نبيل دعبس: الدعوة للحوار الوطنى «ضربة معلم» من «قائد حكيم»
قال الدكتور نبيل دعبس، رئيس حزب «مصر الحديثة» رئيس لجنة التعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى جاءت فى توقيتها المناسب، وتعد «ضربة معلم من قائد حكيم»، فى ظل الظروف والتحديات التى يمر بها العالم أجمع، وهى فرصة لرسم حياة سياسية جديدة. وأضاف «دعبس»، فى حواره مع «الدستور»، أن محاور الحوار الوطنى ستحددها أوراق العمل والمقترحات والأفكار التى سيقدمها المشاركون فى الحوار، مشيرًا إلى أن «مصر الحديثة» بدأ التجهيز للملفات التى سيطرحها خلال جلسات الحوار الوطنى من خلال تشكيل لجنة مركزية تتلقى كل مقترحات ورؤى أعضاء الحزب بالمحافظات، تمهيدًا لبلورتها فى ورقة عمل واحدة، يجرى طرحها خلال الجلسات.
■ بداية.. كيف رأيت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟
- الدعوة للحوار الوطنى ضربة معلم من قائد حكيم يقف على مسافة واحدة من الجميع، ويعرف ما يدور فى الشارع المصرى، ويثبت فى كل يوم، بل فى كل لحظة، أنه رئيس لكل المصريين باختلاف توجهاتهم السياسية، لأن مصر دولة قوية، على رأسها قائد حكيم له ظهير شعبى، ومحبوب من كل طوائف الشعب، عدا الإرهابيين الذين تلطخت أياديهم بدماء المصريين ويعملون فى الخفاء كخفافيش الظلام من أجل عدم استقرار مصر، وهذا أمر لن ينالوه.
والرئيس السيسى هو بالفعل رب الأسرة المصرية قولًا وعملًا، ويعمل على إشراك كل طوائف الشعب فى رسم خريطة المستقبل للجمهورية الجديدة التى يبنى قواعدها، ودعوة المعارضة تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الرئيس السيسى رئيس لكل المصريين، وليس لفئة أو جماعة أو حزب. وهذا الحوار فرصة جيدة لكل من يشارك فيه، سواء كانوا أغلبية أو معارضة أو مستقلين، لعرض وجهات النظر فى كل الملفات على مائدة الحوار بشفافية ووضوح، لأن الدعوة للحوار جاءت من الرئيس السيسى، وستجرى تحت رعايته، وسيكون ضامنًا لها، كما أنها ستجرى داخل قلعة للعلم والتدريب والتأهيل هى الأكاديمية الوطنية للتدريب، التى تتمتع باستقلالية وتتبع مؤسسة الرئاسة مباشرة.
■ ماذا عن توقيت الدعوة لهذا الحوار؟
- دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى جاءت فى وقتها بالفعل، نظرًا للتحديات الجسام والظروف التى يمر بها العالم أجمع، وهى دعوة لرسم ملامح حياة سياسية جديدة، وليس معناها ما قد يفهمه البعض فى الداخل أو الخارج، خاصة من جماعة الشر، من أن هناك خلافًا أو اختلافًا قد يعكر صفو الحياة المصرية، بل ينبغى التأكيد للجميع، خاصة فى الخارج، أن كل القوى السياسية فى مصر تدعم الدولة وتقف خلف قيادتها، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى. ولذا، لا يجب أن يتم تصوير الدعوة للحوار الوطنى باعتبارها تعبّر عن أزمة، لأن مصر، وبكل أمانة، تعيش أزهى عصور التنمية، ورغم كل التحديات استطاع الرئيس السيسى أن ينتصر عليها بعزيمة الرجال ودعم الشعب المصرى العظيم، وعادت مصر دولة قوية، لها دورها الريادى فى محيطها الإقليمى وفى العالم.
ورغم ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية، فإننا نجد أن الأمور فى مصر أفضل من دول غربية، بل ودول عظمى، ازداد فيها التضخم إلى معدلات عالية، وارتفعت فيها الأسعار بشكل كبير، لأن مصر وقيادتها وفرت الحماية الاجتماعية لشعبها العظيم، وفى القلب منه الفئات الأكثر احتياجًا، وعبر آليات تحفظ للمواطن كرامته.
■ وماذا عن استضافة الأكاديمية الوطنية للتدريب الجلسات؟
- استضافة الأكاديمية جلسات الحوار تعنى عددًا من الأمور المهمة، على رأسها عدم وجود أجندات مسبقة للحوار، وعدم التدخل فيه من أى جهة أو توجيهه يمينًا أو يسارًا، فالأكاديمية تمثل ضمانة كبيرة لنجاح الحوار، لأنها ستكون على مسافة واحدة من جميع المشاركين به، من الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة، فى ظل ما تضمه من كفاءات علمية وكوادر، برئاسة الدكتورة رشا راغب، وهى شخصية مشهود لها بالكفاءة والنجاح.
■ كيف استقبل حزب «مصر الحديثة» الدعوة الرئاسية؟
- نحن فى حزب «مصر الحديثة» أول من لبّى الدعوة للحوار، وسيكون لنا تواجد فعال من خلال المشاركة فيه برؤى وأفكار ومقترحات فى شتى المجالات، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها من المجالات المختلفة.
والحزب بدأ التجهيز للحوار الوطنى من خلال تشكيل لجنة مركزية تتلقى كل مقترحات ورؤى أعضاء الحزب بالمحافظات المختلفة، لتجرى بلورتها فى ورقة عمل موحدة، سنقدمها على مائدة الحوار الوطنى باسم الحزب، وستكون تلك الورقة معبرة عن كل أعضاء الحزب وكوادره، ليشارك الجميع فى هذا الحدث العظيم.
■ فى رأيك.. ما أهم المحاور والملفات التى يجب وضعها على مائدة الحوار؟
- محاور الحوار ستحددها أوراق العمل والمقترحات والرؤى والأفكار التى سيقدمها المشاركون فيه، ما يعنى أن أجندته ستكون من بين أفكار المشاركين، وأعتقد بحكم الخبرة السياسية والمجتمعية أن الملفات التى سيتناولها الحوار ستكون متعددة، وعلى رأسها الملفان السياسى والاقتصادى، وكذلك ملفات الاستثمار والحماية الاجتماعية والهوية المصرية وغيرها.
ونحن، فى حزب «مصر الحديثة»، سنقدم رؤيتنا فى جميع الملفات، وإن كانت بعض الأمور ستحظى منا باهتمام كبير ونقاشات مطولة، وعلى رأسها إعادة بلورة طبيعة الحياة السياسية، فى ظل الدفعة القوية و«قُبلة الحياة» التى منحها الرئيس السيسى لها بعد أن ماتت إكلينيكيًا إثر سيطرة حزب واحد عليها لسنوات طوال.
والرئيس السيسى أعاد الحياة للشارع السياسى المصرى، وأصبح البرلمان بغرفتيه يضم كل القوى السياسية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وأصبح مجلس النواب يضم ممثلين عن أكثر من ٣٠ حزبًا سياسيًا، بالإضافة إلى ممثلين عن المرأة والشباب وذوى الهمم، والأمر نفسه فى مجلس الشيوخ.
وكل ذلك يدل على عدم سيطرة حزب واحد على مقاليد الأمور، كما كان الأمر فى الماضى، وحتى فى هيئات مكاتب اللجان البرلمانية نجد تشكيلة متنوعة من الأحزاب، وأنا شخصيًا أشغل منصب رئيس لجنة التعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، رغم أننى رئيس لحزب «مصر الحديثة».
وإلى جانب ملف الحياة السياسية، ستكون لنا وقفة مع الملف الاقتصادى، وسنطرح رؤيتنا لكيفية دعم الاقتصاد المصرى وخزينة الدولة، خاصة من خلال طرح الشركات التى تمتلكها الدولة فى البورصة بعد تقييمها من شركات عالمية، وهذا الأمر سيرفع من قيمة أسهم تلك الشركات، ويزيد من حصيلة أموال الخزانة العامة، مع إعادة تدويرها فى المشروعات القومية العملاقة أو لسد العجز فى الموازنة العامة.
ونحن فى الحزب سنتبنى أيضًا ملف التصدى للشائعات التى تتعرض لها الدولة، خاصة أنها تصدر عن قصد للإضرار بالدولة المصرية، وهى شائعات مغرضة تنطلق لقلب الحقائق، لذا لا بد من التصدى لها، والوقوف أمامها بكل قوة وحزم، وإلى جانب كل ذلك، سنطرح أيضًا قضية مهمة بالنسبة لنا، وهى قضية الهوية المصرية.
■ على ذكر الشائعات.. ما دور الأحزاب السياسية فى التصدى لتلك الحملة ضد مصر؟
- التصدى للشائعات وحروب الجيل الرابع بصفة عامة هو أمر منوط به المجتمع ككل، فالأحزاب والقوى السياسية لها دور، ومؤسسات الدولة لها دور، والكنيسة والمسجد لهما دور، وكذلك الإعلام له دور كبير.
وأعتقد أن على الجميع أن يتكاتف للتصدى لتلك الشائعات من خلال حملات التوعية والنزول للشارع وشرح الحقائق للمواطن عن طريق الندوات والجلسات، أو عبر تواصل النواب مع الأهالى فى دوائرهم، أو من خلال تنظيم الفعاليات فى مراكز الشباب والأندية، أو من جانب المدارس والجامعات ووسائل الإعلام والمساجد والكنائس، فكل المؤسسات عليها أن تقوم بدورها فى توضيح الحقائق وشرح الأمور للمواطن.
كما أن على المؤسسات أن تصحح الصورة لتوضيح ما يحدث على أرض مصر من إنجازات حقيقية ومشروعات قومية، مثل الطرق والكبارى ومنظومة الحماية الاجتماعية والبرامج والمشروعات والمبادرات المختلفة، مثل «حياة كريمة» التى غيرت وجه الريف المصرى، أو حملات مكافحة فيروس «سى»، وحملات التطعيم ضد الفيروسات والأمراض المختلفة، خاصة فيروس كورونا المستجد. وعليها أيضًا أن توضح ما تقوم به الدولة من جهود لضبط الأسعار، من خلال تقديم طرح السلع والمنتجات بأسعار مناسبة عبر منافذ جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة أو منافذ «أمان» التابعة لوزارة الداخلية، أو من خلال المعارض التى تنظمها الوزارات والقوى السياسية للتخفيف عن كاهل المواطنين فى ظل الأزمة العالمية. وكذلك لا بد من توعية المواطن بما يحدث على أرض مصر من مشروعات قومية مهمة تهدف لتحقيق الأمن الغذائى، من خلال زيادة الرقعة الزراعية، وأهمها مشروع المليون ونصف المليون فدان، بالإضافة إلى العمل على تقوية الجيش المصرى وتسليحه بأفضل الأسلحة، وغير ذلك من أمور يجب التوعية بها.
■ ما نصائحك للأحزاب والقوى السياسية المشاركة فى الحوار الوطنى خلال الجلسات المرتقبة؟
- أقول إنه لا بد أن يعلم الجميع أننا أمام فرصة مهمة يجب استغلالها خير استغلال لصالح الوطن، مع البعد عن المهاترات والشو الإعلامى والمكايدات السياسية، مع التحلى بالحكمة وتغليب الصالح العام، وطرح حلول للمشكلات وليس الحديث عنها فقط وتصدير هذه المشكلات للرأى العام. وأقول، أيضًا، إنه لا بد من العمل على دعم الدولة وقيادتها، وأن تستهدف الأفكار والرؤى العمل على حل المشاكل وليس تعقيدها، مع توجيه النقد البنّاء، وليس النقد الذى يهدم المعبد ويهيل التراب على الجميع، كما أنه لا بد من وجود تكاتف بين الأحزاب يؤكد للجميع أننا فى خندق واحد مع اختلاف الرؤى السياسية. ولذلك، أتمنى أن تكون الدعوة للأحزاب السياسية الحقيقية فقط، وهى تلك الأحزاب التى تملك ثقلًا سياسيًا وتمثيلًا نيابيًا قويًا، وليست الأحزاب التى تحمل اسمًا معلقًا على لافتة فقط، أو الأحزاب الكرتونية التى تضم عددًا من الأعضاء لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة
فى تقديرك.. ما الأولويات التى يجب أن يتوجه إليها العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة؟
- الرئيس السيسى أرسى قواعد كثيرة بعد تسلمه قيادة الدولة المصرية، التى كانت تعانى فى كل شىء وتحاصرها مشاكل عديدة، مثل الانهيار الاقتصادى والانفلات الأمنى والحرب الضروس مع الإرهاب، بالإضافة إلى حرب الشائعات المغرضة وقلب الحقائق فى الداخل والخارج، إلى جانب تداعيات المشكلات الإقليمية، التى تؤثر على أمننا القومى.
ورغم كل ذلك، استطاع الرئيس السيسى إعادة بناء الدولة القوية، واستعادت مصر دورها الحضارى، ونحن نعيش الآن فى مرحلة مختلفة، لذا لا بد أن تتوافق أولويات العمل فى المرحلة المقبلة مع بناء الجمهورية الجديدة، مع العمل على استغلال كل الموارد لصالح الدولة، وعلى رأسها الموارد البشرية والطبيعية، بالإضافة إلى إعادة اكتشاف الهوية المصرية.
■ أخيرًا.. كيف رأيت قرار إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى؟
- تفعيل لجنة العفو هو تفعيل لدور الجمهورية الجديدة فى بناء حياة سياسية جديدة، لأنه يرسم منظومة جديدة من العفو والتسامح والتصالح مع الرؤى والأفكار غير المتطرفة مع مَن لم يرتكبوا أعمالًا إرهابية أو انضموا لتنظيمات إخوانية متطرفة.
وهذا يؤكد أن الرئيس السيسى يقبل الاختلاف فى الرأى ويقبل النقد لكنه لا يسامح أبدًا فى حق مصر والمصريين، بل يتصدى للإرهاب والإرهابيين، ويضرب بيد من حديد كل مَن يحاول عرقلة قطار التنمية.