المستشارة الأممية إلى ليبيا تشيد بدور مصر خلال اجتماع لجنة المسار الدستورى
شكرت ستيفاني ويليامز، المستشارة الأممية إلى ليبيا، اليوم، مصر لاستضافتها الجولة الثالثة من اجتماعات لجنة المسار الدستوري الليبية المكونة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية للمستشارة الخاصة للأمين العام بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، لأعضاء لجنة المسار الدستوري المكونة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بتيسير من الأمم المتحدة، وذلك بحسب بيان أوردته البعثة الأممية إلى ليبيا عبر موقعها الإلكتروني.
وأضافت ويليامز، خلال كلمتها: «يسعدني أن أكون هنا اليوم مُجددًا لافتتاح هذه الجولة الثالثة والأخيرة من المشاورات، وأودُ أن أكرر خالص امتناني لحكومة جمهورية مصر العربية الموقرة على حفاوة ترحيبهم بنا واستضافتهم السخية لنا مرة أخرى هنا في القاهرة.. باسم الأمم المتحدة، شكرًا لكم».
وثمنت المستشارة الأممية قيادة أعضاء لجنتي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة المسئولة على الالتزام بالعمل معًا، لإعداد إطار دستوري متين يُمكّن البلاد من تنظيم الانتخابات، ويلبي طموحات 2.8 مليون مواطن ليبي ممن تسجلوا للتصويت لانتخاب من يمثلهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وقالت «ويليامز» إن هذه الجولة الأخيرة تأتي في منعطف حرج تشهده ليبيا، موضحة: «فبعد مرور إحدى عشرة سنة من الانقسام والضعف والنزاع والفوضى والاستقطاب أَرهقَت الليبيين، أمامكم فرصة حقيقية ومسئولية كبيرة حقًا لإحياء الأمل فيهم ومَنحَهم سَبيلًا يُفضى إلى الانتخابات ضَمن إطار دستوري قوي».
وأردفت مخاطبة اللجنة: "لقد حققتم إنجازًا كبيرًا منذ أول اجتماع لكم هنا في 13 أبريل، وأَحرَزتُم تقدمًا ملحوظًا للتوصل إلى اتفاق بشأن عدد من المواد الحساسة، وأثناء آخر جولة من المحادثات هنا في شهر مايو، أبديتم حِسًّا من التعاون والمسئولية والاستعداد للتوافق، لقد توافقتم بشكلٍ بَنَّاء على عددٍ لا بأس به من المواد وتوصلتم إلى توافق مبدئي بشأن النقاط الحساسة، وهنا.. دعوني أن أتوقف قليلًا لأشكركم على صراحتكم وحِرصَكم خلال الأسبوعين الماضيين وتواصلكم المستمر فيما بينكم في محاولة للتوصل إلى فهم مشترك".
وقالت المستشارة الأممية مخاطبة أعضاء اللجنة: «بصفتكم ممثلين منتخبين عن الشعب الليبي، قررتم هنا في القاهرة قبل أسابيع أن هذه الجلسة يجب أن تكون الأخيرة والتي ينبغي أن يَنتُج عنها إطار دستوري متين يُمَكِّن من تنظيم هذه الانتخابات. هناك مواد جوهرية لم يشملها التوافق بعد في هذه الجولة، لا تزال أمامكم أمور مهمة بحاجة إلى حلول، ونأملُ ونتَوقَّع منكم الاستمرار بالتحلي بالمسئولية وروح التوافق للتمكن من التوصل إلى حلول عبر إعلاء مصلحة البلاد فوق كل شيء، الأمر الذي يُمهّد السبيل أمام استعادة الشرعية لجميع المؤسسات الليبية».
ونوهت إلى أن هناك حالة من الأمل والتشاؤم أيضًا لكن يجب وضع حد لأصحاب التشاؤم والنفاق، لأن ليبيا تستحق كل ما هو أفضل.
وأضافت: «تتجه أنظار الليبيين إليكم، إنهم يَنتظرون نتائج ملموسة بفارغ الصبر: أي إنتاج إطار دستوري توافقي متين يمهد السبيل أمام تنظيم انتخابات شفافة خلال أقصر إطار زمني ممكن. ليس بوسعهم الانتظار أكثر من ذلك. إن استمرار هذا الانسداد الراهن لا بد أن ينتهي. ويمكن لهذا الاجتماع أن يشكل آخر خط مستقيم يؤدي إلى التوافق. لا بد لأبناء ليبيا وأهالي دوائركم من التمكن من ممارسة حقهم الديمقراطي في التصويت في انتخابات عامة وطنية لأول مرة منذ ثمان سنوات. إن هذه الفرصة تَتَوقف على قدرتكم على الاستمرار في التزامكم والتوصل إلى توافق بشأن المواد المعلقة».
وشدت مستشارة الأمم المتحدة على أن الليبيين يستحقون أن ينعموا بسلام واستقرار دائمين بكل ما تحمل هاتين الكلمتين من معاني؛ إنهم يريدون مستقبلًا أفضل للأجيال المقبلة، مؤكدة أن المجتمع الدولي يدعم جهود مجلسي النواب والدولة بشكل كامل، وعلى استعداد للترحيب والمصادقة على نتيجة إيجابية من شأنها أن تعيد العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح.
وتابعت: أُدركُ تمامًا أن العبء الذي على كاهلكم ثقيل، وأحيي التزامكم وجهودكم في هذا المسعى، نحن هنا في الأمم المتحدة لمساعدتكم، سيساندكم ولاؤكم لبلدكم في المرحلة الأخيرة من هذه المفاوضات الشاقة للتوصل إلى أرضية مشتركة من شأنها أن تُعبِدّ الطريق نحو إطار دستوري وانتخابي متين.
وحذرت ويليامز المعرقلين والذين يرغبون في تعطيل هذه العملية السياسية الدقيقة من خلال استخدام القوة، مشددة على أنه يجب أن يتوقفوا وأن يضعوا أسلحتهم جانبًا، وأن تتوقفوا عن ترويع السكان المدنيين، قائلة: «فقد طفح الكيل– وكفى يعني كفى».