر فى ظل اتجاه الرقمنة حتى تتحول المنتجات الثقافية من كُتب إلى تطبيقات صوتية أي خدمات ثقافية رقمية جنباً إلى جنب مع المنتجات الثقافية الرقمية؛ وهو ما استطلعنا فيه آراء عدد من الناشرين المصريين:
رئيس اتحاد الناشرين المصريين: نسبة المشاركين فى دراسات اتجاهات القراءة لا تتخطى 5%
قال سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إنه بالنسبة لدراسات اتحاد الناشرين العرب الخاصة بدراسة اتجاهات القراءة فى العالم العربى يتم توزيعها على اتحادات الناشرين العرب ومنها اتحاد الناشرين المصريين ولكن للأسف نسبة المشاركة من الناشرين فيها محددوة ولا تتخطى 5% لتخوفهم من تقديم معلومات، وأدعو الناشرين فى العالم العربى للمشاركة وإعطاء المعلومات؛ وبالتالى يظهر لنا منتج يحدد اتجاهات القراءة فى مصر والوطن العربى بأكمله فى ظل عملية التحول الرقمى التى تشهدها صناعة النشر حول العالم.
وأضاف "عبده" فى تصريحات لـ"الدستور"، قائلاً :" ثانياً عند اختيار الناشرين المشاركين فى هذه الدراسات يجب على اتحادات الناشرين العرب تقديم الناشرين أصحاب الرؤية والخبرات الكبيرة فى قطاع النشر ممن لهم تاريخ فى صناعة النشر؛ ولكن ما يحدث هو أننا نجد بعض الناشرين أصحاب الخبرات المحددوة فى صناعة النشر يقوموا بملىء الاستمارات وهو ما يمثل جزء من المشكلة والتوسع فيه على قدر ما ومع قلة الاقبال نتلقى ما يكتب ونحن فى حاجة الى زيادة الوعى لدى الناشرين فى العالم العربى والتبادل.
أما فيما يتعلق بعملية الشمول المالى والتحول الرقمي، قال أن اتحاد الناشرين المصريين اشتغل على هذا الأمر بشكل جيد حيث نسقنا مع وزير المالية ومصلحة الضرائب وأعددنا 10 دورات للناشرين للتعرف على الشمول المالى لأنه أصبح ضرورة ملحة، أما التحول الرقمى أقول للناشرين بشكل مستمر من الضرورى إنتاج بعض الأفكار التى تخدم صناعة النشر مثل تقديم منتجاتهم الثقافية إلى كافة المنصات الموجودة فى الوطن العربى وفى مصر، وأنه لابد من تحويل المنتج الى رقمى وورقى معاً لأن الكتاب الرقمى يمثل رافدا جديدا للناشر.
شريف بكر: نتجه الآن لتحويل كتبنا إلى "كندل" ونعتمد على خبرتنا فى دراسة اتجاهات القراء
قال الناشر شريف بكر، رئيس مجلس إدارة دار العربى للنشر، إن دار "العربى" من دور النشر المؤمنة بأهمية الرقمنة باعتبارها جزء مهم فى الوقت الحالى رغم انها لا تعوض المنتج الورقى، ولكنها تمثل مصدر دخل إضافى يكبر فى المستقبل.
وأضاف "بكر" فى تصريحات لـ"الدستور"، قائلا: "فلسفتنا تبنى أى مبادرة للرقمنة حيث بدأنا فى الكتاب الرقمي "البى دى إف" وتحويل بعض كتبنا إلى كتب صوتية ورفعها على أي منصة رقمية، كما أننا نتجه إلى عرض كُتبنا على "كندل" التابع لامازون لأنه له جمهور معين وجمهوره كبير، كذلك أطلقنا مبادرة "الطبع عند الطلب"، وفى وقت كورونا اتجهنا لتحويل كتبنا الى كتب صوتية حيث تم تحويل 3 كتبو رفعهم على منصات بحيث يكون عوائدهم اكبرهم ".
وبسؤاله حول إمكانية إطلاق دار العربى للنشر تطبيقاً الكترونياً للكتب، أكد "بكر" أنه ليس من المؤمنين باطلاق منصة رقمية اولا لانها قليلة وانه يرى أن عمله يتحدد فى كونه ناشراً، اما بالنسبة الى عملية التوزيع الالكترونى فإنها فى حاجة الى متخصص مثل بعض الشركات التى تقدم خدمات لوجستية، مشيراً إلى انه بدأ منذ فترة قصيرة على دراسة كورس شخصى يدُرسه أحد التكنولوجيين من "الاستارت اب" بعنوان "تكنولوجيا لغير العاملين بها " لتطوير ادارة النشر ولاكتساب مهارات اساسية لتحويل اى نشاط الى نشاط الكترونى.
وبسؤاله حول اتجاهات القراءة فى مصر والوطن العربى، قال "بكر" ، أنه للأسف ليس لدينا أي معلومات صحيحة لاتجاهات القراءة فى مصر، رغم محاولاتنا بأكثر من طريقة حتى لو من خلال دار الكتب عن طريق التعرف على أرقام الإيداع وتحليلها ولو برؤوس الموضوعات، وهو ما اعتبره محوراً أساسياً للنقاش ينطرحه فى المؤتمرات المقبلة للمجلس الأعلى للثقافة، وأشار "بكر" إلى أنه يعتمد كناشر على تتبع أعمال " البيست سيلر" والمعلومات المتداولة على السوشيال ميديا، وليس من خلال فكرة الطباعات المتكررة للكتب لأنها مشكوك فيها، إضافة الى اعتماده على الخبرة كناشر وخلق موضوعات جديدة فى النشر.
عاطف عبيد: نحن فى حاجة ماسة إلى منصة مركزية لتحليل البيانات
الناشر الدكتور عاطف عبيد رئيس دار بتانة للنشر وعضو لجنة تطوير الإدارة الثقافية بالمجلس الاعلى للثقافة، قال إنه يتبع مسارين فى تحديد اتجاهات القراء فى ظل عملية التحول الرقمي، الأول من خلال خلق محتوى جيد يتم تقديمه للسوق من اجل خلق شريحة جديدة من القراء وهو مسار على عكس تتبع المؤشرات الخاصة بالقراءة على الطريقة التقليدية، أما المسار الثانى هو عبارة عن إستمذاج اتجاهات القراءة من الأعمال التى يقبل عليها القراء وهو ما نلحظه من خلال معدلات القراءة والزيارات لعناوين فى مجالات بعينها، ومن خلال التوجه بالأسئلة المباشرة لزوار معارض الكتب.
"عبيد" أكد فى تصريحاته لـ"الدستور"، أننا فى حاجه ماسة الآن الى وجود منصة مركزية لتحليل بيانات القراءة والنشر فى مصر والوطن العربى من اجل الاعتماد عليها كمؤشر كيفى وكمى بدلاً من الاتجاه للتخمينات والترجيحات لان النشر الديجيتال يحتاج الى ادوات قياس مختلفة والجهود الى الان مازالت فردية وارقام الايداع ليست دليل على ذلك، مشيراً إلى أنه يرى ان هناك انتباه على فكرة الشمولية فى صناعة النشر وأننا على أعتاب مرحلة تحول كبرى بعد أن كنا فى البداية فى حالة من الهوس التقنى وأننا أصبحنا الان فى حالة من النضج التقني فى صناعة النشر وما تقدمه التكنولوجيا لنماذج الأعمال.