مشروعات الصرف الزراعي.. جهودٌ تنموية للنهوض بالاقتصاد القومي
تسعى القيادة السياسية إلى تحقيق الاستفادة القصوى من كافة المشروعات التي تنعكس على القطاع الزراعي وتحقق الأهداف المنشودة من اتساع الرقعة الزراعية وزيادة إنتاجية الفدان، ومن ضمن هذه المشروعات مشروع الصرف الزراعي الذي يأتي بدوره ليحقق التنمية الاقتصادية المنشودة.
وتسهم مشروعات الصرف الزراعي في تنمية الاقتصاد القومي من خلال إنشاء وصيانة مشروعات البنية الأساسية في مجال الصرف الزراعي العام والمُغطى، الأمر الذي يؤدي للحفاظ على منسوب المياه الأرضية بعيدًا عن جذور النبات لضمان توفير التهوية الملائمة بالتربة الزراعية والحفاظ على خصوبتها.
كذلك تحسين خواصها الطبيعية والكيميائية وتحسين معامل التوصيل الهيدروليكي وخفض ملوحة التربة والمياه الأرضية، وتحقيق زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة حوالي 25% للعديد من المحاصيل الرئيسية وتحقيق أعلى إنتاجية محصولية كهدف قومي لتضييق الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.
إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي
قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن المياه الجوفية تعلو من أسفل لأعلى والمياه التي يتم ري الأراضي بها تركد أسفل الأرض وبعد فترة، يكتفي النبات من احتياجاته من المياه فتصبح هناك مياهًا زائدة، وبالتالي يموت النبات إذا ظلت المياه متراكمة، ويتم تقليل المياه الموجودة من خلال الصرف الزراعي.
وأوضح متولي، لـ"الدستور"، أن الصرف الزراعي يتم من خلال تصميم مواسير مفتوحة من أعلى تتجمع بها المياه الموجودة في التربة وتنزل في آخر الحقل وتعود إلى المصرف الزراعي وليس الترع، وهذه المياه يُعاد تدويرها مرة أخرى ويتم ري الأراضي بها مرة أخرى.
وأشار إلى أن المياه إذا ظلت في التربة دون وجود صرف زراعي، تزيد عن احتياجات النبات، وبالتالي تؤدي إلى عدم نموه جيدًا، وهناك صرف مُغطى وآخر غير مُغطى، وتستخدم مصر الصرف المُغطى وهو الأفضل.
وتابع، أن الصرف غير المُغطى يكون من خلال عمل فتحات في الأرض تتجمع فيها المياه، ولكن المُغطى عبارة عن مواسير تتجمع فيها المياه لإعادة استخدامها من جديد.
وعن أهمية هذا الصرف الزراعي والفرق بينه وبين مياه الترع، قال "متولي"، إن مياه الصرف الزراعي يكون فيها عناصر أخرى مثل عناصر الأسمدة التي يتم رشها للنبات وهي فوسفاتية ونترات ويوريا وبوتاسية، وبالتالي أصبحت مياه مختلطة بمجموعة عناصر، وكل تربة تحتاج نوع معين من العناصر، وبالتالي لا يمكن إعادة هذه المياه إلى الترع، بل يكون لها صرف مخصص.
واستكمل "متولي"، أن مياه الترع تكون نظيفة وليست مختلطة بالعناية الأخرى الموجودة من الأسمدة، على عكس مياه الصرف الزراعي ثم يتم إعادة تدويرها من جديد لإعادتها للنبات مرة أخرى وريه بها.
وعن أهمية مشروعات الصرف الزراعي بها، أوضح "متولي" أن إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي، يخدم في توفير المياه، فنحن نستخدم ٥٥ مليار متر مكعب من مياه النيل، ولكن الاحتياجات الزراعية تصل من ٧٠ إلى ٨٠ مليار متر مكعب يتم الحصول على جزء من المياه الجوفية والجزء الآخر نحصل عليه من إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي والصرف الصحي.
مشروعات الصرف الزراعي مع تبطين الترع
قال طلحة بدوي، مزارع من قرية كومير بمحافظة الأقصر، إن مشروعات الصرف الزراعي مفيدة جدًا للأراضي الزراعية خاصة لأراضيهم التي تشتهر بزراعة محصول قصب السكر، فالمشكلة التي تواجه بعض الأراضي التي لم تعان من عدم الصرف الزراعي لأسباب فنية أو مواسير الصرف تعرضت للتلف، فأصبحت الأرض كلها مياه وسببت تبوير أكثر من ٣٠ فدانًا من الأراضي.
وأوضح بدوي، لـ"الدستور"، أن مشروعات تبطين الترع ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" خدمت أهل القرية بتوفير المياه النظيفة لري الأراضي في وقتٍ أسرع من السابق، بعد أن كانت يتم ريها بعد وصول المياه بعدة أيام أصبحت المياه تصل بمجرد فتحها من الترعة.
وتابع: "الصرف الزراعي إذا عمل في كامل القرية مع مشروعات التبطين سيكون إنتاجية الفدان مرتفعة جدًا أكثر من السابق، ففي السابق كان إنتاجية الفدان من ٥٠ إلى ٧٠ طن قصب ولكن في الوقت الحالي أصبح أعلى إنتاجية للفدان يوفر ٤٠ طن، لأن الصرف الزراعي يؤثر على إنتاجية الفدان".
وأشار "بدوي"، إلى أن مشروعات الصرف الزراعي تحافظ على الأرض من التبوير، فبدلًا من تراكم المياه في الأرض مع المياه الجوفية حتى تتعرض للتلف، يتم ترحيل مياه الصرف الزراعي والاستفادة منها في الري مرة أخرى والحفاظ على إنتاجية الفدان، خاصة أن أراضينا ما زالت تتبع نظم الري التقليدية وتظل المياه متراكمة ليومين وثلاثة وتسخن في فصل الصيف ثم تتبخر وهذا التبخر ينتج عنه طبقة أملاح تنزل في التربة وتؤدي إلى ملوحتها وتبويرها، متنميًا أن تستكمل الدولة مشروعات الصرف الزراعي في باقي المحافظة للاستفادة من كامل الأراضي الزراعية في تحقيق التنمية الزراعية المنشودة.