8 سنوات ريادة.. كيف عزز الرئيس السيسي العلاقات المصرية - الأمريكية؟
بعد 8 سنوات من تنصيبه، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يحدث طفرة في العلاقات المصرية الأمريكية التي شهدت في عهده تعاونا في مختلف المجالات.
وفي التقرير التالي نرصد كيف دعم الرئيس السيسي خلال ثمانية سنوات العلاقات المصرية الأمريكية وكيف عزز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.
زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين
تعتبر مصر رابع أكبر دولة فى المنطقة بالنسبة للصادرات الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط، وفي تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تحت عنوان "العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية عام 2021"، بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى الولايات المـتحـدة الأمريكيـة 2.5 مليار دولار عام 2021 وتمثل 5.8% من صادرات مصـر للعالم مقابل 1.6 مليار دولار عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 56.3٪.
وفى سبتمبر 2017، وقعت سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى وشيرى كارلين مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر 8 اتفاقيات للتعاون الاقتصادى بين البلدين، بقيمة 121.6 مليون دولار، وذلك بقطاعات الاستثمار والتعليم والصحة والزراعة والمياه.
ووفقا لآخر الإحصائيات ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا إلى 8 مليارات دولار، موزعة بين 6 مليارات دولار صادرات أمريكية لمصر، وملياري دولار صادرات مصرية لأمريكا.
وتشكل صادرات النفط والمنتجات البترولية أكبر حصة من صادرات مصر إلى الولايات المتحدة، كما تشكل المنتجات الزراعية والآلات الصناعية ألشريحة الأكبر من الواردات الأمريكية لمصر.
ووفقا للهيئة العامة المصرية للاستعلامات، تتمتع مصر بحق الاستفادة من النظام المعمم للمزايا الأمريكى (GSP )، الذى يسمح بتصدير بعض المنتجات المصرية إلى السوق الأمريكى وإعفائها من الجمارك.
زيارات كبار القادة الأمريكيين للقاهرة
سبق وزار الجنرال كينيث ماكينزى، قائد القيادة المركزية الأمريكية، مصر مرات عدة، وقام بعدة لقاءات تناولت عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز علاقات التعاون العسكرى والتدريبات المشتركة بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
وسبق واستضاف مقر مجلس الوزراء اجتماعاً، يضم وفد مساعدي أعضاء الكونجرس، لإطلاعهم على أهم ملامح المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصري "حياة كريمة".
كما زار الفريق أول دانيال هوكانسون قائد الحرس الوطني الأمريكي، مصر في زيارة رسمية استغرقت عدة أيام، بحث خلالها عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فى ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وانعكاسها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط وسبل تعزيز التعاون والعلاقات العسكرية بين القوات المسلحة للبلدين.
كما اجتمع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الخارجية سامح شكري، في القاهرة حيث شدد سوليفان خلال لقائه على دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، لمبدأ حل الدولتين فيما يخص القضية الفلسطينية، ومباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة مايو قبل الماضي حيث التقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لمناقشة عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات السياسية والرؤى المشتركة
وعلى مدار الثمانية سنوات، استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي توحيد الرؤي بين البلدين حول القضايا المشتركة، سواء الوضع فى ليبيا، فى ضوء إطلاق مبادرة "إعلان القاهرة"، حيث رحبت واشنطن بالجهود المصرية لتحقيق التسوية السياسية للأزمة في ليبيا، فضلا عن دعم واشنطن لدور القاهرة في قضايا احلال السلام وتحقيق الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.
كما دعمت الولايات المتحدة مصر في ملف سد النهضة داعية الى ضرورة الوصول لاتفاق قانوني وملزم فيما يتعلق بملف سدالنهضة.
كما زار الرئيس المصرى واشنطن فى مطلع إبريل 2017، حيث استعرض مع الرئيس دونالد ترامب وقتها، عددًا كبيرًا من الملفات الثنائية والإقليمية، على رأسها مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابى وأجرى الرئيس السيسى سلسلة لقاءات مهمة، استهلها بلقاء مع رئيس البنك الدولى جيم يونج كين، كما التقى وزير الخارجية الأمريكى حينها ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتياس.
التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن
لم تقف العلاقات بين البلدين على مستوى الدعم الاقتصادي والسياسي ولكن الدعم والتعاون العسكري أيضا، ففى 22 مارس 2016، انطلقت فعاليات التدريب البحرى المشترك "تحية النسر 2016"، والذى تنفذه عناصر من القوات البحرية المصرية والأمريكية والإماراتية، لعدة أيام بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر.
وعاودت فعاليات التدريب المصرى الأمريكى المشترك "النجم الساطع" فى 2017 بمجمع ميادين التدريب القتالى بقاعدة محمد نجيب العسكرية لدعم التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
الحوار الاستراتيجي بين البلدين
نجح الرئيس السيسى والدبلوماسية المصرية فى إعادة الثقة بين البلدين، ووضع إطار مؤسسى للعلاقات بين البلدين، في إطار الحوار الاستراتيجى.
قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكي، سامويل وربيرج، إن: "الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين".
وحددت مصر والولايات المتحدة ثلاثة أهداف كبرى لتعاونهما، تتلخص فى السلام والاستقرار الإقليمى والتصدى للإرهاب والإصلاح الاقتصادى.
وسبق وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكي، سامويل وربيرج، إن، الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين في ملفات الاقتصاد والتجارة والتنمية وحقوق الإنسان والمناورات العسكرية.
اتصالات السيسي وبايدن
بحث السيسي، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، في مايو 2021، أثناء اتصالين منفصلين بالشهر ذاته جهود تثبيت التهدئة في قطاع غزة والعلاقات الثنائية، في أعقاب دور الوساطة الذي لعبته القاهرة لتحقيثق الهدنة في فلسطين.
وتناول الاتصال وقتها ايضا تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة.
وأكد بايدن على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر.
كما أكد الرئيس الأمريكي تطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها.