سيناريوهات أزمة حقل كاريش النفطى بين لبنان وإسرائيل
من المقرر أن يصل الوسيط الأمريكى في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، مساء الإثنين المقبل إلى لبنان، ومن المقرر أن يلتقي عددا من المسؤولين في منزل نائب رئيس مجلس النواب آلياس بوصعب في الرابية، قبل أن يجول على المسؤولين ابتداء من الثلاثاء المقبل.
ومن المقرر أن يلتقي الوسيط الأمريكى الرئيس اللبنانى ميشال عون وكلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وفقا لجريدة الجمهورية اللبنانية.
وأكدت مصادر في الرئاسة اللبنانية، أن لبنان على استعداد لتسهيل مهمة هوكشتاين المكوكية، كوسيط نزيه وفق اتفاق الإطار، فلبنان مصر على بقاء الخط 23 مستقيما مع تعرج يمنح لبنان حقل قانا كاملاً.
ونرصد من خلال التقرير التالى أبرز سيناريوهات أزمة حقل كاريش النفطى بين لبنان وإسرائيل.
البداية من عام 1948، وهناك حالة حرب رسمية بين لبنان وإسرائيل، ولكنهما ملتزمان بوقف لإطلاق النار على طول ما يسمى الخط الأزرق، الذي كانت الأمم المتحدة قد حددته بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، لتنهي بذلك 22 عاما من احتلالها للمنطقة.
مؤخرًا اختلقت إسرائيل أزمة مع لبنان بعد إقدامها على التحرك للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المناطق المتنازع عليها بين تل أبيب وبيروت، وذلك بعد وصول سفينة تابعة لشركة "إنرجيان باور"، المتعاقدة مع تل أبيب للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش النفطي في البحر الأبيض المتوسط.
وتتمحور مشكلة الخلاف البحري بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي على منطقة في شرق البحر المتوسط تبلغ مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا في منطقة يعتقد أنها غنية بالغاز.
وفى عام 2016، أعلنت السلطات اللبنانية إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب في المنطقة. وتعتبر منطقة حقل كاريش النفطى من أكثر المناطق الحدودية توترا في الشرق الأوسط، إذ تقف فيها 3 قوات، وهى القوات الإسرائيلية في مواجهة الجيش اللبناني وحزب الله، بينما تحاول قوات حفظ السلام الدولية الحفاظ على الهدوء. وفى 2020، أعلن لبنان وإسرائيل التوصل إلى تفاهم حول بدء محادثات من أجل حل نزاعهما القائم حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها تاريخية بين دولتين في حالة حرب.
وعقب التحرك الفردى الإسرائيلي للتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها دعت السلطات اللبنانية الوسيط الأمريكي آموس هوكستين للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البح90% رية بين لبنان وإسرائيل، وذلك غداة إرسال إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين ستعمل على استخراج الغاز من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها. توقف المفاوضات منذ عام 2020.
يجدر الإشارة إلى أن المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أمريكية توقفت في مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. كان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها، على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومترا مربعة، بناء على خريطة أرسلها لبنان في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقا أن الخريطة استندت الى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل كاريش.
فيما تعتبر إسرائيل أن حقل كاريش يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها وليس في المنطقة المتنازع عليها.
سيناريوهات الفترة المقبلة
وقال الباحث اللبناني عبدالله نعمة إن لبنان قادم على سيناريو لحل يعتبر سلة كاملة متكاملة نتيجة لتسوية ضمن القوى المتصارعة في الشرق الأوسط وكانت قد بدأت منذ فترة وأولها كان عودة السفراء العرب إلى لبنان بعد انقطاع لمدة طويلة وهذا نتيجة اتفاق بين أمريكا وإيران بخصوص الملف النووي الإيراني والذي انجز منه 90%، خاصة أن هذا الاتفاق جاء بعد سنين من المباحثات بين الطرفين والمجتمع الدولي ولولا الحرب بين روسيا وأوكرانيا لكان تم التوقيع النهائي.
وأضاف “نعمة”، في تصريحاته لـ"الدستور"، أن الأمريكان كلفو الفرنسيين بالملف اللبناني وعلى أساس أن لبنان مربوط بالصراعات التي تدور بين القوى الإقليمية، خاصة أن لإيران نفوذا سياسيا في لبنان وهو حزب الله وأن الفرنسيين يتعاطون مع لبنان تعاطي الأم الحنون وأنهم يعرفون أن يتعاطوا مع حزب الله على أنه حزب لبناني ومن النسيج اللبناني، خاصة بعدما قد انجزت الانتخابات الفرنسية وكانت نتيجتها فوز الرئيس ماكرون لولاية ثانية وقد بدأ الحل.
ومن ضمن هذه السلة وهي ما ذكرناه في البداية بعودة السفراء العرب إلى لبنان وانتخاب مجلس نيابي جديد وهذا ما تم بالفعل وبعدها انتخاب رئيس للمجلس النيابي، وفاز الرئيس نبيه بري برئاسة المجلس النيابي الجديد وما نراه اليوم هو وجوب تشكيل حكومة جديدة في لبنان، على أن يليها انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ومن ضمن السلة هناك كلام على أنه سيكون هناك مؤتمر في القاهرة برعاية فرنسية ومباركة إيرانية وسعودية وهذا بضوء أخضر أمريكي لإعادة إحياء اتفاق الطائف والاتفاق على استراتيجية دفاعية بين القوى الوطنية وحزب الله والدولة اللبنانية.
وأوضح أن ما نره اليوم في هذا السجال حول ملف الترسيم البحري والنفط والغاز، خاصة أن شركة توتال الفرنسية هي كانت قد كلفت بالاستخراج للغاز والنفط في الأراضي اللبنانية والبحر وكانت هذه الشركات قد طلبت من الدولة اللبنانية مهلة إضافية لاستخراج هذا الغاز نتيجة الصراعات في المنطقة والكل اليوم يصعد للحصول على مكاسب أكبر من جهة إسرائيل ومن لبنان.
وأكد أن قدوم المبعوث الأمريكي إلى لبنان يوم الإثنين لعودة التباحث بين لبنان وإسرائيل من خلال عودة المشاورات مع الوسيط الأمريكي وهذا سيأخذ وقتاً إضافيًا للوصول لحل نهائي وليس هناك بوادر للحرب اليوم رغم التهديدات بين الطرفين لأن المجتمع الدولي لن يسمح لهكذا حرب لأن نتيجتها ستكون مدمرة على كل الأطراف والمنطقة والشرق الأوسط وممكن أن تصل لحرب عالمية ثالثة، خاصة بعد ما يجري بين روسيا وأوكرنيا فإن الكل يضغط الآن وهذا ما يؤثر على عدم تشكيل الحكومة وهذا طبعا مرهون بالسلة الكاملة المتكاملة للحل في لبنان من ضمن الحل في المنطقة.