اعتداءات «إبر الحقن».. ظاهرة جديدة تثير رعب الدول الأوروبية
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن تصاعد جرائم الاعتداءات بـ"إبر الحقن" (السرنجات) المستعملة في أوروبا، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات يصعب تعقبها أو مكافحتها، وخاصة لأنها تصنف بالجرائم الغامضة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن مئات الأشخاص في أنحاء بريطانيا وأوروبا يشتبه بأنهم وقعوا ضحايا لهجمات مشتبه بها بـ"إبر الحقن"، وهي عمليات حقن تجري دون موافقة أو معرفة الضحية، غالبًا في حانة أو ملهى ليلي.
ويرصد "الدستور" أبرز أماكن انتشار هذه الظاهرة:
فرنسا: 300 بلاغ منذ مارس باعتداءات بإبر الحقن
تلقت الشرطة الفرنسية أكثر من 300 بلاغ بشأن اعتداءات ما يشتبه أنه "إبر حقن" في مناطق مختلفة منذ نهاية مارس الماضي، لكنها لم تنفذ أي عمليات توقيف واعتقالات.
بلجيكا: اعتداءات بإبر حقن في ملاهٍ ليلية ومباريات كرة قدم
كما شهدت بلجيكا بلاغات عن حوادث مماثلة في ملهى ليلي، وأثناء مباراة لكرة القدم، ومسيرة بأحد الشوارع.
وتعمل السلطات البلجيكية على إثبات ومكافحة هذا النوع من الهجمات التي يصعب تعقبها، وتسعى إلى زيادة الوعي بشأن العدد الصغير ولكنه متزايد، من الحالات المُبلغ عنها.
وقال بعض الأطباء في تصريحات سابقة إن إبرًا رفيعة للغاية دقيقة مثل الشعرة، يمكن الحصول عليها بسهولة عبر الإنترنت، وكذلك العقاقير التي تستلزم وصفة طبية، ويشمل ذلك مسكنات الألم والأدوية التي تحتوي على مخدر الأفيون.
النساء ضحايا هجوم الإبر
وعادة ما يبلغ الضحايا، والغالبية منهم من النساء، عن معاناتهم من أعراض فقدان الذاكرة أو ملاحظة وجود جروح في وقت لاحق فقط.
وقالت إيفا كيلينج إحدى ضحايا الهجمات بلندن إنها حُقنت من قبل شخص غريب بإبرة، ما جعلها غير قادرة على التحدث أو الحركة أثناء وجودها في حانة في مسقط رأسها في ستافورد، شمال إنجلترا.
وجاء الاعتداء عليها في أبريل الماضي، وحتى الآن ما زالت تشعر بالتعب، وعندما كانت ترتدي ملابسها، لاحظت تورم ذراعها وبعد شعورها بالصدمة، هرعت إلى المستشفى لإجراء اختبارات دم وخضعت لفحوصات للتحقق من عدم إصابتها بأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، وأخبرها الأطباء أنها حقنت بـ"إبرة قذرة"، ما تسبب في التهاب وتورم.
فيما قال نيلز مارزولف الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، إنه كان يتجنب التردد على النوادي الليلية بسبب البلاغات، لكنه على الرغم من ذلك اكتشف أنه تعرض للوخز بإبرة في محطة قطار أنفاق في مدينة ليون الفرنسية الشهر الماضي.
وفي تصريحات لمحطة بي إف إم الفرنسية، أضاف مارزولف أنه تفقد جيوبه بعد أن اقترب منه شخص غريب، ثم وجد علامة على ذراعه.
وتابع: "عندما يقول الأطباء إنها علامة إبرة.. من الصعب تقبل الأمر. من الصعب.. العودة إلى الأماكن العامة".
وأثارت موجة الاعتداءات الغامضة في أنحاء فرنسا حيرة السلطات، التي لم تحدد بعد دوافعها، أو ما إذا كانت عمليات الحقن المبلغ عنها تحتوي على عقاقير.
أجهزة الأمن تتعقب المهاجمين
وحضت وزارة الداخلية والشرطة الفرنسية على إصدار تحذيرات سلامة تحث على توخي الحذر.
كما ناشدت الشرطة الفرنسية في ستراسبورج الشهود تقديم معلومات بعد حقن ثمانية أشخاص على ما يبدو في حفل لموسيقى الراب.
كما أصدرت السلطات في لا دو كاليه بشمال فرنسا توجيهات لمن يشتبه بأنهم ضحايا لإجراء فحوصات سموم.
وفي غضون ذلك يبحث المسئولون عن إجابات، ولا تزال الدوافع غير واضحة.
وفي هولندا، قال ميرلين بولمان، عمدة مدينة جرونينجن، إن فريقه أطلق خطًا هاتفيًا للمساعدة عبر الإنترنت للمقيمين للإبلاغ عن مثل هذه الحوادث.
وذكرت وسائل إعلام هولندية بعدد قليل من الحالات المحتملة في البلاد، قال بولمان إنه كان من الصعب على المسعفين تأكيد التقارير في مدينته، بما في ذلك ما إذا كانت تشمل إبر حقن.
وأضاف بولمان أن إحدى النظريات هي أنه ربما كانت هناك محاولات أو مقلدون بأشياء أخرى أو ربما حتى بإبر لا يوجد شيء بداخلها لنشر الخوف دون حقن المخدرات فعليًا.
وتابع المسئول الهولندي: "لا يمكننا استنتاج أي شيء بعد أن نأخذ الأمر على محمل الجد، ولكننا بالتأكيد لا نريد إثارة الذعر من وجود وخز بالإبر في كل مكان".