التعليم الفني
التعليم الفنى.. قاطرة تلحق بالثانوية العامة (إنفوجراف)
خلال سنوات ليست بكثيرة استطاعت مصر قفز مراتب عُليا في قطاع التعليم الفني، بعدما كان في مراحل متأخرة، وانعكس ذلك الأمر على إقبال الكثير من الطلاب وأولياء الأمور عليه والخروج من بوتقة الثانوية العامة.
ودفع التطوير الذي قامت به الحكومة المصرية إلى زيادة الإقبال على التعليم الفني بعدما كان ينظر إليه بأنه أقل من الثانوية العامة، والذي كل عام يثبت أنه أصبح في مرتبة متساوية مع الثانوية العامة ومعدلات الإقبال عليها.
واتساقًا مع ذلك، تحدث الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، عن أن هناك هدفًا وراء خطة تطوير التعليم الفني، بأن يكون قادرًا على تلبية احتياجات سوق العمل، وتكون جودته مماثلة للجودة العالمية، لافتًا إلى أن وجود المهارة مع المعرفة ليس كافيًا بل لابد أن يتحلى العامل الفني بالسلوكيات الجيدة إلى جانب المهارة والمعرفة.
وأشار إلى أن تطوير مناهج التعليم الفني أحد ركائز عملية التطوير، حيث تم الانتهاء من تطوير جزء من المناهج، وجار استكمال عملية التطوير، فضلًا على أن خطة التطوير تعتمد أيضًا على تنمية المهارات.
وتدل الأرقام على التطور الفعلي الذي حدث في التعليم الفني، بالنسبة لإقبال الطلاب وزيادة أعداد الفصول وغيرهم، وتتبعت «الدستور» رحلة التطوير الذي حدث في التعليم الفني رقميًا من خلال البيانات الرسمية.
على صعيد الفصول والمدارس، قامت الوزارة بإنشاء وتجديد 13993 فصلًا في محافظات مصر، 3718 فصلًا منها تم تجديدها و10275 فصلًا تم إنشاؤها جديدًا في مختلف مراحل التعليم الفني في مصر.
أما المدارس فتمت إضافة 40 مدرسة فندقية وهو أحد مجالات التعليم الفني في مصر، إلى جانب تطوير ما يقرب من 65 مدرسة في مجالات الصناعي والزراعي والتجاري والفندقي وتعد من المجالات المطلوبة في التعليم الفني.
وخلال العام 2020/ 2021 زاد عدد مدارس التعليم الفني بشكل عام، حيث أصبحت 2652 مدرسة بواقع 1373 مدرسة صناعية و881 مدرسة تجارية و269 مدرسة زراعية و129 مدرسة فندقية.
ولم يكن التطوير يشمل المدارس والفصول فقط، ولكن طال المناهج أيضًا، حيث تم تطويل ما يقرب من 197 منهجًا وإضافة 27 منهجا تفاعليا جديدا في تخصصات ومهن مختلفة، وتطوير 7 برامج تخص التعليم الفني وفقًا لمنهجية الجدارات.
وأدى ذلك إلى زيادة كثافة الطلاب في الفصول حسب مركز العاصمة للدراسات والأبحاث، الذي أكد في دراسة بحثية عنه أن تقريرا اقتصاديا صدر من الجهاز المركزي للمحاسبات كشف عن ارتفاع كثافة الفصول في بعض المحافظات.
وأعطى مثال بالتعليم الزراعي بلغ ٥١ طالبًا في الفصل بمحافظة الجيزة، و٤٤ طالبًا في محافظتي الإسكندرية وقنا، كما وجد عجز في أعداد المدرسين بعد زيادة أعداد الطلاب، فكان العجز في محافظة أسيوط ٩.٦٩%، والإسماعيلية ٧.٦٧%، وشمال سيناء ٣.٦٥%، وبني سويف ٧.٦٢%.
وزاد عدد الطلاب الملتحقين بالمدارس بنسبة تقدر بـ31.2%؛ حيث بلغ عدد الطلاب نحو 24.4 مليون طالب وطالبة، مقارنة بـ18.9 مليون طالب وطالبة في العام المالي 2013/ 2014، فضلًا عن زيادة عدد المدرسين بنسبة 11.1%.
أدى ذلك إلى قفز مصر في المركز 68 في التعليم الفني والتقني خلال العام 2019 بعدما كانت تحتل المركز 80 في العام 2018 أي 12 مركزًا خلال عام واحد، كما تقدمت مصر في مؤشر المعرفة العالمي للعام 2021، حيث حصلت على المركز 53 على مستوى 154، لتقفز 19 مركزًا مقارنة بالعام الماضي.
ووصل التطوير إلى الخارج حيث وقعت مصر عدة اتفاقيات مع هيئات ومؤسسات مختلفة، منها اتفاقية التعاون مع إيطاليا للتوسع فى مشروع مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتعزيز مهارات المعلمين، بقيمة 40.8 مليون جنيه.
كما تم عقد اتفاقية مع بنك التعمير الألمانى لتطوير وتأهيل عدد من مراكز الكفاءة في مدارس التكنولوجيا التطبيقية ومدارس التعليم الفنى، فضلاً عن إنشاء مركزي كفاءة متخصصين في مجالات الطاقة المتجددة في كل من الغردقة وأسوان، وذلك بقيمة 41،5 مليون يورو.
ووقعت مصر مذكرة تفاهم مع هيئة كير الدولية لحل مشاكل التعليم الفني ووضع برامج تدريبية للمعلمين، وعقد دورات خاصة بهم من أجل التدريب الجيد للطلاب وتعليمهم كيف يصبحون بعد التخرج عمالا نافعين.